[أَلْحَشْدُ] قُوَّةٌ وَطَنِيَّةٌ وَقَرْارُ إِشْراكَهْا سِيْادِيٌّ
    الجمعة 23 سبتمبر / أيلول 2016 - 20:22
    نزار حيدر
          لِفَضائِيَّتَيْ (العَهْد) وَ (الاتِّجاه) عِبْرَ خِدْمَةِ سْكايْب؛

       ١/ تُعَدُّ عمليّات تحرير الموصل المرتقبة مهمّة جداً وخطيرة على صعيدَين؛

       فبالنّسبة للارهابيّين، فانّها ستُدمِّر أَحلامهم في إِقامة ما يُسمّونهُ بدولة (الخلافة) التي تمثّل الموصل رمزيّةً خاصَّةً فيه، من جانب، وستقضي على مشروعِهم التّدميري الذي يستهدف كلّ شَيْءٍ في العراق والمنطقة بل والعالم، من جانبٍ آخر.

       امّا بالنسبة للعراقيّين، فانّها بمثابة تحرير آخرِ شبرٍ من أَرض العراق الطّاهرة التي استباحها الارهابيّون خلال الأعوام الثّلاثة الماضية.

       وهي ما جانبٍ آخر تُمثّل نقطة التّماس السّياسية بين مُختلف الاطراف السّياسيّة التي تسعى لتوظيف مشاركتها في عمليّة التّحرير كأَداةٍ من أدوات التّفاوض السّياسي مع الاطراف الأُخرى، بل أَداةٌ من أدوات الابتزاز السّياسي، للأَسف الشّديد، ولهذا السّبب نرى أَنَّ الجميع يتقدّم باتّجاه ساعة الصّفر لعمليات التّحرير بحذرٍ شديدٍ وتوئِدة خوفاً من المستقبل المجهول!.

       انّ التّهوّر السّياسي وكذلك المزايدات في الاعلام بين مُختلف الاطراف والتّصريحات النّاريّة غير المسؤولة، انّ كلّ ذلك لا يخدم عمليّات التحرير، فهي تُزيد من المعاناة أَكثر فأَكثر، كما انّها تُعرّض مرحلة ما بعد الارهاب الى مخاطرَ جمّةٍ!.

       ٢/ للأَسف الشّديد فانّ المشاركة في عمليّات تحرير الموصل تحوّل الى تجارةٍ بالنسبة الى كلّ مَن يصرُّ على المشاركةِ فيها! ولهذا السّبب يلحظ المُراقب انّ إِصرار بعض الاطراف سواء العراقيّة او الاقليميّة او حتى الدّولية على المشاركة في العمليّات لا ينطلق من حرصِها على أصل العمليّات او التّحرير او للتّقليل من الخسائر في الأرواح مثلاً، وانّما لتوظيف هذه المشاركة في الاتّجار لتحقيق مكاسب حزبيّةٍ وأحياناً عائليّةٍ (عشائريَّةٍ) للاسف الشديد! فضلاً عن بعض الاجندات المشبوهة التي تتعلّق بأطماع تاريخيّة قديمة كما هو الحال بالنّسبةِ الى تركيا المُعتدية.

       انّ حالة التّصعيد السّياسي بين مختلف الاطراف المعنيّة في عمليّات تحرير الموصل، وكذلك إِتّساع ظاهرة المُناكفات بينهم في الاعلام، والذي دوافعهُ الصّراع على النّفوذ والسّلطة ليس الّا! يُنذر بمخاطر جمّة لا تقلّ شدّتها عن سقوط الموصل بيد الارهابيّين قبل أَكثر من عامَين، ولذلك ينبغي على كلّ الاطراف السّياسية تهدِئة أدوات اللُّعبة السّياسية لضمان نتائج أَكثر إيجابية من عمليّات التّحرير!.

       ٣/ انّ قرار عمليّات التّحرير سيكونُ قراراً وطنيّاً عراقيّاً صِرفاً، فالقائد العام للقوّات المسلّحة الدّكتور حيدر العبادي مع قيادة العمليّات المشتركة، هو الذي سيُحدّد ساعة الصّفر، حسب المُعطيات الميدانيّة الدّقيقة، وهو الذي سيُحدّد نوعيّة القوّة المسلّحة التي ستشترك فيها، ولا ينبغي المجاملة في ذلك أَبداً.

