ما سر زيارة فؤاد حسين للسليمانية ...!!؟؟
    الخميس 28 يوليو / تموز 2016 - 16:33
    خليل كارده
    بعد الانقلاب الدموي الذي حدث في تركيا مؤخرا ضد اردوغان وحزبه الرفاه والتنمية ( الاخوان المسلمين ) وتداعيات هذا الانقلاب من ذبح وسحل واعتقال واهانة الجنود والقادة العسكريين الترك على ايدي جلاوزة اردوغان والذي يتهمهم اردوغان بأنهم من اعوان الجهاز الموازي ويقصد به (غولن) اللاجئ في بنسلفانيا - الولايات المتحدة , كل ذلك يحصل ونحن نرى المذابح والضرب والاعتقال الجماعي ضد المدنيين العزل ايضا , مما أدى بالدول الاوروبية والولايات المتحدة الطلب من رعاياها مغادرة تركيا فورا لاسباب ان تركيا لم تعد اٌمنة بعد الان وأن هذا الانقلاب سوف يسحب ورائه انقلابات اخرى محتملة وأن الوضع الامني والسياسي والاجتماعي اصبح متوترا جدا في تركيا اردوغان .
    وهذا الانقلاب الفاشل اتت فرصة مؤاتيه لما يطمح اليه اردوغان من ارجاع الخلافة العثمانية ونصب نفسه سلطانا وديكتاتوريا فبدأ باعتقال كل من له رأي مخالف لاطماعه الانتهازية التوسعية بدأ بالجيش والقضاء والصحافة والسلك الديبلوماسي والمدرسين ووصل به الامر اغلاق المكتبات والمدارس بالقوة , ونثر وحرق المحتويات المطبوعة للرجوع بنا الى عصر المغول والتتار اجدادهم .
    كل هذا يحدث ومسعود برزاني يراقب الوضع لان حليفه اردوغان لم يعد كما كان اصبح منشغلا عنه بمشاكله الداخلية , لقد ساهم قيادة البارتي في محاربة اعداء اردوغان من الكورد اقتصاديا وتموينيا للرضوخ لسياسات مسعود - اردوغان في المنطقة , فمثلا غلق الممر الوحيد مع( روز اٌفا ) بوابة ( سيمالكا ) المحاذية لزاخو في اقليم كوردستان  التي تبعد عن ديريك مسافة تقل عن 20 كلم فبينما رغيف الخبز متوفر في زاخو ولكن عن ديريك القريبة المخابز تكاد تكون مغلقة لان هناك اوامر من مسعود بمنع الدقيق عن( روز أفا ) حصار مؤلم من الاخ على الجانب الاخر , مما حدى لصالح مسلم ان يصرح بأنهم لن يركعوا لسياسات مسعود - اردوغان مهما كان ذلك مؤلما .
    كل تلك الاحداث اربكت قيادة بارتي وان الوضع في اقليم كوردستان باتت لا تبشر بخير وان الجماهير الكوردستانية صبرها بدأ ينفذ , والاوضاع السياسية في اقليم كوردستان معطلة من برلمان معطل الى وزراء مفصولين بأوامر من مسعود برزاني شخصيا , وخصوصا مع تقارب التغيير - الاتحاد الوطني والذي فسره مسعود وقيادته بأنه انقلاب عليه , فعلى هذا الاساس بعث مسعود رئيس ديوان رئاسته فؤاد حسين المعروف عنه دهائه وميزته في التفرقة بين الاحزاب , منه يعرفون ماوراء هذا التقارب بين الحزبين الكبيرين بعد البارتي وثانيهما هو دق أسفين بينهما واللعب على وتر تقديم وزارات سيادية للتغيير لكي يحاولوا الفرقة بينهما حيث وجود سياسيين كبار على مستوى مكتب سياسي  في الحزبين لا يرغبون في هذا التقارب وان مصالحهم تضررت وان التحالف مع برزاني يوفر لهم سيولة اكثر من الاموال بدلا من المبادئ التي تركز عليها هذا التقارب .
    ولتفويت الفرصة على هؤلاء المتضررين من التقارب على قيادة التغيير - الاتحاد الوطني هو الاتحاد الفعلي بينهما كما كان سابقا حيث كان الاتحاد يتكون من الخط العام واتحاد الثوريين والكوملة في اطار اتحاد وطني لديهم تنظميهم الخاص كل طرف بهم ولكن قيادة مشتركة بينهما .
    فزيارة فؤاد حسين ليست لتطبيع الاوضاع الى ماقبل 12 اكتوبر من العام الماضي انما لدق أسفين بين التغيير -  الاتحاد الوطني والارضية مناسبة  لذلك بين بعض السياسيين الذين لا يرغبون بذلك في الحزبين ومهيئون للعب دورهم باتقان للخروج من التقارب ( بريكست) وهو داهية يعرف كيف يلعب بأوراقه ليصل الى فرق تسد الاستعمارية .
    على قيادة الحزبين التغيير - الاتحاد الوطني التنبيه الى ذلك ولا ينجروا الى وزارة زائدة او ناقصة او دور كذا او كذا حتى لا تفقدوا جماهيريتكم  .
    ان البارتي ومسعود ليس في أحسن حالاتهم ويرتعدون من اي تحرك جماهيري لذلك اصبحت العاصمة أربيل كثكنة عسكرية ولا يسمح لاي كان ان يمارس الديمقراطية وأن كان نائب في البرلمان لاحصانة له عند البارتي  ولا يعصمه ذلك  من العقاب  الصارم .
    لقد لعبوا ايضا على المعاش والراتب الشهري فنزلوها الى النصف وربما ربع المعاش ولم يتحرك احد ساكنا لان الجماهير الكوردستانية لا تريد ان تتصادم مع الغول البارتي , على الجماهير ان تعي ان بيت او اسرة برزاني باتت ايامهم معدودة , وعلى الباغي تدور الدوائر .

    خليل كارده
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media