عاِلم من وطني.. فيصل السامر.. اسقط البعثيون جنسيته.. وظل معتزا بعراقيته
    الأثنين 22 أغسطس / آب 2016 - 11:56
    [[article_title_text]]
    الإنسان الأنموذج والمثقف ذو المعرفة الواسعة والمربي الفاضل ورب الأسرة الناجح والسياسي النقي، ليبرالي يساري، وطني مخلص غيور، عالم في مجال اختصاصه ومتميز بصفات العلماء وتواضعهم مع جرأة في فهم التراث وقدرة عالية على الانفتاح والتعامل بوعي مع المرحلة التي عاشها، لكنه رفض بشدة إعادة كتابة التاريخ وهو ما دعاه إليه صدام.

    نبذة عن حياته
    ولد فيصل جري مري السامر في مدينة البصرة عام 1925 وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها لينتقل الى كلية الملك فيصل الاول التي تأسست في مدينة الاعظمية ببغداد للطلبة المتفوقين واجتازها بتفوق أيضا، ثم سافر الى مصر وحصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث العام 1935... عين مدرسا في دار المعلمين العالية (كلية التربية) وبعد عام واحد فصل من الوظيفة لمواقفه المناوئة لحلف بغداد، والحق في دورة الضباط الاحتياط العاشرة التي خصصت للمفصولين السياسيين العام 1955، بعد تسريحه اضطر للسفر إلى الكويت للتدريس في معاهدها التعليمية أوائل عام 1958.

    نشاطه السياسي
    شارك السامر في النشاطات السياسية، وكان ليبراليا يساريا ولم يتحزب يوما وكان ضد النظام الملكي فاتهموه بالشيوعية لأنهم لا يميزون بين اليسارية والشيوعية، وفي العام 1954 أعلن تأييده للجبهة الوطنية الانتخابية ورشح عن الديمقراطيين فيها وتعاون بشكل كبير مع الحزب الوطني الديمقراطي، الذي كان رأسه كامل الجادرجي، وفي العام 1955 فصل من الوظيفة، ومنذ وقت مبكر نشط في حركة المعلمين والدعوة لتأسيس نقابة خاصة بالمعلمين والتي تأسست بعد ثورة 14 تموز 1958 وأصبح أول رئيس للمعلمين، وفي 17 تموز 1959 أجرى الزعيم عبد الكريم قاسم تعديلا وزاريا على وزارته بإدخال وزراء ذوي توجه ديمقراطي تقدمي، وهم : فيصل السامر - وزيرا للإرشاد، وعوني يوسف - وزيرا للأشغال والإسكان، وعبد اللطيف الشواف - وزيرا للتجارة، ونزيهة الدليمي - وزيرة للبلديات، وفي عهد فيصل السامر، تطورت وزارة الإرشاد، وتوسعت فقد أنشأ الوزير السامر وكالة الأنباء العراقية (واع)، كما تم تأسيس الفرقة السيمفونية العراقية، وفي أيار العام 1961 استقال السامر من الوزارة فعين وزيرا مفوضا للعراق في اندونيسيا وماليزيا على التوالي... وبعد انقلاب 8 شباط 1963 اسقط الإنقلابيون الجنسية العراقية لكل العراقيين في الخارج المسقطة عنهم الجنسية وإعفاء كل من كان محكوما، فعادوا غالبيتهم للعراق، ومن بينهم فيصل السامر ليعين مدرسا في كلية التربية بجامعة بغداد، كان علميا وموضوعيا لدرجة أن الدكتور حسين محفوظ قال: كان الدكتور فيصل السامر احد أعضاء لجنة مناقشة طالب دكتوراه في التاريخ، وهذا الطالب من أعضاء حزب السلطة، وقد أبلغت لجنة المناقشة رسميا، بمنح هذا الطالب درجة الامتياز، إلا أن الدكتور السامر رفض منح الطالب تلك الدرجة لعدم استحقاق هذا الطالب لها، ومنذ بدء مضايقة النظام السابق للشيوعيين والديمقراطيين ثانية منذ أواسط السبعينيات جرى التشديد على الدكتور السامر ومصادرة مؤلفاته من السوق لاسيما كتاب (ثورة الزنج) متهمين إياه بالشيوعية!! وعندما بدأت الدعوة لإعادة كتابة التاريخ والتي رصد لها صدام ملايين الدولارات وسخر لها كل الإمكانيات رفض السامر بشدة إعادة كتابة التاريخ، وقال بشكل علني: "في كل العهود وعبر التاريخ يلغي الحكام تاريخ من سبقهم وينسبون انجازات الغير إليهم، لذا التاريخ مشوش ولم يعجب كلام السامر هذا خير الله طلفاح خال صدام، والذي كان يعد نفسه مؤرخا ليخرج عبر شاشة تلفزيون بغداد معلنا : (انا لا اتفق مع رأي السامر) !!

