عين النواب العوراء تخبط خبط عشواء !*
    الجمعة 26 أغسطس / آب 2016 - 18:48
    فؤاد البصراوي
    منذ فترة طويلة لم يعتد أعضاء مجلس النوّاب على أقرار قانون مهم و مصيري و حاسم لمصلحة شعبنا ووطننا أو يحاسب أو يسحب الثقة من وزير أو حتى حارس بوابة لدائرة من دوائر وزارة يقودها هذا الحزب أو ذاك مثلما و في يوم واحد يوافق على قانون "العفو العام" الذي كَثُر الأخذ و الرد فيه و أعتورته نقاط مبهمة مثلما أعتـورت من قبل حضــرة "الدستور" الذي سُلِقَ سلقاً مما فسـره كل من له مصلحة لمصلحته ! المجرمون من نزلاء السجون كإرهابيين أو قطاع طرق أو خاطفو أطفال أو قتلة لنساء أو شباب عابرو سبيل , ما كانوا في زنازينهم ما لم تَثْبُت عليهم كل القرائن و البراهين و الإعتراف كما يُقال سيد الأدلة في العرف القانوني , كيف نأتي لنخرجهم دون أن يُكملوا مدة محكومياتهم ؟! من سيخرج بناء على هذا القانون " الحربائي " ؟! أمّا التصويت على سحب الثقة من السيد وزير الدفاع خالد العبيدي و في هذا الوقت بالذات و في جو "حربي" و هجمة إرهابية تهدد وحدة الوطن , هو إصـرار على خلط الأوراق و بعثرة الجهود في إستكمال تحرير كل مناطق العراق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي , التصويت السري يجعلنا نُشكك بالدهاليز السرية التي مشى بها "النوّاب" نحو سحب الثقة و إقالة الوزير, عالية نصيّف قالت إنه أفسد وزير ! بينما كل الأصابع تتجه إليها في تزوير عقود العقارات , بهاء الأعرجي كل الدلائل تشير الى "هول" فساده و غناه المفاجئ و من قبلهما وزراء خمطوا المقسوم وولوا الأدبار فلفهم العار دون أن ينالهم حكم يضعهم خلف الأسوار ! كيف تأتى للنوّاب إتخاذ قرارين خطرين في يوم واحد بينما هناك قوانين "خامدة " في كواليس المجلس مهمة لكل شعبنا من مثل " قانون النفط و الغاز" و " قانون الأحزاب " و قانون تشذيب و تعديل و تصحيح " الدستور" المطّاط و المُقاس على أصحاب "الهيبة " و المداس ! كما إن هناك قانون النشيد الوطني و العلم و هما من أهم مميزات السيادة و رمز الوطن , فلا النشيد نشيدنا الوطني و لا العلم هو علمنا في العهد الوطني الجديد , ما لكم أيها النوّاب تخبطون خبط عشواء ؟
    نظـرة الى شعبنا و إنتظــار لما قــد يفعــله رداً عليكــم , مدحـــاً أم قــدحــاً حينها سيكون لنا كلام آخـــر عن شعــب لا يــعـــرف مـصــالــحــه أو يحافــظ على هيبـتـــــــه !

    * خَبط عَشْواء :
    يُقال ذلك لمن يُصيب مرة و يخطئ أخرى.
    والعَشْواء هي الناقة التي بعينيها سُوء، فهي تعشُو : أي لا تُبصر ليلاً، و تطأ كل شىءٍ على غير بصيرة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media