في عراقنا ...يسقط الحق وتتمرغ الاخلاق بالوحل ...والسلطات الثلاث باقية تغرق في مستنقع فسادها...!!
    الخميس 11 أغسطس / آب 2016 - 16:54
    أ. د. حسين حامد حسين
    فساد ...فساد ...فساد ...يهيمن على كل زاوية ومكان في السلطات العراقية الثلاث، يتزاحم ويطغى فوق جميع المشاكل التي لا تعد ولا تحصى ليكون أعظم سببا في جلد شعبنا باسواط المهانة ، بينما السلطات الثلاث غادرتها اخلاقها وارادتها فنجدها تترضى العيش بلا كرامة انسانية.  ففي وطننا الجريح الغارق في مستنقع شديد الظلام ، لا يرى العراقيون في كل يوم يمر عليهم سوى مزيدا من نقمة هذه الرئاسات الثلاث في تحالفها مع مجموعات سياسية لهم اشكالا ادمية ،  لكنهم نماذج من وحوش بدائية لا تبالي بنهش لحم الموتى والدوس على كرامة حضارة راقية يحتفي بها هذا العالم البهيج في هذا القرن الواحد والعشرين. فهؤلاء الانذال الذين لم يستطع العراقيون دحرهم والثأر من اجل حياة أفضل ، لا يزالون قادرين على منح العراق فقرا وحزنا ابديا الى درجة اليأس من الحياة نفسها ومن أي أمل ينهي وجود هذه الوحوش .
    فساد لا يزال مستمرا بالاستهتار والعناد ألاجير الذليل المتهافت جاعلا الملايين العراقية تعيش على الهامش ، وتبصق في كل يوم على انسانية لا تجد في نفسها اعتزازا كافيا بالنفس والايمان والقيم الوطنية الكبرى. فكلما نقرأ خبرا عن هؤلاء البرلمانيين الذين يترعون كؤوس المهانة من اجل لصوصيتهم ، نتذكر النذالات الانسانية المندحرة في قصيدة "المخبر السري" ، للمرحوم شاعر العراق الكبير السياب ..."أنا ما تشاء انا الحقير...صباغ احذية الغزاة ...وبائع الدم الضمير" ...!
    أو في قصيدة انشودة المطر...( اني لا عجب كيف يمكن ان يخون الخائنون...ايخون انسان بلاده؟ ان كان معنى ان يكون...فكيف يمكن ان يكون...الشمس أجمل في بلادي من سواها ...والظلام هناك أجمل ...حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتظن العراق ...يا حسرتا متى أنام فاحس أن على الوسادة ...طلا فيه عطرك ...يا عراق) 
    فساد وأخبار تترى كل يوم تؤجل احلامنا بعراق حر كريم وما نأمله من نهظة الاحرار للتصدي واعادة الاخلاق الحميدة، من قبل تلك الزنود السمر التي عهدنا انها لا تنتخي سوى مرة واحدة ، ولكننا انتخيناها مرات ومرات، للاطاحة بالرؤوس العفنة وبالاسماء والعناويين وزجهم الى حتوفهم .  ولكن ، حتى أن كشف رؤوس الفساد هذه وحده لم يعد يجدي نفعا. فقد رأينا كيف ان الطائفي سليم الجبوري مع اخرين يتهمهم خالد العبيدي بالفساد جهارا ، وهو "الاكثر منهم فسادا" ، لكن سليم الجبوري يعود بسرعة قصوى بعد ساعة متحديا الجميع يحمل شهادة براءته من قبل القضاء العراقي المطعون والغارق هو الاخر بالفساد حتى رأسه. فهل استباحة الكرامة والكبرياء العراقي بهذا الشكل اصبحت مسألة تعلوا على سمعة الشرف العراقي بل وانهار الدماء العراقية والتضحيات الكبرى ؟ وهل أن علينا ان نستنجد بمن كنا نعيبهم فنسميهم "شذاذ الافاق" ليعينوا هذا الوطن الجريح لاستعادة كبرياءه بعد ان يأسنا من الخيرين بفعل شيئ كهذا؟ أليس في العراق ممن تأبى كرامته لما يحصل فيكشف الضر والذلة عن عراقنا ؟
    هذا ليس عراقنا الذي عرفناه ، ولا أخلاق شعبنا الابي بالامس، ولايمكن ان نستمر بالرضى ان يصبح قدره بهذا الذل؟ لقد اصابني الغثيان وانا اتابع المقابلة التي اجريت مع اختنا الغالية البطلة الوطنية النائب حنان الفتلاوي ، فخرعراقنا وعناوننا العريض في اقتدار المرأة العراقية التي تدوس على انوف اشباه الرجال . كان الكليب  ملحقا  مع مقال الكاتب والصديق الاستاذ صائب خليل مشكورا ، فتتحدث هذه السيدة الجليلة عن أستجوابها لوزير الدفاع خالد العبيدي ، هو الاخر نفسه احد اللصوص الحقراء !! فيا للاسف ان يكون هذا وزيرا للدفاع العراقي ! أليس من الاجدر أن يتم ازاحت هذا الخائب ليحل مكانه جنديا جسورا ممن يهب حياته من اجل العراق وبتلك الشجاعة العراقية ونقائها المعروف؟ فقط مجرد جندي ، يحمل رمزا للرجولة العراقية ، بغض النظر عن الرتب العسكرية وكما هو الحال في دول العالم . حيث ليس مهما أن يكون وزير الدفاع مدنيا ، ولكن له مستشاروه العسكريين من الجنرالات ، بدلا من الحرامية المخانيث؟ فكيف يمكن للقائد ان يكون جسورا وهو لص ، واللص يخاف حتى من ظله؟! 
    الفساد في العراق تخطى السلوكيات المعتادة التي ربما يتورط فيها البعض من الفاسدين ، بحيث تشابكت الوقائع وتعقدت الاحداث واصبح من المتوقع الاعلان عن شخصيات كانت في منأى عن الشكوك. ولكن ، هذا السلوك العراقي العام لفساد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعدما شجعته هذه السلطات نفسها في عدم المبالات في ردعه ، حتى خضع الجميع لاحتمالية الاتهام ، بينما الكل يتهم بعضهم البعض!!
     فمن خلال (عين العراق نيوز) بغداد – فقد كشف الخبير القانوني عباس العلي، اليوم الأربعاء 10 أغسطس / آب 2016 – "عن ما اسماه بـ"لعبة كبيرة" مورست خلال تبرئة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري على خلفية الاتهامات التي وجهت له في جلسة استجواب وزير الدفاع، وفيما بين انه ليس من واجب محكمة التحقيق إعلان براءة الجبوري أكد انها من إختصاص المحكمة الجنائية."

