اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل
    ناشط يساري عُرف بمهاجمته لـ {داعش} والوهابية
    الأثنين 26 سبتمبر / أيلول 2016 - 05:46
    [[article_title_text]]
    (الصباح) عمّان (وكالات) - في حادثة تذكّر بالإجرام المتطرف وتكميم الأفواه، وفي حلقة جديدة في سلسلة طوق تفكيرهم المظلم الذي يسوقهم في كل مرة الى ممارسة افعالهم الجبانة التي تدل على وضاعة معتقداتهم وسلوكهم الذي عرفوا به بالذلة واللصوصية، أفاقت العاصمة الأردنية عمان أمس الأحد على مشهد دامٍ تمثل باغتيال الكاتب الاردني اليساري ناهض حتر اثر تعرضه لأربعة عيارات نارية امام قصر العدل، فيما ذكرت وكالة الانباء الاردنية «بترا» ان الامن القى القبض على الفاعل.

    حيث نقلت الوكالة عن مصدر أمني أردني ان احد الاشخاص أقدم على اطلاق عيارات نارية باتجاه الكاتب حتر بالقرب من قصر العدل في منطقه العبدلي اثناء توجهه لحضور جلسة المحكمة بعد أسبوعين من اعتقاله بتهمة «إثارة النعرات المذهبية والعنصرية»، فيما تمكن رجال الامن من القبض على مطلق النار، من جانبها رفضت عائلة الكاتب الأردني، استلام جثمان حتر إلا بعد محاكمة القاتل، وذكر ماجد حتر شقيق الكاتب الراحل لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «نحمل الحكومة الأردنية ووزير الداخلية مسؤولية دماء حتر، وقررنا رفض استلام الجثمان إلا بعد محاكمة القاتل».

    رسم كاريكاتيري
    وبحسب شقيقه، تلقى حتر تهديدات بالقتل داخل السجن، حيث حوكم في قضية نشره رسما كاريكاتوريا عده البعض «يمس الذات الإلهية» عبر صفحته في «فيسبوك»، وكان حتر (56 عاما) نشر توضيحا بشأن رسمه على فيسبوك، قال فيه: «شاركتُ منشورا يتضمن كاريكاتيرا بعنوان (رب الدواعش)، وهو يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروّجه الإرهابيون»، وأضاف «الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي؛ وهؤلاء موضع احترامي»، وتابع «وإخونج داعشيون يحملون المخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية، هؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون».

    ضد الإرهاب
    وناهض حتر هو كاتب وصحافي يساري أردني، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1998، ومعروف بمقالاته المناهضة للسعودية والحركة الوهابية، وأوقف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ أيلول 2008.

    تهمة وتحريض
    وكان المدعي العام الأردني أصدر قرارا في شهر آب الماضي بحبس الكاتب الأردني ناهض حتر 15 يوما على ذمة التحقيق، بتهمة إثارة النعرات الدينية بحسب مصدر قانوني، وجاء قرار المدعي بعد خضوعه للتحقيق الأولي أمام الحاكم الاداري في العاصمة بإيعاز من رئيس الحكومة الاردنية شخصيا، لإعادة نشره رسما كاريكاتوريا مسيئا للذات الالهية وأثار سخط الشارع الأردني، وتم نقل حتر برفقة حراسة مشددة بعد صدور قرار الحبس، وقال المحامي عبد الحكيم العسيلي: «إن عشرات الشكاوى قدمت لمدعي عام عمان ضد حتر»، مشيرا إلى أن «هناك مطالبات بمحاكمة حتر أمام محكمة أمن الدولة»، فيما انسحب المحامي فيصل البطاينة من الدفاع عن حتر ليل السبت الماضي، لأسباب قال إنها مخالفة لمبادئه، رغم اطلاعه على القضية مسبقا ودفاعه عن حتر في قضايا سابقة.
    وفقا للبطاينة، فقد نفى حتّر أثناء التحقيق معه «نيته» الإساءة للذات الالهية، هو أعاد نشر رسم منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بالأصل، وكان يقصد تصوير فكر «داعش» الإرهابي و»الإخوان المسلمين» ولو كان يقصد الإساءة لأي دين لما توكلت عنه»، واشار البطاينة الى ان حتر لم يهرب من وجه العدالة لأنه لم تصدر مذكرة قضائية بحقه، فيما توارى حتر المعروف بآرائه الجدلية من قضايا اللاجئين وتأييده للرئيس السوري بشار الأسد وعدائه لحركات الإسلام السياسي عن الأنظار منذ صدور إيعاز من رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، يوم الجمعة الماضي، إلى محافظ العاصمة باستدعاء حتّر والتحقيق معه بما نسب إليه، وشدد الملقي بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، على أن القوانين ستطبق بحزم على كل من يقوم بما وصفه بـ»الممارسات الطارئة على المجتمع»، قائلا إن حرية التعبير مصانة للجميع لكن ضمن المحددات الدستورية
    والقانونية.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media