    نتاجاته العلمية
    من الصعب احصاء ما كتبه وترجمه وحققه السامر من كتب ودراسات وبحوث باللغتين العربية والانكليزية، لكن التوثيق يقتضي ان نسجل ابرز ما صدر له...
    1 ـ صوت التاريخ : وقد صدر العام 1948 بمقدمة ( اليزابيث براوننج ) التي تقول فيه :
    (عقيدتنا ان نهب حين يقرع جرس التاريخ) واحدى هذا المؤلف السامر (الى الذين يؤمنون بان الحاضر خير من الماضي)... تناول فيه ستة مواضيع : (أثبنا الديمقراطية في الإسلام، والثورة البروتستانتية، وأطراف من الثورة الفرنسية، وتجارة رفيق الأرض.. في روسيا، وعلى هامش الحرب العظمى الأولى).
    2 ـ حركة الزنج:
    وكانت رسالته العلمية للماجستير، وقد طبعت العام 1954 واعيد طبعها عام 1971، قائلا: "لقد شجعني إعادة طبع ثورة الزنج ذلك لإلحاح النبيل المتواصل من جانب المعنيين بالموضوع والقراء على حد سواء".
    3 - الدولة الحمدانية في الموصل وحلب: وهي أطروحته للدكتوراه في التاريخ الإسلام العام 1953، من جامعة القاهرة وطبعت العام 1970 وأعيد طبعها العام 1973 وهي أولى الكتابات عن هذه الدولة، حيث لم يسقبه من كتاب تناولوا حياة الدولة الحمدانية ولا سيف الدولة الحمداني باعتباره اشهر امراء الحمدانيين..
    4 ـ الاصول التاريخية للحضارة العربية:
    طبع العام 1977 ويتضمن مجموعة دراسات في التاريخ كتبها وفق منهجه في كتابة التاريخ في ستة فصول هي: "العرب سادة البحر الشرقية... ناشرو الاسلام في جنوب شرق اسيا والشرق الأقصى... آثار العرب الحضارية والثقافية في جزر الهند الشرقية... السفارات العربية في الصين في العصور الوسطى الإسلامية.. حركة التجديد الدينية والعلمانية في اندونيسيا الحديثة".
    5- ابن الاثير: طبع العام 1983 وفيه يلقي الضوء على هذا المؤرخ العالم في الدراسات التاريخية، حيث درس فيه حياة ونتاج صاحب الكامل في التاريخ وما حققه هذا العلامة في التاريخ.
    6 ـ العرب والحضارة الأوربية: صدر العام 1977 وبحث فيه المؤلف موضوع العرب والحضارة الأوربية والتأثيرات العربية في هذه الحضارة
    7ـ عيون التاريخ لابن شاكر الكتبي.
    وفي مجال تحقيق التراث صنع بمشاركة (الدكتورة نبيلة عبد المنعم داود ) تحقيق الاجزاء (الثاني عشر والعشرين والحادي والعشرين) من كتاب عيون التاريخ لمحمد بن شاكر الكتبي، والكتاب يجمع بين الحوادث والوفيات وهو مرتب حسب السنين ـ ويقول المحققان انه منهج في كتابة التاريخ انتشر بعد القرن السادس الهجري.. وقد انتهى فيه المؤلف الى سنة 760 هـ... ويضيفان بان اهتمامهما انصب على العصور المتأخرة لاعتقادهما بان مصادرها المنشورة قليلة، وهي في نفس الوقت فترة شبه غامضة او مجهولة وما يزيد من اهمية استكمال دراسة تاريخ هذه العصور المتأخرة انها ليست كما يتصور البعض عصور ظلام دامس طمست فيها معالم الحضارة العربية الإسلامية وانحطت فيها الحركة الثقافية والعلمية واقفلت المدارس خلالها أبوابها وركن الناس الى الجهل والخرافة، ومن ثم فان نشر كتب التراث المتأخرة هو وحده الذي يزيل هذا التصور.
    8 ـ الاسلحة والرجل ـ رجل الاقتدار:
    وهي في حقل الترجمة نقل عن مسرحيتي الأسلحة والرجل ورجل الاقتدار لبرناردشو، وقد ترجمة بمشاركة (قرني رفيق الدوغرمجي ) وذلك في العام1947...
    9 ـ ازمة الحضارة :
    هو ترجمة لكتاب ازمة الحضارة ـ آفاق انسانية في عالم متغير...
    تاليف ( جوزيف كاليميري ) آخر أعماله في الترجمة والحياة...
    10 ـ أبحاث تاريخية متنوعة :
    وهي سلسلة من البحوث المعقدة، منها: ملاحظات في الأوزان والمكاييل الاسلامية واهميتها ( مجلة كلية الاداب 1971)، السفارات العربية في الصين في العصور الوسطى (مجلة الجامعة المستنصرية 1971)، التسامح الديني والعنصري في التاريخ الاسلامي (مركز الدراسات الفلسطينية 1972)، الفكر الفلسطيني 1972، الفكر العربي في مواجهة الفكر الغربي (منشورات الجمعية العراقية للآثار والتاريخ 1972) خواطر وذكريات عن طه حسين (مجلة الأقلام 1974) مسألة الجنس اليهودي (مركز الدراسات الفلسطينية 1977)، مواد الكتابة عند العرب (منظمة التربية والثقافة والعلوم ـ جامعة الدول العربية 1979)... وهناك عشرات البحوث والدراسات العلمية والتاريخية للدكتور فيصل السامر لا مجال لنشرها في هذه المقالة.

