علينا الاستعداد لمجازر جديدة
    الأحد 21 أغسطس / آب 2016 - 18:10
    عباس العزاوي
    من ابسط البديهيات التي نعرفها في القوانين السماوية او حتى الوضعية ان البريئ لايحتاج العفو وان المجرم لايستحقه ولكن العراق وكالعادة له حالاته الاستثنائية في كل شئ والا كيف لنا ان نفهم اصرار القادة السنة ومنذ سنين على اصدار قانون العفو العام, ففي كل ازمة لتشكيل الحكومة او تشريع قوانين معينة يطالب بها النواب الشيعة يضع القادة السنة ملف هذا القانون المشبوه على الطاولة كشرط اساسي لتمرير غيره من القوانين ثم يسحب عندما لاتتوفر الظروف الملائمة ثم يعاد طرحه مرة اخرى واخرى وكأنه من المشاريع الاستراتيجية التي لامناص من القبول بها .

    موقف السنة هذا مفهوم وواضح ولايحتاج الى تخريجات فلسفية معقدة فهم يدافعون عن ناخبيهم واصحابهم والقيادات البعثية المرتبطين بهم سياسياً وعقائدياً وهذه الجزئية لاشك لي فيها مطلقا ولكن هل لنا ان نعرف ياصناديد الشيعة؟ علاما انتم مهتمون بتشريع هذا القانون الخطير!!! ألم تتعضوا من العفو السابق وعودة جميع المستفيدين منه الى ممارسة شهوة القتل والذبح وما  الارهابي السني " مناف الراوي " وعودته للعمل مع القاعدة وبرتبة "والي بغداد " بعد العفو الا دليل صارخ على ان العفو عن المجرمين غير مجدي وان القوم قد نذورا انفسهم وحياتهم لحرق وقتل ابناء الوسط والجنوب, حتى يعود البعث وقياداته السنية الى الحكم او يهلكون دونه!!!.

    وحتى لو قال قائل منكم ان هناك ابرياء شيعة قابعون في السجون بسبب مقاومة المحتل ونحاول اخراجهم ضمن هذا القانون!! فكيف ترضون لاتباعكم  " المقاومين " ان يحسبوا بسعر الارهابي التكفيري الذي فخخ وذبح الاطفال والنساء بل كيف تقبلون ان يعفى عن كل عتاة الارهاب وقاطعي الرؤوس بدون استثناء؟ مقابل الافراج عن مجموعة صغيرة من الابرياء!!! ـ ان كنتم قانعون حقاً ببرائتهم!!! ـ  ولماذا يجب علينا دائما ان نضع الجميع بسلة واحدة! القاتل والضحية,المعتدي والمعتدى عليه!!! أليس في هذا الامر اجحاف طافح بحق الشعب وفضيحة مخجلة واستهتار واضح بدماء الابرياء!!؟؟

    ثم ألم تكن قضية ابعاد المالكي مثلا ورقة رابحة في ايديكم ياابطال؟ فلماذا لم تستثمرونها لتحقيق مكاسب كبيرة ومهمة لصالح شعبكم وناخبيكم!! وانتم ترون كيف ان سنة السلطة لايغادرون صغيرة ولا كبيرة الا استثمروها وجيروها لصالح المجرمين والفاسدين من طائفتهم!! أليست هذه مغامرة جديدة وخطيرة جدا؟؟ يمكنها ان تعيد تدوير نفايات البعث الفاشي وجرابيع الوهابية القادمون من وراء الحدود, وتضعنا في مواجهة جديدة وهذه المرة ربما داخل المناطق الشيعية والمختلطة!!! هل هناك عاقل في الارض يقبل بهذه القسمة الضيزى؟؟ ان لم يكن هو نفسه متورط بجرائم قتل وملفات فساد ويريد الخلاص منها تحت مظلة هذا القانون المفخخ!!.


    عباس العزاوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media