4.7 مليون طفل عراقي محتاج
    الأحد 25 سبتمبر / أيلول 2016 - 18:59
    علي شايع
    يبدو الخبر مقروءاً من عنوانه ولا يحتاج لمزيد الإضافة، لحظة يصدر عن هيئة أممية مختصة بشؤون الطفولة، فوفق تقرير أخير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبحسب تصريحات لمتحدثها في الشرق الأوسط، فأن 4.7 مليون طفل عراقي بحاجة لمساعدات إنسانية ضرورية.
    وفي وقت تحدث فيه التقرير عن مشكلة عالمية تخص 50 مليون طفلاً أجبرتهم ظروف قسرية على عيش حياة صعبة، يذكر التقرير معاناة ما يقارب مليوني طفل عراقي يمرون بأوضاع حياتية قاسية، بسبب الأعمال الإرهابية الوحشية والعدوان الجائر الذي يمارسه تنظيم «داعش» الإرهابي، ممن يحتاجون مساعدات في مجالات كثيرة أهمها الصحية والتعليمية. ويتجاوز التقرير الحديث عن أوضاع  المناطق المحتلة، أو المناطق المحرّرة، مؤكداً وجود أطفال في عموم البلاد لا يتمتعون بفرص لتلقي التعليم لعدة أسباب، وبحسب ما أحصته المنظمة الدولية فإن الأعداد تصل إلى  3.5 مليون طفل.
    تبدو الأرقام موحشة وتثير حزن من يتابع ويعاين التقارير الدولية المتواترة بخصوص ما يواجه أطفال العراق، وبالأخص حين يوضع البلد إلى جانب بلدان تعدّ في أسفل قائمة الدول المهتمة بالطفولة، ولعلّ الكثير مما يرد في التقارير الدولية يتضمّن في بعض الأحيان مبالغات على مستويات سياسية يراد منها الضغط بصيغة أو بأخرى، وعلى وجه المثال والسؤال: كيف يمكن أن يكون شكل تقرير تدعمه السعودية التي صارت تحتل مقعداً بمجلس حقوق الإنسان الأممي؟!.
     أو ربما تكون تلك التقارير منجزة بطرق غير مهنية وعبرّ مصادر غير موثقة كما جاء بتقرير أخير نشرته ما تسمى منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان الدولية، وتبدو فيه بصمات خليجية واضحة تحاول التشويش على انتصارات المعارك الأخيرة المظفّرة، مدعية إن جيشاً من (القاصرين) تمّ تجنيده بالإكراه استعداداً لمعركة تحرير الموصل- كما يرد في مستهل خبر بارز تداولته مواقع خبرية ومنتديات تواصل اجتماعي- ومن يتابع تفاصيل التقرير سيجد أن من اعتمدوا كشهود عيان أدعوا إن عشائر في مناطق قريبة من الموصل جندت بعض أبنائها، ودربتهم على السلاح. ويسجل التقرير والشهود وجود (6) أشخاص فقط في تلك المناطق القبلية دون السن القانونية تم تدريبهم على حمل السلاح.
    هذا الخبر وتلفيقاته تستحق وقفة خاصة لمناقشته في وقت آخر. وفي عود على ما جاء بتقرير (يونيسف)، لابد أن تكون الكتابة في الردّ على ما ورد، تحمل أرقاماً وأدلة رسمية تنفي أو تناقش (مفصلاً) ما جاء في  إدعاءات المتحدث باسم المنظمة الدولية، والسؤال الموجع هنا: ترى أي الجهات الرسمية المحلية تكون قد اطلعت على هذا التقرير الدولي، وستتبنى عملية الرد؟. وسؤال آخر: ترى.. إن كان ثمة صعوبة في متابعة تلك التقارير الدولية مباشرة، فهل ستعاين تلك الجهات صحيفتنا لتتحرى عن بعض الوقائع وتبحث فيها؟.
    لتلكم الجهات وكل من يهمه أمرنا في هذا البلد، أكرّر قول الشاعر الأندلسي بن زيدون:» ما حقنا أن تقروا عين ذي حسد.. بنا، ولا أن تسروا كاشحا فينا.»
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media