    منهجيته في التاريخ
    يقول السامر: إن المؤرخ لا يكون مجرد راوية امين لأحداث الماضي فقط، فهذا واجب من واجباته فحسب، ان الواجب الأكثر اهمية وأصالة أن يكون المؤرخ طرفا نشيطا في تفسير أحداث عصره تفسيرا واعيا، وفي رأيه أيضا: "إذا كان من واجب المؤرخ ان يكون بين القوى المنظمة للحياة الحاضرة والمساعدة على دفعها الى الأمام، فان مؤرخينا مدعوون إلى ان يسلطوا الضوء على الحلقات المضيئة والعلامات، الدالة على حيوية الحضارة العربية كي نجعل التاريخ حافزا من حوافز نضالنا ونهوضنا الحديث.
    لقد كان هم السامر ان يطلع القاصي والداني على منجزات العرب والمسلمين في حقول الحضارة والاداب والثقافة والفنون، كما ان تلك المنجزات، في رأي السامر ارتبطت بهدفين:
    الأول: في نشر دينهم في كل بقعة يستطيعون الوصول اليها، باعتبار ذلك جزءا من رسالة الإسلام، والهدف الثاني: هو النشاط الاقتصادي الذي رافق توسع الدولة الإسلامية وامتداد أقاليمها.

