واجهات دولتنا الإلكترونية
    الأربعاء 28 سبتمبر / أيلول 2016 - 19:52
    علي شايع
    المحزن المؤكد؛ ان بعض الوزراء لا يطالعون الصحف، أو ليس بمحيطهم الوظيفي متابع لما تنشره الصحافة؛ في الأقل ما يتعلق بوزاراتهم، بل إن هيئات إعلامية وزارية من الضروري إلغاؤها أو استبدال مهماتها، وكي لا يكون الكلام إنشائياً وتجاوزاً، أتعهّد-بداية- بمسؤولية الإثبات -وبالدليل- عن كلّ ما سأكتبه.
      قبل أشهر أفنيت أياماً عديدة بمتابعة ومعاينة المواقع الإلكترونية لوزارات ومؤسسات محلية، لا للتسلية ولكن لبحث مفصل، بحكم خبرة عمل طويلة ودراسة تخصصية، جعلت من كاتب السطور مؤهلا لنقاش قضية يعرفها.
    أصبحت الشبكة العالمية للإنترنت المرجع الأول لملايين الباحثين عن المعلومة، وصار التواصل الالكتروني ضرورياً لكلّ دائرة أو مؤسسة أو وزارة، عبر صفحة رسمية يفترض أن تمثل الواجهة الأهم، لأنها تحت طلب التداول العالمي المباشر.
    من يطالع المواقع الرسمية لأغلب وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية سيصاب بخيبة أمل كبيرة، فالقضية تضاعف الإحباط بالتقادم، إذ طالما انتقدنا وكاتبنا بعض الجهات، فقالوا تلك إذا كرّة خاسرة!.
     تجاوز بعض الوزراء لمهام سلطتهم، حول تلك السلطة إلى دكتاتورية جعلت وزاراتهم شبيهة بأملاك شخصية للتصرف الفردي، وإن كان هذا مستتراً ومخفياً  بأروقة الوزارة ولا يشعر به إلا من يعيش نكد الوظيفة بالقرب من مكتب ذلك المتجبّر، فقد أصبح في الآونة الأخيرة معلناً ومفتضحاً عبر الموقع الإلكتروني لوزارته، وليسمح لي القارئ بإعادة كلمات نقد كنت نشرتها قبل أشهر كقضية توجب التعجيل الحاسم للتغيير، برجاء الإصلاحات الوزارية المأمولة المفترض انطلاقها من تلك الحيثيات البسيطة.
    من يعاين المواقع الإلكترونية لأغلب الوزارات العراقية، سيجد ان الوزير ليس بموظف في منصب أول، بل مالك إقطاعي وبطريقة بائدة تخالف الذائقة العامة في أدنى مقاييسها، وعلى سبيل المثال، لم يتغير أي شيء بطريقة عرض موقع الكتروني وزاري ما، رغم المراسلات والكتابة التالية الناقدة والمنشورة سابقاً:»إذ تنتصب لـ»سعادته» 11 صورة في الصفحة الرئيسة للموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بالوزارة: صورة شخصية كبيرة على يسار الموقع، وبقية الصور لاستقبالاته المكتبية مع أخبار أخذت حيزاً شغل نصف مساحة الموقع، وفي النصف الثاني ستجد عناوين (24) خبراً بلا صور، منها 14 خبراً تتحدث عن فعاليات الوزير ونشاطاته بالاسم. وبالطبع أي متابع بسيط الخبرة يعاين الأخبار بمجملها سيجد أنها مكتوبة لتمرير رسالة تفيد باستثنائية ما يفعله الوزير محتجباً بمكتبه الوثير.»
    تلك العلل لا تخص وزارة أو وزيراً بعينه، وببحث عاجل في بقية الصفحات الإلكترونية للوزارات، سنرى أن الكلام ينطبق على عدد كبير منها، وسنكتشف إن عدداً هائلاً من مسؤولينا لا يطالعون الصحف، فتلك الانتقادات نشرت في وقت سابق.
    أما الحديث عن الجانب التقني والجوانب الفنية للمواقع فسيحتاج إلى تفاصيل وأدلة وشواهد من كل موقع، تبيّن مستوى البدائية والاستخفاف بما يمتلكه البلد من قدرات مهملة لا تجد من يمكنها.. وللحديث بقية حزن.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media