عمّار الحكيم يُسقط بدراجته سليم الحسني
    الأحد 7 أغسطس / آب 2016 - 20:20
    عباس الكتبي
    بسمه تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

    تعاني المجتمعات الانسانية عامة،والعراق خاصة، من أزمة أخلاقية في الصدق،على المستوى الإعلامي،ان كان في نقل الخبر،أو كتابة المقال،أو توثيق الحدث التاريخي،وإذا كان معاوية بن أبي سفيان،لديه أبو هريرة واحد،فالآن عندنا آلآف البوهريرات،يجيدون براعةالكذب،والتدليس،والدجل،والتزلف،من أجل مرضاة السلطان،والمنفعة الوقتية.

    من هذه النماذج الهريرية والدردائية،كاتبنا الماهر المحترف،سليم الحسني،وهو قطب من اقطاب حزب الدعوة،الذي انتهل من هذه المدرسة( الدعوچية)،علماً،وفقهاً،وفكراً،في التسقيط،والتشهير بالآخرين،شأنه بذلك شأن غالب الشاهبندر، وسامي العسكري، في كتاباتهم التي لم يسلم منها حتى أصدقائهم، والمقربين منهم، فضلاً عن أعدائهم!

    لا يهمنا أسم الشخص،أو عنوانه بقدر ما يهمنا المنهج والسلوك،الذي يمارسه الانسان، فالأسم والعنوان يذهب،ويأتي ألف ليحل مكانه،فهذه المنهجية التسقيطية،التي تمزج بين الحق والباطل،والصدق والكذب، لتثير الشبهات بين الناس-سمّيت شبهة لانها تشبه الحق- وتثير الفتن بينهم،وفي كل مجتمع، ان كان قديم أو حديث، توجد فيه شياطين من الأنس تمارس هذه المنهجية.

    سليم الحسني؛في سلسلته الذهبية(إسلاميو السلطة)،بدى فيها كرسّام لوحة فنية،أجاد فيها مزج الألوان،ليعطي للناظر (الاثارة،والجمال،والتشويق)،لكنها في الحقيقة مجموعة من الشبهات،ألقها الكاتب المبجل،وقلما تجد شخص يميز منها، الحق عن الباطل،والكذب عن الصدق،لننظر ما قاله السيد الحسني،في حلقته الاولى،والثانية،والثالثة،من سلسلته الكتابية:(إسلاميو السلطة).

    قال:(لا أحد ينكر شخصيته القيادية، ومنزلته العلمية، إنه السيد محمد باقر الحكيم الرقم الصعب في المعارضة العراقية، أحد القادة المؤسسين لحزب الدعوة، والمقرب المعتمد من الامام الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره. وقد ارتبط تاريخ المجلس الأعلى بشخصيته منذ تأسيسه وحتى استشهاده رحمه الله.. الى ان قال:

    . لكنه مع اقتراب سقوط صدام، كان قد تخلى عن زعامة المجلس عملياً لصالح السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله، وقد كانت له أيضاً مكانته في المعارضة، ودوره في احداثها ونشاطاتها وكذلك موقعه المتقدم في العملية السياسية وفي الإئتلاف الوطني حتى وفاته).

    هذا الكلام، جميل جداْ،وهو صدق وحق،ولكن لا يغرنّك كلامه،ففي موضع آخر يطعن بالسيدين الحكيمين،من طرف خفي،فأنظر الى ما قاله في السيد عمار الحكيم.

    قال:(جاءته الزعامة مبكرة سهلة، مثل سنوات عمره السابقة، فمن رعاية مترفة في طهران، في منزل فخم من احيائها الراقية نشأ السيد عمار الحكيم، محاطاً بالحرس، يرافقونه في ذهابه وايابه في سيارة من طراز (سيمرغ) مخصصة للمسؤولين، مُصنّعة لمقاومة الرصاص والطرق الوعرة والمناورات السريعة)،

    ماذا يريد ان يقول سليم الحسني من وراء هذه الكلمات:(رعاية مترفة،منزل فخم في حي راقي،حرس شديد،تفخيم للسيارة:(ضدالرصاص-للمناورة-للطرق الوعرة)،ولا اعرف لماذا يحتاج عمار الحكيم  لهذا السيارة،إذا كان يقيم في بيت فخم، ومحاط بحراسة شديدة؟! يبدو ان كاتبنا الحسني متأثر بأفلام الأكشن! ولكن ليس عمار الحكيم هو المقصود،بل عمه وأباه، إياك أعني وأسمعي يا جارة!

    مثل ما تم تهويل،وتفخيم السيارة،كذلك استخدم نفس الصورة،والمشهد، في دراجة هوائية لطفل صغير،قال:
    (لا يتذكر السيد عمار الحكيم ظروف تأسيس المجلس الأعلى الذي يتزعمه اليوم، لقد كانت الاجتماعات تعقد في مكتب عمه السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله، فيما كان يلعب في الباحة الفسيحة بدراجة هوائية فاخرة، يرافقه عدة أشخاص حفاظاً على سلامته).

    كنت طالباً في المتوسطة،وكان يأتينا في مادة اللغة العربية،استاذ سريع البديهية في النكات،في أحد الايام،قال لزميل لنا في الصف،قم وأعرب تلك الجملة المكتوبة على السبورة،الطالب لم يعرف إعرابها، وأخد يميل ذات الشمال، وذات اليمين،وينظر الى الجملة الاعرابية.

    قال له الاستاذ وبلهجة عاميّة:(ها فلان؟ گلبتها! شفت چوملغاتها،تايراتها،ويلاتها،شنو صناعتها، من يا موديل؟).

    لست أدري؟ دراجة الطفل عمار الحكيم، التي يصفها الحسني((بالفاخرة))،ما هي صناعتها، من ياطراز، ويا ماركة!؟مثلاً:(F16-جكسارة-سفينة تايتنيك-دراجة اليتي-عندها جنحان تطير بهما أم لا)؟فعلاً تضخيم لشيء بسيط، الغاية منه تسقيط سمعة آل الحكيم، وإلاّ عمار الحكيم طفلاً صغيراً،يريد ان يلعب فما ذنبه إذا جلب له والده دراجة فاخرة؟ً وهذه هي الشبهة بعينها،وهذا هو النفاق الاخلاقي،والسياسي بذاته،فمن جانب يمدح تصريحاً،ومن جانب يقدح تلميحاً،لكن بتعظيمه للدارجة فضح، واسفط نفسه بنفسه.

    هي دراجة عبارة عن:(جوملغين،وويلين،وتايرين)،مثل ما قال الاستاذ،بعد من أين أتى هذا التفخيم!

    يا حضرة السيد سليم الحسني المحترم،ليس كل ما تقوله صحيح وسليم، وتحاول ان تضفي عليه طابع القداسة، والعصمة، فغيرك وثّقوا التاريخ، بخلاف ما ذكرت في سلسلتك الكتابية،والتي فيها فجوات كبيرة، يسقط بعضها بعضاً،ولو تناولتها واحدة-واحدة،لفضحت كذبك، وزيفك،بل يكفي ان عنوانك(إسلاميو السلطة)،هو ذمّ لك أولاً،حيث كنت مستشاراً للجعفري،وتقبض راتباً شهرياً تقاعدياً بملايين الدنانير، بموجب القانون الذي سنّه الجعفري 2006 للدرجات الخاصة،الى ان تم الغاء هذا القانون 2014.

    نصيحتي:للمثقفين،وللإعلاميين،وللناس جميعاً،أعملوا بقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media