    وقال العلي لـ"عين العراق نيوز"، ان "خللا كبيرا حدث في قضية إعلان براءة الجبوري، وذلك لأن الإجراء القانوني ينص على ان (اعلان عدم كفاية الأدلة هو إختصاص محكمة الجنايات)، وما حصل هو عكس ذلك، حيث خرج القرار من محكمة التحقيق"، موضحا ان "الغريب  في الامر، هو أن البرلمان رفع الحصانة عن الجبوري في الساعة الثانية عشر ظهرا، وفي الواحدة وصل أمام الهيئة التحقيقية، بعدها بأكثر من ساعة صدر قرار بعدم كفاية الأدلة، ولا يمكن لقضية مثل هذه أن تُجرى بساعتين، سيما وان وزير الدفاع خالد العبيدي كان قد قدم أكثر من 50 ملفا ضد الجبوري".

    وأضاف الخبير ان "تضارب الإختصاصات في إصدار الأحكام، يدل على لعبة وأيادٍ عبثت في المجرى القانوني للقضية"، مشيرا الى ان "الحكم الذي لا يصدر من محكمة الإختصاص هو دليل على أن هناك شئ أكبر من كلمة (لعبة)".

    ولفت القانوني الى ان "العلة ليست في الجبوري او العبيدي بل أنها في القضاء نفسه".

