عاشَ عُمرانُ!!
    السبت 20 أغسطس / آب 2016 - 20:13
    د. صادق السامرائي
    دُهِشَ الطفلُ وأبْكى غَيْرَنا
    ورَنى وضْعا عَجيبا عِنْدَنا

    أمّةٌ تُسْبى وشَعبٌ يُصْطلى
    وجِراحُ الضَيْم أنْكَتْ جُرْحَنا

    بينَ ويْلاتِ التَصادي والْعَنى
    أوْقَدَ العًدوانُ سوءً حَوْلنا

    هكذا تُدمى قلوبٌ تَرْتجي
    بعضَ حُبٍّ وحنانٍ أو مُنى

    هكذا تَحيا الخَطايا حُرّةً
    وأثيمٌ يتولّى أمْرَنا

    أصْبَحَ النصرُ دمارا هائلا
    وسلاحُ الغَيْر أضحى فخْرُنا

    إستباحَ الشرُّ آفاقَ العُلى
    فتداعى السوءُ طُرّا نحْوَنا

    أمّةُ الخيْر وخَيرٌ عافنا
    فتجاهلنا جميعا إنّنا

    هكذا يَشقى بريئٌ حالمٌ
    وغريرٌ تَحتَ أنقاضِ انْفنى

    عاشَ عُمرانُ وعِشنا ذُلّنا
    أيّ عُمرٍ مُستباحٍ عُمْرُنا؟!

    غَمَرَ الشرُ نفوسا واعْتلى
    عرشَ روحٍ وتمادى ضُدّنا

    مَوْطِنُ الأحْرارِ أبْكى حُرّةً
    "وا" نداءً أبدا ما هَزّنا!!

    ألفُ عُمرانٍ أرانا قُبْحَنا
    ومَضْينا في هبوطِ الْمُنْحنى

    أمّتي ضاعتْ وألْغَتْ أصْلَها
    وشعوبُ الأرْضِ تَحْيا أصْلنا

    يا ضميرَ الكونِ غابتْ غَيْرةٌ
    وتنامى بهَوانا غدْرُنا

    نَسْألُ الأعداءَ هيّا هلّموا
    وأعيْنوا في قتالٍ بيْننا!!

    حَلبٌ ذاقتْ دمارا مُرْعِبا
    وعليها الغَيرُ صبّوا حِقْدَنا!!

    عندنا الأوطانُ صارتْ رُقْعَةً
    لألاعيبٍ ورسْمٍ مُقْتَنى!!

    وبها الإنسانُ رقمٌ سالبٌ
    يَمْحَقُ الأرقامَ رقمٌ سادنا!!

    حَفّ عُمرانَ انْدهاشٌ صاخبٌ
    وسؤالٌ عن مَرامي فعلِنا

    إصبعٌ طارت وقلبٌ جامدٌ
    صُوَرُ الأشلاءِ صارتْ رَمْزُنا

    يا بَريئا عارُنا أنتَ الذي
    نطقَ الحَقَ وأفشى جوْرَنا

    نحنُ أطهارٌ ومِنْ نَسْلِ الألى
    أوْرَدوا الأفكارَ مِنْ فَيْضِ السَنى

    قد تعدّيْتَ عَليْنا  يا فتى
    كيفَ ترْميْنا بمَحْقور الكُنى؟!!

    وجبَ القتلُ علينا والعِدى
    هتكتنا واسْتباحَتْ عِرْضَنا

    قلْ لعمرانَ وُهِبْنا لعْنةٌ
    ولعينٌ مُشْتهاهُ مَوْتنا!!

    هكذا شِئنا وشائتْ أُسْدُها
    ووحوشُ الغابِ قادتْ فَرْيَنا!!

    إنّهُ الْكرْسيُّ أضْحى وطنا
    وبهِ الأوطانُ غابتْ في أنا!!

    فاطْلقِ الدمعَ سَحيحا وانْزوي
    في مَتاهاتِ الأنينِ المُجْتَنى!!

    أمّةٌ خارتْ وشعبٌ مُبْتلى
    باحْترابٍ وخَرابٍ فانْثنى

    قدْ هَجرْنا وتهاجَرْنا بها
    مَوطِنُ الأغْرابِ أمْسَتْ مَوْطِنا

    قالَ عُمرانُ كلاما واضحا
    أمّة البؤسِ أراها أمَّنا

    فَعَلامَ الدينُ فيها مَنْهجٌ
    وإمامَ الفِعْل أبْدى جَهْلَنا

    يُقتَلُ الأطفالُ والناسُ انْبَرَتْ
    لصراعاتٍ أصابتْ قلبَنا

    غَدُها الدنيا بطفلٍ واعدٍ
    يَحْمِلُ الهمَّ ويأساً طِفْلُنا!!

    فاسْألِ الأيّامَ عنْ أهْوالِها
    أ بها الأقوامُ عادَتْ قوْمَنا؟!

    مُنِعَ العُمرانُ دوْما وانْمَحى
    كلَّ عُمْرانٍ جَميلٍ حَفّنا

    إنّنا شِئْنا وشاءَتْ غولةٌ
    لخَرابٍ واحْترابٍ سَعْيُنا

    "أيّها الساقي إليْكَ المُشتكى"
    فاسْقِنا نورا وجدِدْ عَقلَنا!!

    كلنا عُمرانُ والعُمْرُ انْتهى
    وبنا الموتُ تباهى واغْتنى

    حارتِ الأفْهامُ والقلبُ احْتوى
    كلّ شيئٍ مِنْ أفانينِ الوَنى

    يا وَجيْعا شادَ صَرْحا داميا
    وأليما أغْضَبَ الدنيا بنا

    إنما الصمتُ كلامٌ عاصِفٌ
    وهتافٌ ونشيدٌ هزّنا

    صورةُ الطفلِ أباحتْ واحْتوَتْ
    ما كتمناهُ فعَرَّتْ كذْبَنا

    أدْمَنَ التُرْبُ عليْنا حيْنَما
    هذه الأرضُ اسْتطابَتْ لحْمَنا

    أيّها المُسقى بسمِّ المُحتوى
    أولعَ الجمرَ لهيبٌ أجّنا

    مَوْتُنا نِفطٌ ونِفطٌ مَوتنا
    فاملأِ الأقْداحَ نِفطا والْهِنا!!

    يا أكاذيبَ التلاحي والردى
    أصبحَ الإبليسُ شيخا مؤمنا!!

    وبلادُ العُرْبِ فيها إرْتمى
    كلّ دجّالٍ وعاشَ المُمْكِنا!!

    إنّ "إقْرأْ" تحتَ أسْمال الغَوى
    فتعمّمْ وتلحّى وافْتِنا!!

    إيْهِ عمْران أ ماتتْ أمّتي
    ولهذا إسْتَساغوا نَحْرَنا؟!!

    د-صادق السامرائي
    1982016
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media