    المهمات التربوية والتعليمية
    يعتقد الدكتور السامر ان مهمات التربية والتعليم في العراق في عملية البناء فالتربية عمل معقد ومهمتها إزاء المواهب التي منحتها الطبيعة للطفل وتهيئته للحياة الاجتماعية، وهي تعمل على تزويده بما يمكن من تراث الماضي وعلى توجيه عقله نحو المستقبل وكل ما فيه من جديد وتعمل التربية ايضا على ان يحب الطالب الحياة الروحية له، لكنها تعلمه في نفس الوقت تقدير عبقرية الاقوام الاخرى وتنمي فيه الطموح الى حضارة عالية انسانية يسهم فيها جميع الشعوب كلا حسب قابليته... وطبيعيا فان كل شعب يتبنى نظاما تربويا يعكس تاريخه وبناءه الاجتماعي ومطامحه وآماله في المستقبل... هذه هي التربية بمفهومها الحديث، وهي فوق كل ذلك تهدف الى تدريب نخبة في الادارة والجيش والصناعة والتجارة والزراعة وجميع مجالات النشاط الاجتماعي لتولي المراكز ذات المسؤولية... وطبيعيا ان التربية الديمقراطية تهدف الى اختيار النخبة من جميع ابناء الشعب دون تميز... وفي سبيل سياسة تعليمية جديدة يجب ان نلاحظ ان الهدف الاول لبلدنا هو محو الامية لكي يتاح لكل مواطن ان يتمتع بنعمة التعليم ويستطيع في الاقل ان يقرأ ويكتب ليسهم بنصيب في الامور العامة التي تقرر مصيره، ويجب ان تسير هذه العملية مع العملية التعليمية ونسير قدما في عملية توسيع التعليم الثانوي والجامعي، بحيث يجب ان تكون خطتنا تحرير الصبي من حاجات المعيشة المادية ليتعلم تعليما ابتدائيا فثانويا فجامعيا... وهذا ليس آخر المطاف في خدمة التعليم التي نطمح اليها في المدى البعيد ان التعليم يجب ان يكون مجانيا في جميع مراحله الى جانب اعطاء فرصة التعليم بجميع مراحله لجميع الراغبين وذلك عن طريق تاسيس المدارس والمعاهد الكافية، وتهيئة المدرسين الأكفاء ومنح الإعانات المالية للفقراء المعدومين الذين لا تمكنهم ظروفهم المعيشية القاسية من اكمال دراستهم... ولعل في مقدمة تنفيذ هذه الخطة هي توافر الإمكانات المالية والفنية التي تتيح نشر التعليم في كل زاوية من زوايا الوطن، فالمدرسة التي تبنى وتؤثث بالمال يجب ان تزود بالمعلمين والمربين والاداريين ووسائل التربية... وهذه الخطة يجب ان لا تكون مرتجلة، بل مبنية على تخطيط سليم في شكل مشروع خمس او عشر سنوات ينفذ بخطوات مدروسة.. وهذه السياسة التعليمية يجب ان ترافقها اجراءات اخرى تهدف الى خلق جو ملائم يعيش فيه الطلاب، ولابد ان هذه السياسة ستراعي حاجات البلاد بالدرجة فلابد من توفير المدارس المهنية والتقنية لتوفير الاختصاص المهني التقني ما دامت بلادنا مقبلة على نهضة صناعية.