    يذكر ان السلطة القضائية أعلنت، يوم الثلاثاء، الافراج عن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وغلق الدعوى المقامة ضده بشأن الاتهامات التي عرضها وزير الدفاع خالد العبيدي خلال استجوابه في الاول من شهر اب الحالي، لعدم كفاية الادلة. "
    فهل نعجب كيف لعب هذا الفساد العرمرم لخونة السلطات الثلاثة من مدنيين وعسكريين ، بالسماح لداعش باجتياح صلاح الدين والانبار والموصل، بعد ان تمت مباركته من قبل رئيس الاقليم المنتهية ولايته وتركيا والسعودية وقطر لتدنيس الارض العراقية الطاهرة؟  وهل من عجب ان فساد هذه السلطات الثلاثة، أصبح مثل هيكلة "الدمينو" المصفوفة ، والتي ان سقط الاول منها ، توالى سقوط الجميع من وراءه . 
    أفليس من العار ، ان تصبح السلطات الثلاثة مبعث استهزاء وتندر بين ابناء شعبنا بهذا الشكل المخزي؟
    كما وان (المعلومة)  بغداد – قدمت لنا اليوم "نماذجا من نوبات من الضحك أصيب بها المتابع للشأن العراقي والاستغراب الشديدين عند سماعه بإنجاز قضية فساد محورية كادت أن تطيح برأس هرم السلطة التشريعية في ساعة واحدة، لكن هذا ما حدث فعليا، حيث كانت هذه الساعة كفيلة بـ”تبرئة” رئيس مجلس النواب سليم الجبوري من قضية فساد كبيرة اتهمه فيها وزير الدفاع خالد العبيدي في جلسة استجوابه التي عقدت مطلع آب الحالي."

    "فقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بعدة تعليقات عكست حجم السخط الجماهيري على "سرعة” القضاء في حسم ملف الدعوى، في حين أطلق ناشطون مجموعة هاشتاغات انتشرت كالنار في الهشيم بموقعي تويتر وفيسبوك كان أبرزها "القضاء_العراقي_مسيس” و” المحمود_ايده_خفيفة” في إشارة إلى رئيس السلطة القضائية مدحت المحمود."

    "ففي غضون 60 دقيقة تقريبا من تصويت مجلس النواب على رفع الحصانة عن الجبوري بطلب منه، أعلنت السلطة القضائية الإفراج عنه وإغلاق الدعوى المقامة ضده من قبل وزير الدفاع، في حين أرجعت سبب ذلك إلى "عدم كفاية الأدلة المستحصلة”.

    وكتب الصحفي حسن الشمري على صفحته في موقع فيسبوك أن "ساعة واحدة جعلت من رئيس البرلمان الجبوري يدخل مجموعة غينيس، حيث أنها كانت كفيلة برفع الحصانة عنه ومثوله أمام القضاء ومن ثم الإفراج عنه وغلق الدعوى لعدم كفاية الأدلة”.

    فيما كتب المدون "أحمد السعدي” أن ابرز حدث مر به خلال الساعة التي تمت خلالها محاكمة رئيس البرلمان كانت تناوله طعام الغداء ومن ثم احتساء قدح من الشاي، ليفتح التلفاز فيشاهد إعلان القضاء براءة الجبوري، بحسب ما كتبه على صفحته في فيسبوك، ثم دعا أصدقاءه لكتابة ما مر بهم من أحداث خلال تلك الفترة.

    فهذا اذا هو حال العراق سياسيا وهو يقاتل بالنيابة عن العالم لتخليصه من ارهاب داعش، بينما يغرق بعار الفساد ممن لا يستحقون الحياة؟ وهل يستحق المضحون الابطال في قواتنا المسلحة الاشاوس مع صناديد الحشد الشعبي والخيرين من العشائر العراقية ، هدر دمائهم دفاعا عن هؤلاء الجبناء الفاسدين لكي تبقى غرف نومهم مصانة من دنس داعش؟ لتأتي من بعد ذلك شلة لما يسمى "اتحاد القوى" ، من كشفوا عن عوراتهم ليعيشوا بلا ولاءات ولا ذمم لهذا الوطن الغالي ، الى درجة انهم "يشكون" لسفير الولايات المتحدة في العراق "راجين التوسط" في عدم مشاركة ابطالنا الاشاوس الحشد الشعبي في تحرير الموصل؟؟!! وما علاقة السفير الامريكي بالشأن العراقي؟ ولماذا هذا الشعور بلذة عار الانبطاح امام مسؤوليها؟

    لعناتنا عليكم ايها الفاسدون لن تنقطع ليلا نهارا ، فليلعن العراقيون هؤلاء ، فمن يلعن الفاسدين سيكسب حسنة لان في لعنتهم امتثالا وطاعة لله تعالى الذي لعن شياطين الانس والجن وذرياتهم وجنودهم واؤلياءهم ممن أصمهم وأعمى ابصارهم.

    أليس ما يعانيه العراقي هو اقذر واحط صورة للسلطات الثلاثة في فسادها وخياناتها للعهد مع شعبنا؟ فكيف يمكن السماح باستمرارها هكذا ان كانت اجيالنا القادمة لا تزال جديرة في الرعاية من اجل الحياة؟

    حماك الله يا عراقنا السامق...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media