زيارة السيد مسعود البارزاني والوفد المرافق له الى بغداد
    الخميس 29 سبتمبر / أيلول 2016 - 13:48
    خسرو ئاكره يي
    اذا اخذنا بنظر الاعتبار نتائج الصراعات فأما ان تنتهي بانتصار احد الاطراف على الاخرى باساليب القوة  او باجراء حوار بناء بين المتصارعين  واغلب الاحيان في حالة فقدان الامل بأنتصار طرف على الاخر بقوة السلاح .
     الصراع العربي الكوردي الكردي التركي الكوردي الفارسي من اهم الصراعات التي تشتعل  المنطقة بنار ثورته  وبركان غليانها في منطقة الشرق الاوسط بعد ان تم اخماد نار ثورة الفلسطينين  بشكل او باخر علماً بان الصراع الكوردي من حيث مساحة الارض وكثافة السكان اكبر حجماً من الصراع العربي الاسرائلي  لست هنا بصدد التقليل من الشأن الفلسطيني فالحق واحد في كل مكان وزمان لا يمكن تسميته بالالوان ، حق طبيعي لكل شعوب الارض ان يتمتعوا بسيادتهم على اوطانهم وبموجب قوانين المجتمع الدولي في حق تقرير المصير للشعوب ومحاربة ظاهرة الاستعمار .
    بدأ السيد مسعود البارزاني مع الوفد المرافق له اليوم 29/9/2016 بزيارة الى بغداد في حقيبة الرئيس والوفد كمية هائلة من المطاليب  التي هي من حقوق شعب كوردستان بنسيجه الاجتماعي المختلف في الانتماءات ، تتوجه كافة الانظار الى بغداد على امل الخروج من الحوار بين الوفد وحكومة المركز بقرارات ايجابيه ضامنة بمواد قانونيه لتضع نهاية للصراع الدموي منذ قيام مملكة العراق وحتى يومنا هذا حيث لا زال الاقرار بالحق الكوردي في محل خبر كان لدى معظم الاحزاب والطوائف العراقيه ومن النظام الجديد بعد سقوط البعث كما كان الموقف منه قبل السقوط .
    في كوردستان انشغل الاعلام الكوردي لبعض الاحزاب بمسالة الاستفتاء والانفصال عن العراق كحق طبيعي من حقوق الامم والشعوب وعلى ما يبدو فان نتائج الاستفتاء ستكون واضحة وضوح الشمس حيث اقر الشعب عن موقفه بالانفصال عن العراق في الانتخابات التشريعيه العراقيه السابقه  وبنسبة اكثر من 98% دون ان تستجيب القيادات الكورديه في حينه الى صوت الشعب .
    بغداد لم ولن تتنازل عن موقفها الرافض من الانفصال كما اعلنت عنها كتل مختلفه ومن اشد التصريحات للسيد نوري المالكي عندما صرح سيكون المرور على جماجمنا برفضنا المطلق من فصل كركوك العراقيه وانضمامها الى الاقليم ومواقف كتل اخرى سنيه وشيعيه لم تختلف عن موقفه في مسالة كركوك والمناطق المستعربه المستقطعه من كوردستان في عهد البعث البائد .
    بهذه العقليه يا ترى هل تاتي الزيارة بنتائج ايجابيه من مسالة الاستفتاء والانفصال ؟
    ثم اليس من الطبيعي ان يدرك الانسان عن الدوافع الحقيقيه في القطيعه بين بغداد والاقليم ؟
    ان مسالة الاستقلال للاوطان كما هو متبع يتم بطرق مختلفه ومن احداها الاستفتاء العام لبيان موقف الشعب منه ولكن في مجتمعات متحضرة يقيم وزناً حقيقياً  لصوت الشعب وتقر به ومن الاساليب الاخرى ثورات التحرر من الاحتلال يا ترى ما هي الوسيله المجديه في التعامل مع هذا الامر في جنوب كوردستان ؟ هل هناك استعداد مبدئي في بغداد للقبول بالاستفتاء ونتائجه ؟ ثم اذا فرضنا ومن استناتاجات تصريحات اعداء الكورد من الشوفينين والرافضين لحقه في السيادة والاستقلال في بغداد هل ستكون للزيارة نتائج ايجابيه بالاتفاق على حق الكورد في تقرير مصيره ؟ واذا استطدم الوفد بموقف معادي للموقف الوفد الكوردي ما هي الوسائل الاخرى التي ينبغي اتباعها بعد فشل الحوار ؟
    علينا ان لا ننسى بان هناك روايات عديدة  دفع بالسيد مسعود البارزاني على الاقدام بزيارته الى بغداد منها من يدعي بان الزيارة  تاتي بعد فشل حكومة الاقليم في الادارة وما المظاهرات التي اندلعت في كرميان بشكل خاص الى نتيجة حتميه لسوء الادارة وظاهرة الفساد والفشل في اقامة نظام اقتصادي مستقل عن بغداد في مسالة النفط وانقاذ كوردستان من سيطرة بغداد على اقتصادها ، وهناك من يدعي بان الزيارة اتت رداً على زيارة حركة التغير والاتحاد الوطني الى بغداد وطرح مسالة استقلاليه ميزانية المحافطات وعدم حصرها في عاصمة الاقليم .
    بين هذا وذاك من المواقف المختلفه للاحزاب الكوردستانيه في مسألة الزياره علينا ان نضع النقاط على الحروف عن مصيرقضية  شعب محتل وان ندرك جيداً بان الحق يؤخذ ولا يمنح خاصة اذا ادركنا مواقف الاطراف المختلفه  والتي لها سلطة القرار من قضيتنا العادلة علينا الاشادة بالزياره والترقب عن قرب بما يجري هناك من المواضيع التي تطرح في الحوارات في بغداد ومدى ترسيخها في خدمة المصالح الوطنيه والقوميه ثم بيان المواقف منها بعد الانتهاء منها .
    والشيئ الذي لا يمكن تجاهله في هذه الظروف العصيبه التي تمر بها كوردستان الكبرى ومن مؤامرات المحتلين هو ترك الصراعات الجانبيه والعمل الجاهد بجهود كافة الاطراف والاحزاب ببناء البيت الكوردي بارداة الجميع اذا اردنا حقاً من فرض ارادتنا على الاعداء من دون ذلك لا يمكن مطلقاً ان نخرج من حالة الانشقاق والاختلاف بنتائج تخدم قضيتنا العادلة نتمنى ان تأتي الزيارة بنتائج ايجابيه تخدم قضيتنا العادلة وان الحكم عليها سوف ياتي بعد الانتهاء منها سلباً او ايجاباً .

    خسرو ئاكره يي ......... 29/9/2016
    khasroakreyi@hotmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media