الفُوْح والخٓريط واخطاء رئاسة الجمهورية
    السبت 20 أغسطس / آب 2016 - 19:43
    حسن الخفاجي
    الفوح لمن لا يعرفه هو ماء الرز المسلوق . كان الفوح من ضمن الوجبات الاساسية للطبقات الفقيرة وكانوا يتغزلون به ودخل الموروث الشعبي في كثيرمن الأغاني والابوذيات والأهازيج حتى أصبحت اهزوجة: "إلك رنة ياچدر الفُوْح .. الحكاكة ترد الروح" تردد امام طناجر الطبخ في اغلب أعراس الجنوبيين قديما.

    انقضى زمن تغزلنا في الفُوْح رحم الله زمن الفُوْح ، لم يكن لطفولتنا المعذبة والمحرومة غير الفُوح ، وكان الفوح بديلا عن الحلويات والعصائر والچبس .الفوح توأم العوز وتسلية للفقراء.

     على الرغم من ان امهاتنا يتغمدهمن الله بواسع رحمته كن ملمات بفوائد الفوح كما يلم المختص  باختصاصه ، لكنهن لم يستعملنه  بعمليات التجميل وبقين يستعملن الديرم والكحل فقط لتجميل عيونهن وشفاههن وباقي الوجه يظل كما خلقه الله .لانفخ شفاه ولا بوتكس- مثلما نفخت بعض البرلمانيات العراقيات شفاههن !.

    لم يتفوق على الفوح في شهرته وكثرة استعماله  في الجنوب غير الخرٓيط كحلوى موسمية . صديقنا چاسب ينحدر من أهوار الناصرية ، قدم له احدهم الخرٓيط فقال: "سبق وان تذوقت بالخرٓيط " ، فرده محمود المضمد: "انهجم بيت الباميا اشگد تنفخ لو مو انته من منبع الخرٓيط چان شگلت" ؟.

    ترى كم من ساستنا يشبهون چاسب سبق وان تذوقوا الفوح والخٓريط وتنكروا لماضيهم وأصولهم ؟.

    هؤلاء يجعلوننا نقارن بين زمنين, زمن الفوح والخٓريط  والأصالة وزمن الموطا والماكنتوش والفرهود .

    صباح صديق طفولتنا مصاب بسلس البول كلما اضحكناه او مازحناه تبول على ملابسه (نفسه) وكل مرة كان يلوم الفوح لانه السبب بتبوله .

    العودة الى الفوح والخٓريط أحسن وصفة لمن طغوا وتجبروا كي يعودوا الى اصولهم اغلب ساستنا من طبقات مسحوقة  كان الفوح غذاء ودواء وتسلية لهم باستثناء أفراد قلائل منهم . الفقر شرف وليس عيبا ، لكن العيب والحرام هو السرقة والاستحواذ على المال العام والتمتع بهذا المال ونسيان ماضيهم الكالح .

    عثرات واخطاء رئاسة الجمهورية العراقية تجاوزت المعقول  ، مرة قالوا عن : (الخطأ الاداري) الذي عطل احكام الإعدام ومرة نسمع عن سفرات عائلية لرئيس الجمهورية والبعض من موظفي الرئاسة وعوائلهم مدفوعة الثمن من المال العام ، آخر هذه العثرات والأخطاء إرسال رئاسة الجمهورية  تعزي (بموت الفنان نزار السامرائي) وهو على قيد الحياة .

    أليس من المعيب ان تتسرع رئاسة الجمهورية وتعتمد على اخبار مواقع التواصل الاجتماعي وتتصرف على اساسها .

    الواضح ان رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم يحيط نفسه بمجموعة من السكرتارية والمستشارين والموظفين الفاشلين المصابين بسلس اخطاء .

    الفرق بين سلس بول صديق طفولتنا صباح وسلس اخطاء رئاسة الجمهورية ، ان صباح كان يعاني من حالة مرضية يتعكز على الفوح بتبريرها. ولا مبرر إطلاقا لسلس اخطاء رئاسة الجمهورية.

    ترى هل عرف رئيس جمهوريتنا أسباب الأخطاء القاتلة للمحيطين به ، وماهي نتائج تحقيق اللجنة التي كلفها الرئيس بالتحقيق في ما سموه (الخطا الاداري) الذي اخر عمدا احكام الإعدام لمدة عام وخمسة اشهر  .

    هل يحق لنا ان نقارن بين اخطاء مكتب رئاسة الجمهورية بـ (بولة صباح)؟.

