بغداد (الغد برس) - حصلت "الغد برس" على استمارة وزعتها وزارة الدفاع على منتسبيها في احد اقسام الوزارة في بغداد، لجمع المعلومات عنهم، لكن الملفت، هو غرابة الاسئلة، منها، ماهو رأي المنتسب بعدالة محاكمة صدام، وإمكانية انتمائه لحزب سياسي، او علاقته مع أصدقائه المتحزبين، وكان اغرب الاسئلة هو عن راي المنتسب بعمل الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي، ان كانت تعمل لصالح او ضد الشعب!.

المثير للضحك في عملية توزيع الاستمارات، تحول احدى اقسام الوزارة الى قاعة امتحان بكالوريا بدون مراقب، وتأخر الإجابات على الاستمارات لبضعة أيام، بانتظار إجابات الزوجات والاباء عن بعض الأسئلة.

"ما لا اعرفه الاستمارة "هل هي استفتاء، ام لائحة سلوك، ام استبانة بحثية؟"، هذا ما قاله محمد جون المنتسب في وزارة الدفاع العراقية، في حديثه مع "الغد برس"، بشأن استمارة وزعت على المنتسبين لملئها.

ويبين جون، وهو اسم مستعار للضرورات الأمنية والوظيفية، ان "إجابات جميع المنتسبين كانت متشابهة بل متطابقة في كثير من الحقول، اذ انهم اجابوا عن عدالة محاكمة صدام حسين لانه مجرم، وانهم لن ينتسبوا الى أية أحزاب سياسية، ولا يوجد عنصر إرهابي او مليشياوي في عائلته"، مشيرا الى ان "التغيير الوحيد في الإجابات ظهر بشأن السؤال عن رأي المنتسب بعمل الحكومة العراقية السابقة، وان كانت تعمل لصالح الشعب العراقي ام ضده، والأسباب في ذلك".

وتابع ان "معظم الإجابات لزملائه اشارت الى ان الحكومة العراقية السابقة عملت ضد الشعب العراقي ومصالحه لانها لم تنصف بعض المكونات، وانها سلمت ثلث العراق الى تنظيم داعش، واهانت الجيش العراقي بتنصيبها قيادات الدمج في هذا السلك العريق".

ويشير زميله (م. ص) الى ان "نشر هذه الاستمارات يبدو لنا انها تهدف لتحديد ولاء المنتسب، وهذا ما ذهبنا اليه جميعنا في اتجاهات اجوبتنا، وانتقدنا فيها الحكومة السابقة"، موضحا ان "بعض الأسئلة مثيرة للضحك والغضب في آن واحد، لانها تنص على تصرف المنتسب في حال علم ان احد زملائه او أصدقائه له ارتباطات حزبية، فما سيكون تصرفك معه وحدود علاقتك معه، وهذا سلوك شخصي لا علاقة للوزارة به، ولا اعلم لماذا تريد الإجابة عنه".

ويزيد "ما يثير الضحك في اطار الإجابات على الاستمارة انها استغرقت لدى البعض وقتا طويلا من التفكير، وقسم منهم اتصلوا بزوجاتهم وابائهم لارشادهم بالاجابات، حتى تحول القسم الذي نعمل به الى قاعة امتحان بكالوريا بدون مراقب"، منوها الى ان "بعض المنتسبين من محبي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بقى ثلاثة أيام يرى كوابيس في منامه، لان مورد رزقه الوحيد هو راتب وزارة الدفاع".

اضغط هنا للإطلاع على الوثيقة رقم 1
اضغط هنا للإطلاع على الوثيقة رقم 2