أمتنا على شفى حفرة من الضياع
    الأثنين 26 سبتمبر / أيلول 2016 - 19:52
    سعد بطاح الزهيري
    المتعارف علية لغوياً أن الأمة،هي جماعة من الناس،تجمعهم روابط وصفات موروثة، ومصالح مشتركة، ويجمعهم دين واحد ولغة واحدة وهناك مكان لتواجد هذه الأمة، كما هو الحال في أمتنا العربية( المفككة)!، التي يجمعها دين واحد ولغة واحدة وأرض واحدة .
    أمتنا العربية،تلك الأمة التي كان تواجدها قبل أكثر من مئات السنين قبل الميلاد،كان يسودها الفقر الجهل والظلام،مجتمع قبلي جاهل لا يمتلك أبسط المقومات للرقي بمفهوم المجتمع،حتى ظهور الإسلام،وانتشار الدين الجديد الذي أتى به رسول الله محمد (ص)،بدأت الأمة العربية يتعدى مفهومها من عربية إلى الأمة العربية الاسلامية،التي تمتد من المحيط الأطلسي غربا المغرب العربي حتى الخليج العربي وإيران شرقآ،هذه الأمة يقدر عدد سكانها بأكثر من 400 مليون نسمة،أي لا توجد أمه كهذه الأمة لا من حيث العدد ولا من حيث الدين ولا حتى اللغة.
    الغرب والاستعمار ومخططاتهم للنيل من هذه الأمة، كامبل بنرمان رئيس وزراء برطانيا عام 1907،والمخطط الخبيث الذي دعى آلية عدد من الدول الأوربية بشأن تقسيم الوطن العربي،بحجة إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستمارية،هذا الخبيث طرح مشروعه الذي يهدف إلى ثلاث محاور أساسية ،
    أولها زرع جسم غريب يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي،ثانيهما ولائهم للغرب ،ثالثهم أن يجعل المنطقة في حالة لا توازن،لأن التوازن يولد الإستقرار والاستقرار يولد النهضة،وهذا لم يروق لهم إطلاقا، وهذا ما جعلهم يبحثون عن جسم غريب لينفذ مشروع كامبل،وبالفعل كان الجسم الغريب حاضرا بقيادة حاييم وايزمان الرئيس الإسرائيلي الأسبق،وطبق مشروع كامبل وهو تعطيل نهضة الامة ،شريطة أن تكون الخدمة إلى أوربا حصرا،وهذا ما حصل منذ ذلك الوقت.
    السعودية وكونها سفيرة العرب والواجهة العربية في العالم. فهي لاتمثل سياسة بلد بل نزعة ورأي عائلة مالكة جُل همها البقاء على عرش السلطة وحتما هذا يتطلب الكثير من التنازلات للدول العالمية فكان القبول بالتقسيم والاعتراف بأسرائيل وان لم يكن رسمي ثمن بقاءها على كرسي الحكومة.
    إيران تلك الدولة التي لها حدود مباشرة مع الوطن العربي،رأت من مصلحة الأمة الإسلامية أن تقطع علاقتها بسرطان الشعوب امريكا إسرائيل،وقد نجحت في رفع الهوية الإسلامية.
    العراق،لابد أن يبذل قصارى جهده للتوافق بين رؤيا السعودية من جهة وإيران من جهة أخرى ،وهو اليوم يمثل الهوية العربية والإسلامية معآ.
    الأمة العربية الإسلامية تفتقر إلى القائد الموجة الذي تلتف حوله، كما وتحتاج إلى مشروع إصلاحي نهضوي لتكريس المفاهيم العربية الاسلامية،لأن أوربا و الغرب جميعاً لم يمتلكون مقوماتنا من حيث اللغة والدين،ولا وطن ممتد كأمتداد الأرض العربية.
    هل نمتلك قائد قادر على توحيد الأمة العربية الإسلامية؟، هل هناك من يتصدى لإصلاح هذه الأمة ؟،هل هناك من لديه القدرة على انتشال الأمة من الفقر والجهل نحو الإصلاح؟، وأن ظهر المصلح هل سيكون مؤيد من قبل قادة الأمة؟، أم سيطبق علية مشروع كامبل بنرمان لتعطيل نهضة الأمة،وهل سيكون المنقذ هو الإمام المهدي المنتظر؟.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media