السعودية و تصفية مراجع الشيعة
    الخميس 28 يوليو / تموز 2016 - 01:23
    حامد العبادي
        لم تُبقِ حكومة السعودية طريقة من أجل القضاء على الشيعة في المنطقة ومحاربتهم بكل الأساليب من بذل الأموال وتجنيد الأرهابين وتقديم العون والمشورة للكثير من عملائها لغرض تمزيق الأمة الشيعية وإضعافهم ، فلم يعد خافيا لما يحصل للشيعة في العراق وما يجري من ظلم في البحرين واعتقالات واعدامات في الأحساء والقطيف وقتل ذريع ومجازر وإبادة جماعية للحوثين في اليمن.
       تحركات السفير السعودي في بغداد وتدخلاته في الشأن الداخلي العراقي لا تخفى على ابسط المتابعين وتصريحاته تبدي سوء سريرته وتفضح اسرار مهمته التي جاء من أجلها الى العراق ، يتم كل هذا والحكومة العراقية وبرلمانها صامتة إزاء كل ما يحدث.
       تشكل المرجعية الدينية والعلماء الأساس في بناء الكيان الشيعي ، واذا ما تمكنت جهة ما أو قوة ما من المساس في المراجع والعلماء فسوف يتعرض الكيان الشيعي الى مخاطر كبيرة وكثيرة ولهذا فأن السعودية تدرك هذا الأمر جيدا وتحاول في شتى السبل وتعمل على النيل من مراجع الشيعة في كل مكان. اعتقلوا الكثير من علماء البحرين وأعدموا الشيخ النمر ولازالوا يهددون علماء الشيعة في العراق لأن النجف تمثل رمز وعاصمة التشيع في العالم.
     اغتيل الشيخ رافد الغريباوي وكيل المرجع آية الله السيد صادق الشيرازي  في يوم الأحد 24- 7 – 2016 وعقب هذه الجريمة تم اغتيال إبنة المرجع السيد آية الله محمد تقي المدرسي في يوم الثلاثاء 26-7-2016، هاتان الحدثتان يدلان على أن هناك استهداف واضح ومتعمد ومقصود الى مرجعية السيد آية الله محمد صادق الشيرازي والسيد آية الله المدرسي ويمكننا أن نوعز ذلك الى سببين الأول: لأن مرجعية السيد الشيرازي تمثل الحلقة الضعيفة في المرجعية الشيعية لقلة اتباعهم ومن خلال استهدافهما يمكن معرفة مدى ردة الفعل في الشارع الشيعي فيما إذا كان هناك تفاعلا مع الحدث أو يمر كحادث طاريء وبهذا يتمادى آل سعود أكثر وأكثر وصولا الى الحلقات الأقوى ، وأما السبب الآخر لهذا الإستهداف هو الحراك السياسي الذي يحدث الآن في البحرين والإحساء والقطيف والذي أسس له السيد المدرسي بتأيد من السيد الشيرازي ولهذا تسعى السعودية الى التنكيل بهم ومحاربتهما وملاحقة وكلائهما في كل مكان وهذا ما حدث من إعدام للشيخ النمر واعتقال ومحاصرة علماء البحرين بشكل عام بما فيهم العلماء والمشايخ الذين لم يكونوا محسوبين على مرجعية السيد الشيرازي. ولايفوتنا أن نؤكد على أن هذه الأحداث لها تأثير ودور كبير في تأجيج الفتنة الشيعية الشيعية وقد تثير مواجهات ولو على قدر التراشق الإعلامي بين أبناء الشيعة في العراق. فعلى الأمة الشيعية الأنتباه الى هذه التحركات وتشخيص عملاء آل سعود في المنطقة عموما وملاحقتهم والتنديد بما يقومون به من جرائم وعلى حكومة العراق خصوصا تحمل مسؤوليتها كاملة في حماية مواطنيها.

    حــامـد العـبــــادي
    Hmd.alebady@gmail.com
    2016-07-27  
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media