       وعلى اعتبار انّ الحشد الشّعبي قوّة مسلحة هي جزءٌ لا يتجزّء من المنظومة الامنيّة والعسكريّة الرّسمية في البلاد، لذلك فانّ حجم مشاركتها ونوعيَّتهُ ومراحلهُ أَمرٌ يعودُ الى القائد العام دون سواه، فمتى ما رأى ضرورةً لاشتراك الحشد في أيّة مرحلة من مراحل التّحرير وفي أَيّة نقطةٍ ميدانيَّةٍ منها فسيوعِز لها بالاشتراك بلا مجاملةٍ او تردّد، وانّ اشتراك الحشد في عمليّات تحرير (الشّرقاط) اليوم دليلٌ على ذلك، وليس من حقِّ أحدٍ أَبداً ان يتدخّل في هذا القرار، لانّهُ قَرارٌ سياديٌّ يلزمنا ان نلجِم كلّ الأصوات العنصريّة والطائفيّة النّشاز التي لازالت تُراهن على منع الحشد من المشاركةِ لأسبابٍ طائفيَّةٍ وعنصريَّةٍ بحتة!.

       انّ معركة التّحرير النّهائي عراقيّة من حقّ العراقيّين ان يفخروا بها، ومن حقّ كل القوّات المسلّحة المساهمة فيها حسب الحاجة، كما أكّد على ذلك اليوم السيد رئيس مجلس الوزراء في كلمتهِ من على مِنبر الامم المتّحدة في نيويورك.

       فضلاً عن ذلك، فانّ من حقّ العراق ان يطلب المساعدة من المجتمع الدّولي، وعلى مختلف الاصعدة، في هذه الحرب، فباستثناء القوّات التركيَّة المُعتدية، فانّ كلّ القوات الأجنبيّة الأُخرى الموجودة حاليّاً في العراق انّنا جاءت بطلبٍ من الحكومة العراقيّة، ولذلك فهي ليست قوات إِحتلال أَبداً!.

       ٤/ انّ من الجريمةِ بمكان أَن يشترك بعض (العراقيّين) في الجهد المسموم الذي تبذلهُ أطرافٌ إقليميّةٍ ودوليَّةٍ لتشويهِ سُمعة الحشد والطّعن في ولائهِ وانتمائهِ، من أَجل إِبعادهِ عن عمليّات التحرير لأيِّ شبرٍ من أَرض العراق الطّاهرة من دَنَسِ الارهابيّين.

       انّ اصطفاف هؤلاء مع أطرافٍ إقليميّةٍ لا تريدُ الخيرَ للعراق وهي التي ظلّت تُراهن على الايقاعِ بين ابنائهِ وتدمير العمليّة السّياسية برمّتها من خلال دعم الارهابيّين بكلّ أَشكال الدّعم، وعلى رأس هذه الاطراف نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وكذلك أنقرة التي ما برِحت تشكّل الممرّ الآمن للارهابيّين الذين تجمَّعوا من مُختلف دُوَل العالم لزجّهم في داخل العراق بعد تدريبهم وتنظيمهم وتسليحهم، انّ إِصطفافهم هذا وتناغُم خطابهم الاعلامي مع خطابهم يُعدُّ بمثابة الخيانة للوطن ولشركائهم فيه!.

       انَّ عليهم إِعادة النّظر بمواقفهِم العنصريّة والطائفيّة قبل فوات الأَوان! والّا فسيدفعوا الثّمن غالياً اذا اصرّوا على خيانتهِم، كما دفعوهُ من قَبْلُ على مدى السَّنتَين الماضيتَين عندما إغتصبَ الارهابيّون مناطقهُم ومُدنهُم ومحافظاتهُم! فاستباحوا أعراضهُم ودمّروا كلّ شَيْءٍ!.

       ٢٢ أيلول ٢٠١٦

                           لِلتّواصُل؛

    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

    ‏Face Book: Nazar Haidar

    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

    (804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media