ائمة السلف يؤكدوا استفحال ظاهرة الارهاب بقتل الصحابة ان قالوا الحق (الغدير) نموذجا ..!!!
    الأثنين 19 سبتمبر / أيلول 2016 - 21:54
    هلال آل فخر الدين
    قال تعالى :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا )المائدة :3

    تواتر حديث (غديرخم) في مصادر السلف

     اثبت العلاّمة الأميني في كتابه الغدير بأنَّ هذه الواقعة التاريخية المهمة نقلها مائة وعشرة من الصحابة، واربعة وثمانون من التابعين، وأوردها ثلاثمائة وستون من علماء ومحدثو أهل السنّة في كتبهم، واعترف جماعة منهم بصحة سندها ، وقلّما تحظى حادثة تاريخية من الحوادث المهمة في تاريخ الإسلام بمثل هذه الشهرة والاعتبار السندي.
    اكثر من نقلوا حادثة الغدير هم المحدّثون طبعاً؛ ويبدو انها قد خضعت للرقابة من ناحية المؤرخين (لأسباب ودوافع لا تخفى على ذوي الفضل والتحقيق). فمن بين المؤرخين ذكرها اليعقوبي بايجاز من بعد حجة الوداع ، ولم يذكر الطبري هذه الحادثة في تاريخه الذي دأب فيه على شرح الحوادث بالتفصيل، ولكنه ألّف كتاباً مستقلاً في اثبات الغدير اسمه كتاب الولاية  وكان هذا الكتاب موجوداً حتى القرن الثامن، وقد ذكره كل من النجاشي  (م 545هـ.)، والشيخ الطوسي  (385 ـ 460هـ) وبيّنوا طريقهم إليه.
    وأورد ابن كثير (م 774هـ) أيضاً حادثة الغدير بعد حجة الوداع وقال:وقد اعتنى بأمر هذا الحديث ابو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه...  ثم نقل عدداً من روايات الطبري حول الغدير. وقد روى الحديث في ذلك محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس وسبعين طريقاً وأفرد له كتاباً سمّاه حديث الولاية ونقل عددا من رواياته

    امام اهل السنة في عصره الخطيب البغدادي يروي خوف الصحابي الجليل صاحب سر النبي (ص)العارف بالمنافقين حذيفة بن اليمان من القتل اذا بث الحقائق فما بالك بالاخرين ؟!

    أولا:هذه الرواية تميط الثام عن استفحال ظاهرة العنف والارهاب في عصر الخليفة الاول والثاني حيال كل من يتفوه بالحق اوبما لايرضي السلطة .!

    ثانيا:يتضح مدى الجور والرعب الملقى بظلاله حتى على كبار شيوخ الصحابة .!

    ثالثا:ان الرواية كما هو ظاهر انه عندما كان واليا في المدائنوتحت امارته العراقين

    رابعا: وكان بعيدا عن مركز السلطة في المدينة حيث يظهر مدى كثرة عيون السلطة وجواسيسها باحصاء الانفاس وحتى الولاة  منهم ..فما بالك بعوام الامة ؟

    قال الخطيب البغدادي في كتاب الفقيه والمتفقه الجزء الثاني عشر باب في حزن بعض ما يسمع من العلم والامساك عنه لعذر في ذلك

    وقال يعقوب ، نا سليمان ، نا أبو هلال عن قتادة ، قال : قال حذيفة : لو كنت على شاطىء نهر وقد مددت يدي لأغرف فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصل يدي إلى فمي حتى أقتل .!!!

     

    استمرار ظاهرة القمع وخوف العلماء من الظلمة يخفى بيان الحق حتى في بيان تفسير القران !

    امام الحديث في عصره الحاكم الحسكاني وخوف التابعي الكبير حسن البصري من ذكر اسم الامام علي!

    روى الحاكم الحَسْكاني الحنفي في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1 ص 299-301 عن زياد بن المنذر يقول: كنت عند الإمام أبي جعفر محمد بن علي وهو يحدّث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك ، إن الحسن البصري يخبرنا أنَّ هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل  في قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ )؟! .
    فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، ولكنه يخاف.
    إن جبرئيل هبط على النبي (ص) فقال له: إنَّ الله يأمرك أن تدلّ أُمّتك على صلاتهم ، فدلّهم عليها،ثم هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تدلّ أمّتك على زكاتهم.فدلّهم عليها، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم ، فدلّهم،ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدلّ أمتك على حجّهم ففعل،ثم هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تدلّ أمتك على وليّهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة في جميع ذلك.
    فقال رسول الله (ص): يا رب إن قومي قريبوا عهد بالجاهلية ، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلاّ وقد وتره وليّهم وإني أخاف.
    فأنزل الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة : 67  يريد فما بلغتها تامة(وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فلمّا ضمن الله بالعصمة وخوفه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثمّ قال: (يا أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه.

    قال زياد: فقال عثمان: ما انصرفت إلى بلدي بشئ أحب إلي من هذا الحديث

    ابو هريرة يمتنع من بث الحق خوفا من الطغاة !

    ولشدة طغيان الخلفاء كا ن ابو هريرة يخاف البوح بما عنده  من حديث النبي(ص)  عن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما، فبثثته في الناس ; وأما الآخر، فلو بثثته، لقطع هذا البلعوم (3). (1) إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 2 / 373، والبخاري 1 / 173 في العلم: باب الحرص على الحديث و 11 / 385 في الرقاق من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وهو في الطبقات ....
    كان أبو هريرة يقول: رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه. يعني: من العلم (2). قلت ( اي الذهبي ) : هذا دال على جواز كتمان بعض الاحاديث التي تحرك فتنة في الاصول، أو الفروع ; أو المدح والذم ; أما حديث يتعلق بحل أو حرام، فلا يحل كتمانه بوجه ; فإنه من البينات والهدى.
     وقد حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الاحاديث التي فيها تبيين أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم. وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه، ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم، كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان، يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية، لانها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة، فمات قبلها بسنة

    نور الله لايطفأ ابدا مهما مكروا وحرفوا وزيفوا وأولوا ...وتجبروا وطغوا 

    قال تعالى :(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة :32

    يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان :إنما ذكر الأفواه لأن النفخ الذي يتوسل به إلى إخماد الأنوار والسرج يكون بالأفواه،

    قال في المجمع،: و هذا من عجيب البيان مع ما فيه من تصغير شأنهم و تضعيف كيدهم لأن الفم يؤثر في الأنوار الضعيفة دون الأقباس العظيمة.

    وقال الزمخشري في الكشاف:، مثل حالهم في طلبهم أن يبطلوا نبوة محمد (ص) بالتكذيب بحال من يريد أن ينفخ في نور عظيم منبث في الآفاق يريد الله أن يزيده، و يبلغه الغاية القصوى في الإشراق و الإضاءة ليطفئه بنفخة و يطمسه.

    والآية إشارة إلى حال الدعوة الإسلامية، و ما يريده منه الكافرون، و فيها وعد جميل بأن الله سيتم نوره.

    وقال الطبري في تفسير عن السدي: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم)، يقول: يريدون أن يطفئوا الإسلام بكلامهم

    وهنيئنا لمن فاز وتمسك بحبل الله وولاية ال الله من عترة محمد المصطفى(ص)

     

    هلال  ال فخرالدين
    hilal.fakhreddin@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media