"أمريكا ليست منقسمة كما يوحي البعض"!!
    الثلاثاء 26 يوليو / تموز 2016 - 20:03
    د. صادق السامرائي
    هذا منطق رئيس دولة فيها جميع الأعراق والأجناس والديانات والثقافات والألوان البشرية.
    دولة تضم بشرا من كافة أوطان الأرض.
    دولة فيها بعض شيئ من كل شيئ , لكنها تتمسك بوعائها الوطني وقيمها الإنسانية , ومعاييرها الدستورية والقانونية , وتحارب الفساد وتنتصر للحق والعدل وتنكر الظلم وإنتهاك حقوق الإنسان.
    دولة فيها كل شيئ وتصنع شيئا واحدا جامعا  مسبوكا في وعاء الوطنية الواعية , المقتدرة المساهمة في بناء  الحياة الحرة الكريمة لمواطنيها أحمعين.
    وفي مجتمعاتنا تسود ضلالة أننا أعراق وأجناس ومذاهب ومعتقدات , وعلينا أن لا نعيش سوية ومعا , لأن ذلك في عرفنا المجنون غير ممكن ولا يجوز , وهو المبرر الأساسي للقلاقل والإضطرابات.
    وهذا منطق الكراسي المنتعشة بالمآسي!!
    فهل رأيتم مجتمعا واحدا في الأرض متجانس المكونات , في زمن تتصاغر فيه الأرض ويمتزج كل ما فيها بوعائها العولمي الأكبر؟
    فالبلدان باقات وجود متنوعة , وكلما تقدمت حضاريا إزدادت تنوعا , وتعلمت آليات التفاعل الإنساني الجميل , وديننا عالمي الطباع إنساني الخصال والمعايير , وهو من أول مشواره لم يعتمد على أهل مكة لوحدهم , بل كان فيه العديد من الأجناس البشرية , وفي أول ثلاثة مئة مسلم كانت نسبة كبيرة من المسلمين من دول ومجتمعات وثقافات غير مجتمع مكة وليسوا من العرب.
    أي أن الدين الإسلامي عبّر عن العالمية منذ أول أيامه ومضى على هذا المسار حتى اليوم.
    لكن الإعلام المغرض والكراسي المريضة التي لا تخجل من نفسها , وهي تتحدث بلغة خارجة عن العصر , ومتعارضة مع أبسط معايير ومعاني الدين , تعيد وتكرر بأن المشكلة في المجتمع المتعدد الأعراق والأجناس.
    با لخزيكم وجهلكم وعدوانيتكم على الإنسانية والوطن والدين , وكأنهم  يتناسون بأن العرب , وخصوصا بعد الإسلام , أصبحوا من أكثر المجتمعات قدرة على التعايش والتكافل والتفاعل مع جميع الأعراق والأجناس البشرية.
    بل أنهم تزاوجوا وإختلطوا مع البشرية جمعاء في أرجاء الدنيا الواسعة , وكان الإسلام قد قدم أروع الأمثلة على التكافل والتراحم وحِفط العهد , والشعور بالمسؤولية والرعاية والنخوة وتوفير الحماية للجميع وبلا تمييز؟
    يتناسون أن العرب أمة عالمية وأنها بدينها الرحيم إستوعبت تنوعات الدنيا وأطيافها وكانت بها فتقدمت وتعززت.
    والتأريخ فيه ما يشير إلى هذه القدرة العربية الإسلامية الإستيعابية ذات التطلعات الإبداعية الحضارية الخلاقة.
    فلماذا نتوهم بالضلال , ونسعى في متاهات الخسران والعدوان على بعضنا ونحن أمة أحد؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media