الشمس والنفط والنار!!
    الجمعة 19 أغسطس / آب 2016 - 20:03
    د. صادق السامرائي
    الشمس مصدر الطاقة والقوة والقدرة والحياة , أدركها منذ آلاف السنين أبناء الحضارات القديمة فعبدوها     , وكانوا يتصورون ما تعطيه للأرض والإنسان , لكنهم ما كانوا يمتلكون الوسائل الكفيلة بتحويل معارفهم وأحداسهم إلى موجودات مؤثرة في الحياة.
    ومن الواضح أن الأرض تحمي نفسها من نيران الشمس بما فيها من نسبة عظمى من الماء , وبتقلبها الدائب , كما أنها إبتكرت وسائل خارقة لتحويل النيران إلى مخزون سائل أسميناه النفط , ولهذا فأن نضوب النفط من مستحيلات الوجود الأرضي الذي تتباين بقاعه بقدرات إنتاجه وتخزينه.
    فأينما توجد الشمس يوجد النفط !!
    وكما هو معروف فأن إكتشاف النفط قد قلبَ موازين الإقتدار والتمكن  , وحوّل الصراعات المتواصلة ما بين القِوى إلى دائرة مفرغة من التفاعلات المحتدمة , الهادفة للوصول إلى منابعه والسيطرة عليها.
    وقد لعب كولبنكيان دورا كبيرا وخطيرا في توجيه الأنظار نحو الشرق الأوسط , وخصوصا بلاد الرافدين , يعد أن إكتشف حقل بابا كركر , وكسب نسبة 5% من التعاقدات ما بين الشركات.
    ففي ذلك الوقت لم يكن إلا القليلون الذين يدركون ما سيفعله النفط في الحياة البشرية , رغم أن أول إكتشاف له كان في أمريكا , وأستخدم للإضاءة والدواء وحسب , لكن أديسون الذي إخترع المصباح الكهربائي أفسد أسواقه.
    ومع ذلك ما خطر على بال أحد بأنه سيكون نواة الحضارة الجديدة  , فما أن إنتقل العقل المبتكر من محركات الفحم إلى محركات الديزل والبنزين , حتى إنطلقت البشرية نحو آفاق مطلقة من الحركة السريعة والمصنوعات اللامحدودة , لأن النفط أصبح المادة الأولية لما لا يُعد ولا يحصى من المنتوجات المطاطية وغيرها وخصوصا إطارات العجلات.
    وعاشت الدنيا حضارة القرن العشرين النفطية , التي تحوّلت فيه مَواطن النفط إلى سوح للثبور , والحروب والنزاعات الهادفة للإنفراد بالنفط وأخذه من أهله , ولا تزال اللعبة قائمة وعلى أشدها , لكي يتلهى أهل النفط ببعضهم ويكون نفطهم لغيرهم.
    وهذا هو جوهر ما يدور في بلدان الشمس الساطعة والنفط الوفير !!
    وعاشت بلاد العرب أوطاني المحترقة بنفطها الغزير!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media