    المبادئ... ثروته في الحياة والوفاء
    تقول د. سوسن ابنة الدكتور فيصل السامر: "بسبب مبادئه كان طريقه محفوفا بالمخاطر، فقد رشح والدي عدة مرات لمنصب عميد كلية الاداب كذلك رئيسا لجامعة بغداد، الا انه اعتذر واثر التفرغ العلمي والإشراف على طلبة الدراسات العليا.. لم تكن الطموحات المادية او الوظيفية تشكل هما له، بل كان يطمح لفعل كل ما يستطيعه لخدمة بلده وعائلته فقط"، وتضيف د. سوسن السامر "انه مثالي بكل المقاييس وبكل معنى الكلمة ربما تكون الثروة الوحيدة التي تركها السامر لاولاده هي المبادئ فعندما اصبح سفيرا مثلا كان يسد النقص في المصاريف والأثاث من حسابه الخاص تاركا كل شيء للسفارة بعد ان تنتهي مدة سفارته وحسابه بالبنك بعد وفاته لم يتعد العشرة دنانير".. وتضيف ابنته بحسرة وسخرية "تعلمون ان طريق المبادئ محفوف بالمخاطر لقد تعرضنا للكثير من الضغوط خلال حكم النظام السابق، الذي لم يتقبل كلمة ان والدي "مستقل" والغريب أن الناس يصفون المبدئي بالمتعصب والمتعنت وغيرها من المسميات، وهذا ما قاله الناس عن والدي، عندما تخلى من كل المغريات في بلاد الغربة، حيث كان استاذا في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا ويتسلم راتب وزير، لكنه اصر على العودة للوطن فعانى الكثير في بلده حتى تحولت معاناته الى مرض خبيث اودى بحياته".
    اما الاستاذ نجيب محي الدين (نقيب المعلمين العام 1958) فيقول "عرفت الدكتور السامر وارتبطت به فكريا وسياسيا وشخصيا على مدى ثلاثة عقود تقريبا، لم نفترق خلالها سوى بضع سنوات فرضتها الغربة بعد انقلاب 8 شباط 1963 الدموي المعروف فعرفته حقا... إنسانا بإنسانية عذبة سامية ووطنيا مخلصا غيورا حيث تتجلى وطنيته في حبه للمواطنين واحترامه لهم ومثقفا عالما في مجال اختصاصه، ومتميزا بصفات العلماء وتواضعهم مع جرأة في فهم التراث وقدرة عالية على الانفتاح والتعامل بوعي مع المرحلة التي عاش خلالها فاستوعبها فكان من الرواد الذين لم يخونوا التراث".. اما الدكتورة نبيلة عبد المنعم داود فتقول "منحني ثقته حين رشحني لمناقشة اطروحة دكتوراه، وانا مدرسة وفي مستهل حياتي التدريسية مع كبار الأستاذة في القسم آنذاك، وتلك هي مناقشة أختي وزميلتي الدكتورة ناجية عبد الله، كان لي شرف العمل معه في تحقيق كتاب عيون التواريخ، لمحمد بن شاكر الكتبي، علمنا معا وكنت مدرسة وهو أستاذ وكان يعاملني معاملة الند للند وتعلمت منه أشياء كان يطرحها علي بشكل مباشر فكان يعلمني وكأنه يتعلم مني. كنا نقتسم العمل بالنصف ـ وكنت سعيدة بهذا العمل وفخورة به فهو دليل على مقدرتي في الكتابة، وهي مسألة مهمة وأنا في بداية حياتي التدريسية.. ومرة حين أصدرنا الجزء العشرين من الكتاب نشر خبر في الصحف المحلية جاء فيه انه صدر الكتاب بتحقيق نبيلة عبد المنعم داود والدكتور فيصل السامر، وخجلت من هذا الأمر لتقديم اسمي على اسمه وجئت إليه معتذرا خوفا من إن يظن أني أعطيت هذا الخبر ووجدته ضاحكا مبتسما يهون علي الأمر وقال انك تستحقين ذلك وليس مهما ان يتأخر اسمي لاننا شريكان في العمل بالتساوي... وواصلنا العمل بتحقيق الجزء 21، وكان الأستاذ الدكتور السامر مريضا جدا ورغم مرضه كان حريصا على ان يساعدني الا ان المرضى منعه وأكملت العمل وصدر الكتاب بعد وفاته رحمه الله وتوقف مشروعنا لإكمال الأجزاء الأخرى وظلت عيون التاريخ تدمع !!

    نهاية المطاف
    وبعد صراع مع المرض توفي فيصل السامر في الثاني عشر من كانون الاول العام 1982 في لندن، وما يثير الدهشة والألم ان كل المحافل الثقافية العراقية صمتت ولم تقل كلمة واحدة في حقه او في نتاجه الفكري السخي.. حتى ان جامعة بغداد التي قضى حياته في خدمتها لم تبادر الى اقامة حفل تأبيني له... انها سخرية القدر في الزمن الساخر !!

    هادي حسن عليوي

    تحميل كتاب ثورة الزنج pdf مجاناً ل فيصل السامر | كتب pdf

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media