وصلتني اشارة من فيسبوك بحظر حسابي الشخصي لمدة اسبوع، وذلك عن نشر صورة حسن نصر الله في المنشور الذي ابلغتكم به سبب حظري السابق وكانت الصورة ضمن المنشور. لحسن الحظ ما ازال اتمكن من التواصل معكم على هذه الصفحة لكني لن اتمكن من التواصل على صفحاتي الشخصية وصفحة saieb khalil وصفحة المواطن الحاكم واخبار بلا شوائب و "منبطحون بلا حدود" و "هل تبحث عن موضوع للكتابة؟" و "لا للتحطيم الاقتصادي للعراق" و "إسقاط معاهدة الذل مع كردستان".. ربما سيتمكن البعض من الأصدقاء من التواصل على "اخبار بلا شوائب" و "هل تبحث عن موضوع للكتابة"، اما الباقية فسوف يقتصر التواصل على التعليقات حتى ينتهي الحظر.
من الواضح ان الرجل وما يمثله يرعب الفيسبوك إلى درجة يجعله يحرج نفسه كملتزم بحرية الرأي، وهو الادعاء الذي لم يعد المنادين بالغرب وحضارته ان ينافحوا به كما في السابق، فسيجد من يردهم جوابا مفحما ومحرجا لهؤلاء.
ولا نظن بأن الأمر سيتوقف عند هذا الحد، ولا شك انهم سيسعون لمنع ظهوره على صفحات اليوتيوب ايضاً وبقية مواقع التواصل الاجتماعي وربما الإنترنت ككل، إن وجدوا الظرف المناسب لذلك.
إننا نقر ان ليس لدينا طريقة لمنع هذا الأمر، فما ننشر تحت سيطرتهم. وقد طلبت الأمم المتحدة من الولايات المتحدة تسليم إدارة الإنترنت، باعتبارها وسيلة عالمية لا تختص بدولة محددة، لكنها رفضت، ويمكننا ان نفهم السبب تماما. من المؤسف ان دولة محددة هي التي تسيطر على اهم وسيلة تواصل بشرية، وتستطيع ان تحدد الكثير مما يمكن للبشر أن يروه او يقرأوه. والأسوأ من ذلك انها دولة عدوانية تستهدف السيطرة على العالم والشعوب، وإنها فوق ذلك تعمل بأجندة معادية للعرب والمسلمين، اي الاجندة الإسرائيلية. لذلك فنحن في وضع لا نحسد عليه. ونحن أكثر من يتمنى في العالم، ان يأتي اليوم الذي يكسر فيه احتكار الولايات المتحدة للإنترنت لتصبح عالمية أو بالأقل ان نجد دولة اقل عدوانية تقدم بديلا يمكن النشر فيه بحرية أكبر.
حين جاء نتانياهو الى هولندا قبل ايام، طالب رئيس الوزراء السابق بتسليمه إلى محكمة الجنايات في لاهاي لما ارتكبه من جرائم، لكنه أفلت من ذلك مثلما يفلت من حظر الفيسبوك له ولكل الإرهابيين الحقيقيين في العالم. فمن يرتكب الجرائم بحق العرب، صديق لفيس بوك وللسعودية، اما من حرر بلاده من إسرائيل فهو عدوهما ويجب منعه!
هل سينجحون في حجب صور نصر الله وربما افلامه؟ في تصوري نعم سينجحون، وإنهم يختارون السرعة المناسبة للتقدم في هذا المشروع، بحيث يعطي اقل رد فعل ممكن لدى العرب بالذات او في الأقل ينبههم إلى ان وسائل التواصل الاجتماعي بيد اعدائهم، ومن يريد قتل كرامتهم، وأنها اشد ما يخشى من خطر على مخططاته.
السؤال الآخر المهم: هل سيخدمهم هذا في إزالة نصر الله من ضمير ووعي الناس؟ هذا امر مشكوك فيه. فمن الممكن ان لا يزيد المنع الناس إلا وعيا لقيمة ما يمنع عنهم وثباتا في الذاكرة وإصرارا على المتابعة والمحبة. ولهذا السبب فهم يكتفون حاليا بمنع الصفحات الاكثر نشاطاً عندما تنشر الصور. ونتوقع انه بعد ان يهدأ الغضب من هذا الإجراء ويتم تطبيعه فسيعمم على بقية الصفحات، ثم ربما يمنع نشر أية مقالة عنه حتى بدون صور، وهكذا. فالسباق هو بين استعداد الناس للتطبيع والتخلي عن حريتهم في قراءة ورؤية ابطالهم (أو بشكل عام) واستعدادهم للتخلي عن الفيسبوك والبحث عن بديل مثلا. وطبيعي فأن وجود البديل سينسف المشروع من اساسه.
إننا في انتظار هذا البديل، الذي هو فوق إمكانياتنا تماما، ويتوقف أملنا فيه على تعاون روسي صيني وربما مع بعض الدول المتحررة من سلطة إسرائيل وأميركا. وإلى أن يحل ذلك اليوم السعيد، علينا ان نجد الطريقة للتعامل مع هذه الحالة النشاز والخطرة. أن نعي اولا اهمية حريتنا في قراءة ما نريد وكتابة ما نريد، وان ننشر هذا الوعي، وأن ينتبه الناس لما يخطط لوعيهم من تخريب.
وعلينا ثانيا أن نجد وسائل تواصل بديلة وعديدة، حتى لو كانت تحت سلطة نفس المؤسسة المعادية، مثل الإيميل والبلوغ وربما التويتر وغيرها لنبقى على اتصال قدر الإمكان، وهذه كلها تلعب دورا في تعقيد عملية الحظر وتؤخر تأثيره.
في الوقت الحاضر سيكون لدي صفحة المقالات
https://www.facebook.com/saiebkhalil
وصفحة شخصية احتياطية قمت بإنشائها اليوم للتواصل معكم قدر الإمكان
https://www.facebook.com/profile.php?id=100013512423767
وسوف أحاول تجديد صفحة مقالاتي على البلوغ والتي لم انشر فيها من مدة طويلة
http://saieb.blogspot.nl/
وأتمنى تسجيلكم فيها كلها للتواصل، كما يمكن استعمال الإيميل الخاص بي، وطلب المقالات حيث اني ارسل مقالاتي بشكل ملف وورد للمشتركين في قائمة مراسلة للأصدقاء.
saieb.khalil@gmail.com
إذا أردنا هزيمة خططهم الشريرة لتحديد تفكيرنا وتوجيه تقييمنا وقرارنا، فعلينا ان نعمل على جعل أي حظر ذو تأثير معكوس! إنهم يريدون حرماننا مما يحمي شعورنا بالكرامة والصمود والقوة، فلنبحث عن كل ما يزيدنا شعورا بالكرامة والصمود والقوة! إننا سنعمل على البحث عن خطط عملية في هذا الصدد وفي هذا الاتجاه بالذات، وسنستمد العزم على انجازها من الغضب والألم الذي يحز في نفسونا ان نكون تحت سيطرة حثالات تريد ان تحولنا إلى من بشر يحس بكرامته ومساواته، إلى مخلوقات زومبية لا إرادة لها او رأي، لتأكل وتتناسل وتخدم خططهم البشعة للبشرية.