كلمة العراق في القمة العربية
    الثلاثاء 26 يوليو / تموز 2016 - 05:50
    [[article_title_text]]
    نواكشوط  (الصباح) - تنشر «الصباح» نص كلمة الوفد العراقي التي القاها رئيس الوفد وزير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفري في القمة العربية السابعة والعشرين المقامة في العاصمة الموريتانية نواكشوط...وهذا نصها:

    رغم كل ما شهده العمل العربي المشترك وعلى مختلف الصعد من نقلات نوعية ، لكننا لازلنا نجد انها لم ترق الى مستوى الطموح المرجو ، الامر الذي يحتم علينا جميعا التمسك بالاواصر المشتركة والخروج بقرارات استثنائية تلبي آمال شعوبنا العربية ، مضافا الى تطوير اليات العمل العربي المشترك وترتيب اوراق البيت العربي وانضاج عمل جامعتنا العتيدة بما يتلاءم وحجم المتغيرات التي تعصف بالأمة العربية والمجتمع الدولي عموما.

    اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

    في العراق تعمل قواتنا البطلة بجهد متواصل على تحقيق انتصارات جديدة كل يوم ، فبعد النصر الكبير الذي حققته في تحرير الفلوجة رغم كل الصعوبات والتحديات المتمثلة بتمترس الإرهاب بالمواطنين ومحدودية القدرات العسكرية للعراق بسبب ظرفه الاقتصادي الصعب إلا أن ابطالنا الشجعان من أبناء القوات المسلحة والقوات الأمنية وابطال الحشد الشعبي والحشد العشائري استطاعت وبفضل الله أن تنجز هذا النصر العظيم وتنقذ أرواح عشرات الالاف من المدنيين داخل المدينة باقل التضحيات والخسائر, وها هي محافظة الانبار تشهد عودة جماعية لاهلها الذين نزحوا منها بعد احتلال «داعش» لاكبر مدنها, وحسب تقرير وزارة الهجرة والمهجرين الاخير فأن ما يقرب من 50 الف عائلة عادت حتى الان الى منازلها في محافظة الانبار بعد عمليات التحرير, وقد سبقهم اعادة اكثر من 95 بالمئة من اهالي تكريت الى منازلهم بعد تحريرها , والعمل جار على اعادة جميع النازحين والبدء بصفحة التنمية والاعمار جنبا الى جنب مع برنامج بسط الاستقرار والتعايش وتقليل اثار الدمار الاقتصادي والاجتماعي الذي خلفه تنظيم «داعش» الارهابي في بعض محافظاتنا. والامل بالله تبارك وتعالى وطيد بنصر الشعب العراقي على اعدائه الدواعش واعلان العراق بلدا خاليا من سيطرة «داعش» بالكامل نهالية هذا العام.
    ومن المهم الاشارة في هذا المقام الى ان الحكومة العراقية تنسق بشكل فعّال مع ابناء العشائر في محافظتي صلاح الدين والانبار , فقد تم تجهيز هذه العشائر بالسلاح لتأمين انخراطها في مقاتلة هذه الجماعات الارهابية ضمن تشكيلات الحشد العشائري , وهي تقاتل جنبا الى جنب مع القوات المسلحة والاجهزة الامنية العراقية.
    ان عملية التحرير ستعقبها مشاريع ضرورية تتعلق باعادة الاعمار والتنمية وهي بالتاكيد تحتاج الى مزيد من الدعم الدولي والعربي ومن هنا ندعو الاشقاء الى تفعيل برامج دعم الاستقرار في المناطق المحررة ودعم برنامج اعادة النازحين للحكومات المحلية من خلال الحكومة المركزية , بما يسهم في تامين ظروف الحياة الضرورية لهذه المناطق من خلال الاعمار والاستثمار.
     
