السيناريو الامريكي لمقاضاة السعودية
    الجمعة 30 سبتمبر / أيلول 2016 - 04:58
    عبد المجيد الدجيلي
    قانون «العدالة ضد الإرهاب» الذي سمي قانون «جاستا»، أقره مجلس النواب الأمريكي بالإجماع وأقره مجلس الشيوخ الامريكي كذلك في سابقة تتيح للمحاكم الأمريكية مقاضاة الحكومات والأفراد خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية والتي لها علاقة بالارهاب الذي حدث او يحدث في الولايات المتحدة الامريكية . واذا أقر الرئيس الأمريكي القانون يكون نافذاً او يستعمل حق نقضه ( الفيتو ) وهو ما حصل ، وللمجلسين حق رفض فيتو الرئيس وهو ما حصل فعلاً وأصبح القانون نافذاً وجاهزا للتطبيق اي ان المحاكم الامريكية ستبدأ أولاً بمقاضاة الدول التي لها علاقات بمنفذي هجمات 11 سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة في منهاتن ومقر وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاگون ) والتي اعترف بها بعض من لهم علاقة بمنفذي الهجمات المذكورة اثناء التحقيق معهم . والشكوك محصورة بالسعودية التي دافعت بشكل محموم عن نفسها بالرغم من عدم ذكرها من قبل الرسميين الأمريكيين  ولكن المثل العربي ( يكاد المريب ان يقول خذوني ) ينطبق على من يحكم السعودية من البدو الجهلة المجرمين الذين يتصورون ان كل العالم يمكن شراؤه ببراميل نفطهم ليسكت عن القتل الذي يمارسونه في العراق واليمن وسوريا والبحرين وفي السعودية نفسها خاصة القطيف والأحساء وبعض الدول الافريقية وقبل ذلك أفغانستان والجزائر ، وكانت الشعوب مغلوباً على امرها وليس لها من يسمع صوتها اما لضعف اداء حكوماتها او لضخامة ما تبذله السعودية من رشا  او حكومات استعمارية لها مطامع بنفط  وأسواق  السعودية وبعض دول الخليج  ، فكانوا يغضون الطرف عما ترتكبه السعودية من افعال شنيعة بحق الانسانية ، ولكن بتفاقم جرائم السعودية وبوتائر عالية اصبح السكوت عنها من قبل تلك الدول متعذراً خاصة وان وسائل الاتصال قد توسعت وان اكثر الشعوب قد وعت وأصبحت ثقافة المطالبات والضغط على حكوماتها أوسع واشمل وانضج . لهذا كله ولعدم حاجة أمريكا الملحة للنفط كالسابق لتمكنها من امتلاك النفط الصخري وبكميات كبيرة اضافة الى نفطها الاعتيادي وكعادة الدول الاستعمارية فان أمريكا لا تحمي عملاءها الى الأبد وتتركهم في الوقت المناسب لمصيرهم المحتوم كما تركت الشاه وحسني مبارك . والسيناريو المتوقع هو ادانة السعودية وبعض المتنفذين فيها وفرض تعويضات مالية كبيرة لذوي ضحايا 11 سبتمبر واحتمال حجز الأصول المالية السعودية في أمريكا والدول الأوربية ومنع بيعهم الأسلحة او منعهم من استخدامها وبعد أضعاف وإنهاك السعودية يتم ( وبتأييد أمريكي ) ومن داخل السعودية الانقلاب علي الزمرة الحاكمة باخرى ومن آل سعود أيضاً تتصف بشيء من الاعتدال كما سيدَّعون .

    عبدالمجيد الدجيلي

    amj944@yahoo.se
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media