بين ثامر السبهان ...ووزير الخارجية "التعبان" ... والرجولة العراقية كعنوان...!!
    الثلاثاء 23 أغسطس / آب 2016 - 20:06
    أ. د. حسين حامد حسين
    اثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والغربي ، وفي احدى اجتماعات الامم المتحدة حينما كان خروشوف يلقي خطابه ، أن حدث لغط وهمس عالي واحاديث في القاعة أثرت على استرسال الخطاب ، فما كان من الرئيس خروشوف ، ان خلع حذاءه وراح يضرب به على الطاولة امامه فأسكت اللغط ، واستمر في الخطاب .   
     ما قام به خروشوف لم يكن قلة حياء او محاولة اهانة الهيئة الدولية ، بل على العكس ، انه قد فرض على اللاغطين السكوت احتراما لمكانة الامم المتحدة نفسها والتي تمثل انظمة العالم بأسره، وان كانت تلك الطريقة الوحيدة للوصول الى هدفه . وفي العراق ، لا يزال عميل المخابرات للنظام الارهابي السعودي ثامر السبهان ، يثيرعواصف من التحديات ضد العراق وابطال حشدنا الشعبي الميامين ، ولكننا لم نرى بعد ، من "وطني"  في الكتل السياسية من خلع حذاءه كما فعل خروشوف.  
    ان موقف خروشوف من الناحية الدبلوماسية، كان بعيدا جدا عن المثل القائل " (إن كنت لا تستحي ...فافعل ما تشاء...) والذي باعتقادنا ينطبق كوصف مخزي "لدبلوماسية" النظام الارهابي السعودي من خلال سفيرها في العراق ثامر السبهان والمعبر عن انهيار ارادة انسانية يفترض انها تسير وفق معايير الاخلاق الدبلوماسية ، ولكن اختصار السبهان لوجوده المرفوض في التربع فوق واقع فاشل وفي نوع من تحضر مطلوب لتقديم نفسه فقط من خلال بلادة السلوك البعيد عن الانضبط واحتضانه لسلوك يتنافى مع التقاليد والاعراف ، وقد صاغ كل ذلك وفقا لأهداف واضحة يروم من خلالها السبهان توضيح صورة مع رسالة بذيئة عن عمد يحملها نظامه السعودي تجاه العراق والعراقيين وتجاهله لواجباته ومسؤولياته كسفير.
    فسفير النظام الارهابي السعودي ثامر السبهان كدبلوماسي اسما ، في حقيقته ومن خلال اعلانه عن رخص وفداحة لسانه السوقي وهو يتناول أبطالنا في الحشد الشعبي ومسؤولي الدولة العراقية التي أعطته احتراما لا يستحقه من خلال خطأها الجسيم في فرصة له من اجل اثبات "تحضره" ، لكن السبهان هذا ، على العكس قد أثبت أنه لا يزال يحرص إلا ان لا يكون سوى انموذجا للبدوي السعودي الذي لا تزال قدماه ترفض سجن النعال .
    فثامر السبهان عندما قدر له ان تقبله الخارجية العراقية  من خلال "عمى البصيرة" ، أوربما نتيجة الافتقار للكفاءة المهنية أو ربما "لحسابات اخرى" لا يعلمها سوى الله تعالى والراسخون في العلم ، يكون السيد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري قد أوضح للعراقيين تصورات وزارته الخارجية التي لم تفقه بعد ، أو ربما لا تريد ان تفقه ، ان العراقيين يشعرون بالغضب والسخط على السيد الوزير أكثر من سخطهم على السبهان فهم لا يرون في مثل هذا الاختيار السيئ الصيت سوى استقواءا لمركز الارهاب الدولي للنظام الارهابي السعودي ومكافئته على كل ما فعله ويفعله من تدمير ممنهج ضد العراق وشعبنا مانحا اياه نوعا من "اقتدار" فوق السيادة العراقية وشعبنا ، بينما أن السعودية هي من بين اكثر بلدان العالم تخلفا وعداءا للتحضر.
    إذ لو كان السيد وزير الخارجية يحمل اي احترام لنفسه ولشعبنا وللدولة العراقية ، لكان اخر من يفكر باقامة علاقات دبلوماسية مع نظام ارهابي كالسعودية متجاهلا خلفية ثامر السبهان المخابراتية ليقوم بزرعه السيد الجعفري بلا شعور بالمسؤولية الوطنية في الوسط العراقي ، ثم ، يستمر هذا الوزير صامتا امام صلف ثامر السبهان ، وكانه يقول للعراقيين ، تحملوا تحديات وتفاهات السبهان ضد ابطالنا الحشد الشعبي وضد السيادة العراقية حتى "يفرجها الله تعالى"!!!
