رئيس كولومبيا وزعيم "فارك" يوقعان اتفاق سلام ينهي أطول نزاع مسلح في تاريخ الأمريكيتين
    الثلاثاء 27 سبتمبر / أيلول 2016 - 08:06
    [[article_title_text]]
    حشد تجمع في مدينة قرطاجنة الكولومبية لمشاهدة التوقيع على اتفاق السلام بين رئيس البلاد وزعيم حركة
    قرطاجة (كولومبيا) (RT) - بقلم مصنوع من رصاصة وقع الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، وزعيم حركة "فارك" المتمردة، تيموليون خيمينيس، اتفاق سلام ينهي حربا استمرت أكثر من نصف قرن وأدت إلى مقتل ربع مليون شخص.

    ولأول مرة على الأراضي الكولومبية، تصافح سانتوس، البالغ 65 عاما من عمره، وخيمينيس، المعروف أيضا بلقب تيموشينكو والبالغ 57 عاما، وذلك بعد مفاوضات تواصلت 4 سنوات في العاصمة الكوبية هافانا وتوجت، في 25 أغسطس/آب، بتوصل حكومة كولومبيا وحركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) اليسارية إلى اتفاق سلام تاريخي يتوقع أن ينهي أطول حرب في تاريخ الأمريكيتين.

    وإلى جانب الوقف الشامل للأعمال القتالية في البلاد، تنص هذه الوثيقة على تخلي عناصر "فارك" عن سلاحهم وتقديمه للأمم المتحدة في غضون 180 يوما، وإعلان الحكومة عن العفو العام بحق جميع المتمردين، باستثناء هؤلاء الذين تورطوا في ارتكاب جرائم حرب بالغة الخطورة، ودمج المسلحين السابقين في النسيج الاجتماعي الكولومبي، وإنشاء محاكم خاصة للتحقيق في الجرائم التي تم ارتكابها على مدى السنوات الـ52 للحرب، وكذلك إجراء إصلاح زراعي كبير، وهو من أهم مطالب الحركة، التي كانت تعلن دائما أنها تمثل الطبقات الاجتماعية الفلاحية الفقيرة.

    ويقضي الاتفاق بحل "فارك"، التي كان يقاتل تحت علمها من 6 إلى 7 آلاف عنصر، كتنظيم مسلح وتحويلها إلى حزب سياسي سيحارب في صناديق الاقتراع بدلا من ساحات القتال التي كانت تشغلها منذ العام 1964.

    ويتطلب تطبيق بعض مبادئ الاتفاق إجراء عدد من التعديلات الدستورية، التي سيتم التصويت عليها في استفتاء شعبي عام في شهر أكتوبر/تشرين الأول.    

    وجرت مراسم توقيع الاتفاق في مدينة قرطاجنة الكولومبية ذات الأسوار التي تعود للحقبة الاستعمارية، بحضور نحو 2500 من الشخصيات البارزة الأجنبية والمحلية.

    وكان من بين الضيوف، الذين طلب منهم أن يرتدوا ملابس بيضاء، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الكوبي راؤول كاسترو، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بالإضافة إلى عشرات من زعماء دول أمريكا اللاتينية والمسؤولين الحكوميين الرفيعي المستوى ورؤساء المنظمات الدولية.

    وفي كلمة ألقاها قبل مراسم التوقيع، قال سانتوس، الذي خاطر بسمعته لتحقيق السلام: "سنوقع بقلم من رصاصة... لنظهر التحول من الرصاص إلى التعليم والمستقبل".

    عملية إبرام اتفاق السلام التاريخي بين الحكومة الكولومبية وأكبر حركة متمردة في البلاد ستسفر عن تغيرات كبيرة في صفة "فارك" على الساحة الدولية.

    وأعلن الاتحاد الأوروبي، على لسان المفوضة الأوروبية السامية للشؤون الخارجية، فيديريكا موغيريني، أنه اتخذ قرارا بشطب حركة "فارك" من قائمته للتنظيمات الإرهابية على أساس مؤقت بعد التوقيع على الاتفاق.

    من جانبه، أشار جون كيري إلى أن بلاده لا تخطط لرفع اسم ”فارك" من القائمة الأمريكية للإرهابيين في وقت قريب، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الولايات المتحدة "بالتأكيد على استعداد للمراجعة وإصدار التقييمات بشأن ذلك مع توالي الحقائق".

    كما أثنى وزير الخارجية الأمريكية على الرئيس سانتوس وتعهد بتقديم مساعدات قدرها 390 مليون دولار للإسهام في تطبيق الاتفاق.

    وبدأت حركة "فارك" نشاطها في العام 1964 كتمرد للمزارعين، وأصبحت بعد ذلك لاعبا كبيرا في تجارة الكوكايين، وكانت تجند ما يصل إلى 20 ألف مقاتل في أزهى أوقاتها.

    وتمكنت القوات الكولومبية الحكومية، خلال عدة سنوات ماضية، من توجيه عدد من الضربات الموجعة إلى الحركة، فيما توفي زعيم "فارك" مانويل مارولاندو، الذي كان يترأس الحركة منذ تأسيسها، في العام 2008 بعد إصابته بنوبة قلبية، ليقتل خليفته في منصب القائد العام لـ"فارك" ألفونسو كانو في العام 2011 في عملية للجيش.

    المصدر: وكالات
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media