    السادة الحضور

    في الوقت الذي جرى فيه التاكيد على الرفض بكل عبارات الادانة والشجب للهجمات الارهابية التي ضربت بعض المدن الاوروبية مثل نيس وميونخ وغيرهما , فان العالمين العربي والاسلامي مطالبان بوقفة جادة تنسجم مع حجم رغبتهما بادامة وتطوير العلاقات مع دول العالم اجمع وعدم الاقتصار على بيانات الاستنكار او الشجب والعمل حثيثا من خلال جهد عربي واسلامي مكثف ومشترك وفق برنامج متفق عليه في الجوانب الثقافية والاقتصادية والامنية والسياسية , من خلال نبذ الفكر المتطرف وتجريمه مرورا بتجفيف منابع الارهاب وتبادل المعلومات والتنسيق الاستخباري, وانتهاء بقتاله على الارض وتقديم الدعم للدول التي تخوض الحرب ضد الارهاب وفي مقدمتها العراق الذي يقف في خط المواجهة الاول دفاعا عن محيطنا العربي فضلا عن الانساني.
    ولا يخفى عليكم ايها السادة الكرام , الجرائم التي ارتكبتها عصابات «داعش» في العراق من قتل للابرياء وسبي للنساء الايزيديات في سنجار وحرق نساء الشيعة في تلعفر , وجرائم ابادة كبرى بحق ابناء بلدي كجريمة سبايكر والبونمر وتفجير الكرادة الاجرامي واستهداف المراقد الدينية وبيوت العبادة وقصف المدنيين بالسلاح الكيمياوي كما حصل في ناحية تازة في اذار من العام الحالي , والاعدامات البشعة والجماعية للمدنيين الرافضين لوجود «داعش» في الموصل فضلا عن المفخخات التي تستهدف المواطنين في بغداد وعدد من المحافظات .

    السادة اصحاب الفخامة والسيادة والسمو والدولة والمعالي

    ان اتباع العراق لسياسة حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الاخرى وحرصه على العلاقات الطيبة مع الجارة تركيا لا يعني انه على استعداد للتفريط بسيادته التي لا زالت منتهكة من قبل الحكومة التركية من خلال توغل قواتها في الاراضي العراقية دون موافقة او تنسيق , ورغم مطالبات العراق المتكررة للحكومة التركية باحترام سيادته وسحب قواتها من الاراضي العراقية ورغم الاجماع العربي الذي تجلى بالقرار الداعم للموقف العراقي المرقم 7987 الصادر عن الجلسة الطارئة في 24/12/2015 , والقرار رقم 8024 الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية 145 في 11/3/2016 ورغم الوعود المتكررة التي اطلقها الجانب التركي الا انه لم يف بتنفيذ تلك الوعود والقرارات العربية ذات الصلة. لذا , ونحن اذ نثمن الموقف العربي الموحد ازاء هذا الانتهاك, ندعو الاشقاء الى موقف اقوى يفرض على تركيا احترام السيادة العراقية والقرارات العربية وعدم الاستخفاف بها.

    الاخوة الكرام

    ان نجاح العراق في ضم الاهوار وبعض المدن الاثرية الى لائحة التراث العالمي لليونسكو يعد انجازا كبيرا يسجل للبيت العربي باعتبار العراق عضوا مؤسسا وفاعلا فيه, وفي هذه المناسبة اتقدم بالشكر الجزيل الى كل الدول التي صوتت لصالح هذا القرار ومنها الدول العربية الشقيقة.

    السادة الرؤساء وممثلو الدول العربية الشقيقة المحترمون

    يحتفظ العراق بموقفه الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية من خلال تقديم كافة اشكال الدعم للاشقاء في فلسطين لنيل حقوقهم المشروعة التي
     انتهكها الكيان الصهيوني الغاصب, وندعم كل ما من شأنه اعادة القضية الفلسطينية الى الصدارة لتأخذ حقها من الاهمية التي تراجعت للاسف بفعل تعقيدات الوضع
    العربي الراهن.
    كما نؤكد موقف العراق الثابت والجلي من الازمة السورية والمتمثل بايجاد حل سلمي للازمة وايقاف نزيف الدم وادانة كافة اشكال العنف , كما يدعم العراق الحل السلمي والحوار الوطني بين جميع الاطراف ويؤكد أنه ضد التدخل الاجنبي حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها.
    وفي ما يتعلق بتطورات الاوضاع في اليمن , فاننا ندعم حل الازمة بالحوار السياسي المفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع اطياف الشعب اليمني , ونثمن في هذا المجال جهود دولة الكويت الشقيقة في استضافتها للمفاوضات بين الاشقاء اليمنيين للوصول الى حل ينهي القتال بين ابناء الوطن الواحد وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد الاستقرار الى اليمن العزيز.
    وكذلك الحال بخصوص تطورات الاوضاع في ليبيا فاننا ندعم حكومة الاخ فايز السراج في جهودها لتوطيد الاستقرار ومد سلطتها الى كافة ربوع ليبيا ومكافحة الارهاب , وندعم القرارات الاممية التي من شأنها تمكين الحكومة الليبية من فرض سلطتها على كامل التراب الليبي.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media