    فعلى سبيل المثال عندما نكتب عن مسعود برزاني ، وتجاوزات بيشمركته على الاراضي العراقية ، فان امرا كهذا تحتمه علينا ظروف الحاضر لتأجيل الحسابات الى ما بعد تحرير الموصل من ارهاب داعش باذن الله تعالى، ولكن، امرا كالذي يفعله الجعفري ازاء السبهان، انما هو امر مختلف تمام. والمسؤولية الكبرى هي في مشكلة سلطة وقدرة حكومة العبادي على تغيير كلا "المصيبتين"، الجعفري والسبهان ، لكن ذلك لم يحدث الى الان، فهل هذا الامتناع عن "الاصلاح" يضمر "هدفا" أسمى باعتقاد الحكومة او الجعفري نفسه للنيل من سمعة العراق اكثر مما هي عليه الحال الان؟!!
    الدكتور العبادي ، يتبجح بالاصلاحات ووزراءه "التكنوقراط"، ويهمل حقيقة أن اول الاصلاحات التي كان يجب عليه ان يبادر عليها فورا تحتم ازاحة وزيرنا التكنوقراطي هذا مع السبهان معا. حيث انه ليس هناك من يجعل شعبنا يشعر بسيادته وبالنوايا الطيبة وكفاءة المسؤولين وخصوصا في اهم وزارة عراقية، كعدم شعوره بالرضا عما يفعله ابراهيم الجعفري هذا في تكريسه لنوع اخر من فساد السلطة وتركها لاقدارها!  
    أن المشكلة التي يعاني منها الدكتور ابراهيم الجعفري في عدم طرده لثامر السبهان يبدوا انها تتعلق "بكبرياء" السيد الوزير" نفسه. فطغيان الفساد واللصوصية والمحاصصات الهدامة ، قد ساهمت بشكل كبير جدا في خلق تمرد ضد حياة شعبنا من قبل هؤلاء المهيمنون على مقادير الحياة العراقية ، بسبب ان جميع الكتل تناور من اجل بقائها "فوق" مستوى الشعب بسبب ضعف الحكومات المتكررة والتي تحاول "كفيان الشر" من خلال عدم اصطدامها مع مافيات الفساد. والجعفري ربما يعتقد انه لو قام بطرد السفير فانه سوف يتعرض الى ردود فعل هازئة من قبل شعبنا حيث انه سيثبت حينذاك ان قراراته المتسرعة التي تنطوي على عدم التروي والافتقار للحكمة ، والتي اراد من خلالها ان يقال عنه ، ان الجعفري هو الذي اعاد "العراق " الى أحضان "العرب" ، بينما في الحقيقة انه قد اساء بشكل فاضح الى شعبنا في زرعه "عميلا" للمخابرات السعودية وليس سفيرا ، فيكون الجعفري بعد طرده للسفير فاقدا لمصداقيته . ولكن ، الجعفري "ياليته يعلم" ان سياسته الخارجية هذه لم تكن سوى عوائق وعثرات وازمات ومزيدا من الارهاب من قبل النظام السعودي ضد كل ما يطمح له شعبنا من ارادة حرة.   
     والغريب في الامر ، هو كيف ان الجعفري  لا يجد في تصريحات السبهان تحديا لدولة العراق ذات السيادة من خلال عدم انضباطه الشخصي وعدم سيطرته على قلة ادبه في شتم ابطالنا في الحشد الشعبي التي يبدوا انه خير ما يتحلى به هذا "العميل" الدبلوماسي الفاشل . فالعراق الذي يتقبل اهانات تلو الاخرى من عميل مخابرلتي كالسبهان وهو يحلوا له التدخل في الشؤون العراقية واثارة النعرات الطائفيىة وعدم احترامه النظام ، فان الدبلوماسية التي يمثلها هذا الرجل المستهتر ضد العراق ، انما تدعوا كل الخيرين في البرلمان لاستضافة السيد وزير الخارجية وطرح اسئلة تخص سكوته على اهانة السيادة الوطنية والدوافع وراء ذلك السكوت وان يكون شخصا كالسبهان قادر على تحدي الدولة العراقية ومن ثم بقائه سفيرا يمثل نظام كان وراء تصدير الارهاب والارهابيين والتدمير الذي لحق بشعبنا. فالصلف والامبالات من قبل سفير كالسبهان يعطينا مثلا واضحا عن عدم قدرة وزير الخارجية العراقي حتى في الدفاع عن كرامة شعب لا تستطيع ان تثنيه أي قوة على الارض عن عزيمته في تحرير ارضه ، ولكن ، وفي نفس الوقت ، هناك من امثال السيد ابراهيم الجعفري ممن لا يريد ان يكون شيئا في حسابات الوطن والوطنية الا بالقدر الذي يوفر فيه لنفسه "سمعة" على الصعيد الشخصي ليحتفي بها مع اعداء عراقنا ، كالنظام الارهابي السعودي، ولا في الوقوف  لاثبات الرجولة ، في زمن يتبارى فيه الرجال الاشاةس في التباهي بالرجولة العراقية.
    حماك الله يا عراقنا السامق...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media