ولية الغمان في جلسة البرلمان
    السبت 27 أغسطس / آب 2016 - 05:20
    جمعة عبد الله
    عودنا البرلمان العراقي على عمليات  الفساد والمهازل والفضائح , التي يتعرق لها الجبين خجلاً وعاراً . وكذلك على مناطحة المهاترات البرلمانية  بالعهر السياسي المفضوح  , بالسمسرة والمتاجرة في بيع العراق  بثمن رخيص , من اجل الحصول على الاموال , ان عمليات والنهب والسرقة جارية على قدم وساق , لهلك  البلاد والعباد . وكانت جلساتهم البرلمانية عبارة عن افلام كوميدية هزيلة في في الاعداد والاخراج ,  بتهريجها المسرحي المنافق . فقد عمى بصرهم وبصيرتهم عمليات الابتزاز والاحتيال والاحتلاس , وبيع المواقف لمن يدفع المال, فقد حولوا البرلمان من صوت ناطق بأسم الشعب , الى وكالة او شركة تجارية رابحة , تدر عليهم  الذهب والدولار . وبرعوا بأمتياز  في خداع الشعب , بأنهم يدافعون عن مصالح العراق , وهم في حقيقتهم يدافعون عن مصالح الدول المجاورة , على حساب مصالح العراق . وانهم عيون يقظة في مطاردة الفساد والفاسدين , وهم ابطال الفساد والفاسدين , وعيونهم مفتوحة على اللغف والشفط والمال الحرام , وعمليات السرقة بكل الاشكال الشيطانية , التي عجزت عن ابتكارها حتى عصابات المافيا . ورغم عمر الحياة البرلمانية في العراق , اكثر من عقد كامل من السنين , لم يتجاسروا على تقديم فاسد واحد للمحاسبة والعقاب او سحب الثقة منه . لانهم خلقوا منظومة فساد كاملة كالاخطبوط  , وفي  جدارها الصلب الفولاذي . لذلك فان سحب الثقة والاقالة لوزير الدفاع ( خالد العبيدي ) , لانه حاول السباحة والعوم عكس التيار اعضاء البرلمان , الذي يتحكم في عقولهم , الحصول على صفقات وعقود واموال , بطرق الابتزاز والاحتيال , لانهم خانوا الذمة والواجب والمسؤولية , وخذلوا الشعب بأن اصبحوا عتاوي فاسدة وشرسة , لا يحكمها ولا يردعها ضمير وشرف واخلاق . وملفات فسادهم الكثيرة ,  تعط بروائحها الكريهة التي تزكم الانوف بعفونتها . ولكن المصيبة الكبرى التي يعاني منها العراق , حجم منظومة الفساد بالارقام الهائلة والخرافية , دون رادع يردعهم , لانهم تحالفوا بحلف مقدس , بين السلطة التشريعية والقضائية , وهذه الاخيرة غارقة ايضاً  الى قمة رأسها في بحر الفساد  والرشوة . ان ماكشف عنه  وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) من ملفات الفساد والابتزاز , بطلها المقدام رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) وحفنة من شلة الحرامية من اعضاء البرلمان  , إلا جزء ضئيل من بحر الفساد الكبير الذي اغرق العراق ,  مصيبة وبلاء  , والكل يعرف انهم فاسدون الى حد اللعنة , وكلهم يجمعهم مبدأ مقدس واحد ( غطي فسادي , اغطي فسادك ) , لذلك توحدت كلمتهم وارادتهم وعزيمتهم , في سحب الثقة والطرد من منصب وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) كأنهم يقدمون خدمة عظيمة الى وحوش داعش , في هذا الظرف العصيب من المواجهة الحامية والمعارك الدموية مع تنظيم داعش الارهابي . ان العقاب بحق وزير الدفاع , ليكون عبرة ودرس , لكل من يتطاول ويخرق جدار الفساد الصلب , ربما في المستقبل القريب او البعيد , يدفع ( خالد العبيدي ) ثمن حياته , قتلاً او اغتيالاً , وهم قادرون على ذلك , وكل شيء متوقع ومحتمل في نظام المحاصصة الفرهودية . واذا كانوا اعضاء البرلمان النشامى , يشعرون بنشوة الفرح والانتصار , بأنهم في امان وسلام ولم يتجاسر اخر مثل ( خالد العبيدي ) فأنهم واهمون ويراهنون على السراب , لان الامهات العراقيات , ليس عقرت اوجدبت في ولادة رجال الشرفاء , يحكمهم الضمير والشرف , وليس هنً لولادة رجال غمان , او اشباه الرجال , حتى يلعب بالعراق الغمان . لابد ان يأتي اليوم الذي تتهالك فيه  منظومتهم الفاسدة ,  كالورق او كالرمال  , لابد ان يأتي اليوم الذي يتعدل فيه الميزان , فهيهات الفرح ونشوة الانتصار , قد تكون موقتة , لكن لا ضمان بالبقاء الى الابد , سيأتي ذلك اليوم الموعود , وغداً لناظره قريب ,

    جمعة عبدالله
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media