الغرب وحكومة البحرين الارهابيه
    الأثنين 16 يناير / كانون الثاني 2017 - 19:45
    جابر الشلال الجبوري
    من الأمور الغريبة أن تدافع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عن حكومة البحرين الفاقدة للشرعية ولكلّ معاني الإنسانية، إذ أنّها حكومة دكتاتورية متخلفة وبعيدة كلّ البعد عن مظاهر ومقوّمات الحضارة والتمدّن، وقد أثبتت ذلك من خلال قمعها للشعب البحريني المسالم الذي يطالب بأبسط حقوقه المدنيّة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.بالامس اقدمت عصابة ال عيسى وال خليفه على جريمه جديده حيث تم إعدام ثلاثة من الشباب البحريني المسالم بحجة مقاومة النظام وقتل احد المرتزقة المجرمين الذين يشتركون بقمع الشعب البحريني ،

    أمريكا وبريطانيا يتقولان  زوراً وبهتاناً: إن حكومة البحرين قامت بالعديد من الاصلاحات في مجال حقوق الانسان، ممّا جعل منظمة حقوق الانسان العالميّة تقف مذهولة إزاء مثل هذا التصريح الأمريكي البريطاني الغربي المغالِط، لكون ألغربيون يتحدّثون بعيداً عن الواقع المزري المرّ الذي تعيشه البحرين على كافة الأصعدة، فالاعتقالات مستمرّة بين صفوف السياسيين والناشطين في منظمات المجتمع المدني، حتّى امتلأت بهم السجون والمعتقَلات وكان اخرها الحكم على الشيخ علي سليمان بالسجن لمدة تسع سنوات ، وكذلك أصدرت السلطات القمعيه قرارا بسحب الجنسيه من الشيخ قاسم ، كما تمارس السلطات القمعيّة في البحرين القتل على الهويّة، وتقوم بتجريف وتهديم المنازل والحسينيات والجوامع في تكرارٍ قائم على قدم وساق، والاتهامات جاهزة لكل من يطالب بالحريّة، فيما تجنيس المجرمين والارهابيين مستمرٌّ على حساب السكان الأصليين، فعن أيّ تقدّم يتحدث الغربيون في هذا المجال؟

    إنّ حكومة البحرين الإجراميّة هي عبارة عن عائلة مشبوهة أخلاقياً واجتماعيا وغير شرعيّة قانونيّاً، لكونها فاقدةً لكلّ مقوّمات الحكومة التي تخدم شعبَها وتدافع عن مصالحه، فهي من استقدمت مرتزقة آل سعود في سابقة خطيرة لم تحدث في كلّ أنحاء العالم، فهل هناك حكومة دولة تقوم بالاستعانه بالمرتزقة والارهابيين لقمع شعبها لمجرّد أن يطالبَ بحقِّهِ في الحريّة لاغير؟ وكذلك فإنّ تلك الحكومة هي من تؤوي الارهابيين من فدائيّي المقبور صدام الارهابيين وهي من تقوم بتغيير ديمغرافية البلد على حساب الشعب البحريني، كلّ ذلك وأمريكا والغرب تضفي على حكومة البحرين الشرعيّة وتقوم بدعمها ومساندتها على حساب الشعب البحريني ، وما زيارة رءيسة وزراء بريطانيا الى البحرين وحضورها لمؤتمر القمه الخليجي الا شاهد على الدعم الغربي للارهابيين الدواعش ،

    ترى لماذا يحدث كلّ ذلك؟ ومن هو المسؤول؟ ولماذا تقف أمريكا والغرب مثل هذا الموقف؟ في التحليل التاريخي نجد أنّ تبرير ذلك يأتي من منطق المصالح على حساب الضحايا الذين هم أبناء الشعوب المغلوبة على أمرِها، ولأنّ الحكومات العربية والاسلامية التي تدين بدين الأمويّين فهي حكومات ذليلة وخانعة ومجرمة ممّا يحيلها إلى العمالة لكل مصدر صهيوني، وعلى رأس هذه الحكومات كما أثبتت وقائع الأحداث هي الخليجية بالذات، تلك التي يترأسها حكّام نفضوا أيديهم من كلّ القيم والأخلاق بالضدّ من مصالح شعوبهم، لذلك نجد أن أمريكا والغرب تدافع عنهم بكلّ قوّة إذعاناً لمنطق تغليب المصالح على القيم والأعراف الإنسانيّة، ولو تفحصنا ذلك لوجدنا أنّ دعم أمريكا والغرب لهذه الحكومات يأتي بعد أن تتأكد أمريكا والغربيون  من سقوط تلك العوائل والحكومات الأخلاقي والاجتماعي، وإلّا بأيّ حق يتمّ استقبال ملوك وأمراء الخليج في الدول الغربيه ؟

    فبدلاً من أن تزاح العوائل المتخلفة التي تحكم دول الخليج يُستقبل حكّامها في البيت الأبيض وبريطانيا والدول الغربيه الاخرى ، ومن هنا أليس من العار على أمريكا  والغرب أن تقيم علاقات مع حكومات هذه الدول المتخلفة الداعمة لكل ماهو إرهابي في العالم؟ وفي المقابل ألا يلحق مثل هذا السلوك السياسي العار على الشعب الأمريكي والبريطاني والغربي الذي يدّعي المدنيّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان؟ ثمّ أليس من العار أن تبقى هذه الشعوب صامته على مثل هذه المواقف المخزيه لحكومتها إزاء حقّ الشعوب ضحايا الإرهاب في البحرين واليمن والعراق وسوريا؟ أليس من العار أن تبقى أمريكا والغرب  يخدعون شعوبهم  ويقفون ضدّ الشعوب لحماية الأنظمة المتخلفة باسم المصالح؟

    سيسجّل التأريخ وقفة ألغرب  هذه، الخارجة عن إرادة شعوبها  والانسانيّة، بحمايتهم ودفاعِهم عن الأشرار، وممارسة الدجل والكذب من خلال الدعوة إلى مؤتمرات ضدّ الارهاب ثمّ تدعوا لها الدول الداعمة له في سابقه خطيرة لم تحدث من قبل على مرّ التاريخ، بينما حكمة التأريخ تقضي بأن لابدّ من أن ينزاح كابوس الطغاة عن الشعوب، ومنهم آل خليفة وآل عيسى وآل سعود وآل ثاني وآل نهيان وغيرهم من قتلة أبناء شعوبهم، مثلما يقضي بأن لابدّ من أن تشرق شمس الحريّة رغماً عن كلّ أعداء الشعوب وهذه هي إرادة الحياة ...


    جابرالشلال الجبوري
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media