سليم الحسني والقيادة ذو الشيبة
    الثلاثاء 9 أغسطس / آب 2016 - 17:59
    عباس الكتبي
    بسمه تعالى:(يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).

    نريد ان نناقش فكر أو مبدأ طرحه أحد مفكري الدعوة،سليم الحسني،وهل هذا الفكر والرؤية،موافقة لكتاب،ولأهل بيت النبي"صلواته تعالى عليهم أجمعين"،أم هي مخالفة؟باعتبار ان السيد الحسني إسلامي شيعي،ولو ان قيادات الدعوة،ما شاء الله كلهم مفكرين،ومنظرين في كل شيء!

    لا يهمنا من يعني بكلامه،بقدرة ما يهمنا الفكرة التي طرحها،يقول سليم الحسني في سلسلته"إسلاميو السلطة":
    ((لم يكن بحاجة الى عمر الرجال وتاريخ النضال وشيب اللحية، فوراءه رصيد من المجد الأسري يلتصق بالمرجع الأعلى للشيعة السيد محسن الحكيم طاب ثراه، وعشرات من شهداء آل الحكيم على يد النظام البائد، وعلى يمينه أحد مراجع الشيعة السيد محمد سعيد الحكيم، أما على يساره فطاقم من المخضرمين في قيادة المجلس الأعلى منذ زمن عمه الشهيد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله...))،الكلام واضح،المقصود به سيد عمار الحكيم،قلنا لا يهمنا من المقصود، ولكن يهمنا الرأي الذي أدلى به.

    ينقل لنا المؤرخون،ان النبي صلى الله عليه وآله،لما عاد من "حجة الوداع"الى المدينة،هيّأ جيشاً من المهاجرين والأنصار،اشرك فيه أشخاصاً معروفين بارزين مثل أبي بكر،وعمر، وأبي عبيدة،و...،و…،وأمر ان يشارك فيه كل من هاجر الى المدينة خاصة.
    ثم ان رسول"صلى الله عليه وآله"،عقد بيده لواء لأسامة بن زيد الذي أمّره على ذلك الجيش،وقال له:
    وسِر الى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل،فقد وليتك هذا الجيش، فأغز صباحاً،وشنّ الغارات على أهل أُبنى.

    يعقّب على هذه الحادثة التاريخية، المحقق،والمؤرخ،والأستاذ في العقائد، الشيخ آية الله جعفر سبحاني-وهو اسم وعنوان كبير عند أهل العلم-بقوله:
    ((لقد اختار رسول الله صلى الله عليه وآله،لقيادة هذا الجيش شاباً في مقتبل العمر-لم يبلغ العشرون عاماً-وأمّره على طائفة كبيرة من شيوخ الأنصار،والمهاجرين،ولقد أراد صلى الله عليه وآله من فعله هذا أمرين:
    أولاً:ان يجبر-من خلال ذلك-ما لحق من المصيبة بأسامة بسبب مقتل والده"زيد بن حارثة"الذي استشهد في معركة مؤته مع الروم، وليرفع من شخصيته.
    ثانياً:أراد أن يؤكد قانونه في مجال التوظيف،وتوزيع المناصب، والمسؤليات ،ويجعل ذلك على أساس الكفاءة والشخصية، ان المناصب والمسؤليات الاجتماعية،لا تحتاج الى غير الكفاءات، والمؤهّلات، ولا ترتبط بحال بالعمر والسن...)).

    تأمير اسامة على كبار من الصحابة، شقّ على البعض منهم،واعترضوا على هذا الاجراء،وطعنوا في أسامة، وأطلقوا عبارات جارحة،من قبيل:كيف يأمّر النبيّ شاباً صغير السنّ على شيوخ الصحابة؟!
    علم رسول الله صلى الله عليه وآله، في مرضه ان هناك من تخلف عن جيش أسامة،وان هناك من يعرقل توجهه نحو المنطقة التي عينها، وبالتالي من يطعن في أسامة، فغضب صلى الله وآله لذلك غضباً شديداً، وخرج وهو يلتحف قطيفة… فصعد المنبر على ما هو عليه من حمّى شديدة،وبعد ان حمد الله واثنى عليه قال:
    ((أمّا بعد أيّها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله،وأيم الله كان للإمارة خليقاً وإن إبنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ وأنهما لمخيلان لكل خير، واستوصّوا به خيراً فإنه من خياركم)).

    سليم الحسني المفكر؛ يعترض على هذا المبدأ الذي شرعه النبي صلى الله عليه وآله، والذي نطق به القرآن(يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)،وإنّي لمتأكد ان سليم الحسني،لو كان في عهد النبيّ،لكان من جملة الصحابة المعترضين على أسامة،لماذا أنا متأكد؟ لأن هذه الشنشنة أعرفها من(دعوچي)!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media