بارزاني يلجأ الى حرب "الاتهامات القذرة" لتسقيط خصومه الأكراد
    الثلاثاء 27 سبتمبر / أيلول 2016 - 12:11
    [[article_title_text]]
    بغداد (المسلة) - مرحلة التنافس بين الأحزاب الكردية المسيطرة على الموقف السياسي في إقليم كردستان، وصلت آوجها ، وهي كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير، والجماعة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي، وتمثل هذه الاحزاب واجهة الاقليم لدى الحكومة الاتحادية في بغداد، حيث تمتلك هذه الكتل ممثلين عن الاقليم في مجلس النواب، إلى جانب مشاركتهم في برلمان الإقليم، وهم يشكلون الوفود الكردية للعاصمة، والتي دائماً ما تأتي للتفاوض او الاتفاق على الخطوط العريضة للعلاقة بين كردستان والمركز.

    حرب التغيير والديمقراطي.. كيف شملت الإتحاد؟

    اتسمت العلاقة بين حركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب بارزاني) بالخلافات المتكررة، برغم محاولات الاحزاب المتبقية للم الشمل من خلال عدة مؤتمرات عقدت في كردستان، لكل الخلاف بلغ أوجه عندما صادر بارزاني منصب رئاسة اقليم البرلمان من الكتلة، ومنع نوابها من دخول محافظات كردستان الثلاث، الأمر الذي وصفته الكتلة بالدكتاتورية والتهميش لطرف يمثل جزء من الشعب الكردي.

    في أثناء ذلك حاولت قيادات الإتحاد الوطني الكردستاني تهدئة الأوضاع بين الطرفين وحل النزاع، لكنها جوبهت من حزب (البرزاني) بإتهامات الإنحياز للتغيير.

    وفي غضون ذلك، أبرم الاتحاد الوطني الكردستاني مع كتلة التغيير اتفاقاً يهدف الى إجراء الإصلاحات في النظام السياسي والإقتصادي وتنظيم البيت الكردي، ما أثار حفيظة حزب البارزاني الذي أعقب الاتفاقية ببيان أعلن من خلاله ان "الاتفاقية تعمّق من الخلافات الداخلية، ولا تصب في مصلحة حل الخلافات والقضايا العالقة".

    الحرب تبلغ ذروتها !

    يبدو إن الحرب بين حزب البرزاني وحزب الطالباني بلغت أوجها وذروتها، بسبب الصراعات السياسية المحتدمة بين أكبر حزبين في الإقليم، وبسبب تمسك البرزاني بمنصبه حتى لو غرقت كل السفن.

    حيث نشر موقع "لفين برس" الكردي، خبراً مفاده أن الحرب بين الحزبين وصلت إلى درجة الإتهام العائلي.

    وقال الخبر الذي تابعته وكالة (المسلة)، إنه بعد أن "نشر الإعلام التابع لمسرور البارزاني الإبن الأكبر لمسعود البارزاني خبراً حول إستلام (شيري كراهام) زوجة قوباد الطالباني لقطعة ارض و بشكل سري في أربيل بمساحة 5000 متر مربع، أصدر المتحدث الإعلامي بأسم قوباد الطالباني بياناً تحدى فيها المصادر التي نشرت الخبر و طالب الجميع بالمتابعة و الفحص و جمع المعلومات حول ما نشرة موقع ( وشة) المحسوب على مسرور البارزاني"، مضيفاً "الخبر لا أساس له من الصحة".

    يذكر أن حزب البارزاني و من خلال قنواته الإعلامية المتنوعة يمارس هجوماً عنيفاً على جناح هيرو إبراهيم أحمد في الوقت الذي يلتزم فيه جناح كوسرت رسول و برهم صالح الصمت حيال سياسة التحريض بين جناحي حزب الطالباني الذي يمارسة حزب البارزاني.

    الأزمة الإقتصادية والخلل القانوني

    وعلى الصعيد الإقتصادي، فقد تأثر الإقليم بإنخفاض أسعار النفط منذ منتصف العام الماضي، ما إنعكس سلباً على الحياة في الإقليم، وحجب الرواتب عن الموظفين الذين دخلوا في وقت سابق من العام باعتصام مفتوح، وعطلوا الحياة في المحافظات الثلاث، ولا تزال المظاهرات المنظمة من قبل الموظفين المطالبين برواتبهم المتأخرة مستمرة.

    بوادر الأزمة هذه، كانت قد حذرت منها أطراف سياسية في الاقليم، وذلك لتبديد رئاسة الإقليم أموال النفط المصدر طوال سنوات كان يشغل فيها منصب الرئيس.

    من جانب آخر شهد إقليم كردستان تطوراً خطيراً آخر، في الجانب القانوني، تمثل بإيقاف العمل التشريعي والرقابي، نتيجة تنحية رئيس البرلمان فيه يوسف محمد، الذي كان قد أعلن انه رفض تمديد فترة حكم بارزاني، وهدد بالاستقالة، محذراً "من نوايا مسعود الخبيثة"على حد قوله.

    حرب أهلية !

    ويقول ريبوار كريم محمود، أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية، "إن الاتفاق بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير يلزم الحزب الديمقراطي الكردستاني ان يتصرف بشكل مختلف، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يبدو أنه على استعداد للتخلي عن أي من سلطاته أو تقاسمها مع الأطراف الأخرى".

    اذا استمرت الامور بالازدياد سوءاً بدلاً من نتيجة افضل لهذا الاتفاق، طبقأ لرأي محمود ، فأن المنطقة قد ترى إدارة كردستان العراق انقسمت في اثنين او أكثر حتى مما هو عليه اليوم .

    وأضاف محمود أنه "يمكن أن تكون هناك حرب أهلية وحتى الجانبين قد يلجأ إلى القوى الخارجية التي تدعمهم"، واضاف "هناك بعض الاشخاص من كلا الجانبين تريد فعلا ان يحدث صدام مسلح".

    الإنفصال ورقة ضغط بارزاني !

    ويستخدم رئيس اقليم كردستان خيار الانفصال عن الحكومة الاتحادية كورقة ضغط كلما سنحت له الفرصة لذلك، حيث أعلن العام الماضي ان الاقليم سينفصل خلال خمس سنوات عن بغداد، وقد ساعده في ذلك بحسب قوله "دعم دولي ومشاركة في مؤتر دافوس"، والذي عده اعترافاً ضمنياً بكردستان دولة مستقلة.<

    لكن المعارضين، وعلى رأسهم كتلة التغيير والإتحاد، يرون ان "الانفصال هو تهديد لتبديد الوقت، وبقاء بارزاني في محله رئيساً للإقليم، برغم عدم شرعية رئاسته، وانتهاء المدة الدستورية لولايته".

    وقالت النائب عن الكتلة سروة عبد الواحد في تصريح صحفي، ان "الانظمة الدكتاتورية في العالم العربي انتهت، وعلى الاقليم ان ينتهج نهجاً ديمقراطياً من خلال ترك بارزاني لمنصبه"، وبينت ان "تمسكه اوصل كردستان الى وضعه الحالي، وقد يؤدي به الى الهاوية".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media