    هل ادخلت رئاسة الجمهورية الفوح في وجبات طعام أفرادها ، كي نعذرهم على سلس (الأخطاء القاتلة) مثلما عذرنا صديق طفولتنا  صباح من قبل ؟.

    ليت رئيس جمهوريتنا  يعرف المثل الإسباني الذي يقول :
    "يكون الخطأ كبيرا بقدر ما يكون صاحبه كبيرا"


    حسن الخفاجي
    20/8/2016
    hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - معصوم ابو الفوح
    تحية للاستاذ حسن    21/08/2016 - 10:07:0
    اذا كانت اخطاء رئاسة الجمهورية سببها "سلس الفوح" ترى ماذا يتناول اعضاء متحدون واتحاد القوى ومتفرعاتهم الذين يواصلون الليل بالنهار لانقاذ السفاحين والسعي وراء اصدار قانون العفو العام "شلع قلع" اقول ترى ماذا يتناول هؤلاء هل يتناولون بول الفوح ؟.
    2 - الف مبروك يا اهالي الشهداء المغدروين
    ابو حسين    21/08/2016 - 10:09:5
    نفذت وزارة العدل، اليوم الأحد، حكم الاعدام بحق المدانين بارتكاب جريمة سبايكر في مدينة تكريت. ولكم في قصاص حياة يا اولي الالباب صدق الله العلي العظيم
    3 - آه على الفوح والخريط
    داخل السومري    21/08/2016 - 23:58:2
    شكرا استاذ حسن كونك ذكرتنا بأيام الفوح والخريط ونسيت خبز الطابكك، كم انا مشتاق اليوم لهذه الاكلات الثلاثة.
    4 - اضافة الى تعليقي السلبق
    داخل السومري    22/08/2016 - 17:42:2
    عن اذن الاستاذ المحترم حسن الخفاجي ان استعرض بعض الظواهر التي كانت سائدة في زمن الفوح والخريط وخبز الطابك، وهي ان الفقر كان يخيم على معظم ابناء الجنوب بحيث يتعذر على بعضهم الحصول على هذا الفوح الا بين حين وآخر وكان اطفالهم يوم ياكلون ويوم ينامون طاوين البطون الفارغة. والناس منشغلين بالقضاية العشائرية والاقطاع الذي كان يسجن ويشرد الفلاحين ويقتل من يشاء. وليس للفلاحين علم بمن يحكمهم، فقط يعلمون ان عندهم ملك ولاكن من هو هذا الملك ومن اتى به لحكمهم، لانه يكفي ان هذا الملك هو هاشمي، يعني اعرابي استورده الانكليز من الخارج، فهذه العائلة لم تحكم العراق بل تستملكه طابو الهم ولليخلفوهم. وهذه الاحوال لاتزال على ماهي عليه، فقط الوجوه تغيرت، فحكام اليوم كحكام الامس يستملكون العراق طابو الهم ولليخلفوهم. لاكن المفاهيم تغيرت من عائلة مالكة الى عوائل دينية موغلة بالفساد وحكام من اصحاب الجنسيات المزدوجة يحكمون باسم اسيادهم الاجانب، عوائلهم تعيش في بلدان الجنسية المزدوجة بعيدين عن الارهاب الذي اوغل في قتل العراقيين دون عقوبة اعدام لان رئيس الجمهورية لا يريد ان يزعج مزاجه بالتوقيع على لوائح اعدام القتلة لان عائلته لا يطولها الارهاب فطز بولد الخايبه، وهذا صوجهم لانهم لا يملكون جيوش من الحماية والمدرعات كما يفعل حكامهم. نامي جياع الشعب نامي فان لم تشبعي فمن المنامي.
    5 - الفوح والخريج والاحزاب السياسيه الدينيه الفاسده
    محمد سعيد    22/08/2016 - 19:43:3
    يبدو ان كاتبنا المتمكن اراد ايصال رساله هامه تدلل علي الفشل العارم الذي صاحب تأسيس دوله "العراق الجديد" علي النمط الاميركي الاثني الشيعي الايراني التركي والمدعوم من قبل مدعي الدين والأثنية المقيتة الجدد, كله من اجل التوكيد علي قدرتهم علي الغاء الفوح وتعويضها بالرز البسمتي مع دجاج مشوي . واحلال "الخريط "بشوكولاتة سويسرية للتدليل علي تحسن اوضاع العامة, وليس فقط النواب واصحاب الحل والربط من رعاة الطائفية والأثنية المقيتة, لكن ومع الاسف ظلت الامور في السوء , خصوصا بعدما اختفي ايضا الفوح والخريط ,لان القادة الجدد استحوذوا علي كل شيء وسرقوه ايضا من مائده فقراء الامه
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media