العيد ولوحتي واصدقائي
    الخميس 15 سبتمبر / أيلول 2016 - 15:44
    صائب خليل
    ي ليلة العيد، لم اهنئ أحداً..
    تبادر لذهني صورة الأحزاب التي يتبادل أعضاؤها التهاني بيوم ميلادها وقد تخلت عن نفسها، ولم يعد يصح سوى ان يطأطأ المرء رأسه خجلا، ويهرب من المرايا..
    كتب الصديق طارق العلي - عيدنا يأبى المجيء، وقوى الشر في عنفوانها لم تتعب ولم تهزم بعد!!
    في ليلة العيد تكاثرت المنغصات والمرهقات ليس فقط على مستوى الوطن والإنسانية، بل حتى على المستوى الشخصي من اشغال مزعجة متراكمة لكثرة ما أطلت الهرب منها، وعلاقات ودية تتحطم لتحل محلها مرارة صدام وتقريع يتبادله مهزومون...
    في تلك الليلة بدا كل شيء مقفلاً وميؤوس من تحقيق أي انجاز، ولا حتى الأمل بنومة جيدة..

    تركت كل شيء، وامسكت قطعة خشب كنت قد قررت يوما تجربتها كقلم لرسم الخطوط بالاكليرك.. جربت تلك الخطوط على ظهر لوحة صغيرة فاشلة فتبدت منها شجيرات باغصان رشيقة، اغوتني بأن اضيف لها اوراقاً لأرى كيف تصير.. وبعد قليل كنت انظر إلى لوحتي الصغيرة برضى كبير! وضعتها خلف إطار فبدت كطفلة سعيدة بفستانها الأبيض، وفجأة تغير مزاجي!

    [[article_title_text]]
    أسرعت اشارك لوحتي وابتسامتها مع أصدقائي، فأنا أيضا كما يقول بلبلنا ثائر الشاهين
    "كل عيد..و لي أصدقاء ،... يجعلون من الحياة تجربة جديرة بالمحاولة... "
    وها انا اشارككم إياها يا أصدقائي الذين انقذتم المعنى في حياتي..
    إن لم يكن متاحاً ان نحظى بانتصارات نحتفل بها، فلنحتفل بصمودنا وباحتفاظنا بأنفسنا وضمائرنا في هذه العاصفة.. ولنسع لتحقيق انتصار صغير، نمسكه كرمز يساعدنا على رؤية الأمل..
    ما اشبهنا بسجناء يعشقون قضيتهم ويشحن كل في الآخر القوة، يقتلعون اعشاب الخوف والإحباط، ويزرعون الشجاعة والفخر في قاع الزنزانة الموحشة.. ولا يعجزون في انتظارهم الموحش، عن تبادل الابتسامات واختراع الأمل بين الحين والآخر..
    .
    أكمل طارق: "....ولن نكل الانتظار ففجرنا حتما قريب.."
    واختتم ثائر: "كونوا سعداء."
    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media