يَخَافُونَ عَلَى عُرُوشِهِم!
    الأثنين 16 يناير / كانون الثاني 2017 - 20:16
    نزار حيدر
    لِفَضَائِيَّة [اأَلْأَهْوَاز] عِبْرَ خِدْمَةِ [سْكَايْب] لِبَرْنَامَجِ [قَضَايَا وَآرَاء]؛
                   
    ١/ الَّذين احتضَنوا ورعَوا ودعَموا ومكَّنوا الارهاب في العراق، هم أَنفسهم الذين يُعبِّرون اليوم كذِباً ونِفاقاً عن خشيتهِم على العراق ما بعد الارْهابِ.

       إِنّهم يخافونَ على عروشِهم وليس على العراق، لانّهم يعرفونَ جيداً بأَنَّ الارهاب سيجد لنفسهِ مواطِئ قدمٍ وملاذاتٍ جديدةٍ في المنطقة ليستوطنَ فيها بعدَ ان ينهزمَ من الْعِراقِ! وانَّ ممّا لا شكَّ فيك فانَّ دوَل مِحور الارهاب [أَنقرة والرّياض والدّوحة] مرشَّحة لمثلِ هذا الاستيطان، فضلاً عن انَّ تطهير العراق من الارهاب سيعيدهُ الى موقعهِ الإقليمي والدّولي المتميّز، سياسيّاً واقتصاديّاً وفرص استثمار وغير ذلك، وهو ما يراهُ كثيرون بالضّدِّ من مصالحهِم القوميّة! خاصّة وانَّ أَغلبهم يمرّ الآن بأَزماتٍ سياسيّة وإِقتصاديّة عويصة! [داخليّة وإِقليميّة ودوليَّة] ولهذا السّبب فهم لا يُريدون ان يقضي العراق على الارهاب بهذه السُّرعة، فيُحاولونَ إدامة المعركة بشكلٍ من الأشكال لحمايةِ عروشِهم.

       نُبشِّرهم بأَنَّ أَنفاس الارهاب في العراق باتت معدودة جدّاً، ولا مفرَّ من مواجهتهِ في عواصم محور الارهاب قريباً باْذن الله تعالى! او ان يُغيِّروا طريقة تعاملهم مع العراق فيتعاونوا معهُ للقضاءِ على جذرِ الارْهابِ والمُتمثّل بالعقيدة الوهابيّة الفاسدة!.

       ٢/ ولطالما تحجَّج محور الارهاب بذريعة الدّفاع عن المكوّن السُّنّي في العراق ليحتضن ويدعم ويمكِّن الارهاب من العراق، ليتبيّن اليوم وبعد تجربةٍ مُرّةٍ وقاسيةٍ بأَنَّ هذا المكوِّن الذي قالوا أَنّهم يدافعون عنه بالارهاب! هو أَكبر المتضرِّرين وأَكبر الخاسرين مِنْهُ! فالمكوِّن السنّي اليوم وبعد (٣) سنوات من الارهاب، تائهٌ بين أَنهارٍ من الدّم وأَعراضٍ مُنتهكةٍ ومُستباحةٍ ومدُنٍ مدمَّرةٍ وشعبٍ نازحٍ عن مدُنهِ ومهجَّرٍ من أَرضهِ، فما الذي جناهُ هذا المكوِّن من الارهاب الذي مثَّل لهُ الحاضنة الدّافئة ومن القوى الاقليميّة التي دعمتهُ غير الخرابِ والدّمارِ والقتلِ والتشريدِ والاستباحةِ؟!.

       وأقولُ بصراحةٍ، فانَّ هذا المكوِّن سيظلّ الخاسر الأَكبر اذا بقيت عيونهُ متسمرِّة صوبَ عواصم محور الارهاب! فانَّ عليهِ ان ييأسَ منها فلا يتعلّق قلبهُ وأَملهُ ومستقبلهُ لا بسياساتِها ولا بأموالِها ولا بأَجنداتِها! فهي تاخذهُ الى المجهولِ المعلومِ!.

       ٣/ للارهابِ أسبابٌ ومسبِّباتٌ كثيرةٌ، عقديّة وفكريّة وثقافية وأَخلاقيّة وإِجتماعيّة وسياسات حكوميّة فاسدة وفاشلة إِنتهجها [القائد الضّرورة] والعِصابة الحاكمة وغير ذلك، وما السّلاحُ والمالُ والدّعم الإقليمي والدولي الّا أَدوات لتلك الأَسباب والمُسبِّبات!.

       ولذلك فاذا أَردنا ان نبحث عن خياراتِنا ما بعد الارهاب، وهو في الحقيقة خيارٌ واحِدٌ فقط لا غير! فيجب علينا ان نتعامل بجديَّةٍ وتركيزٍ أَكبر وأَوسع مع هذا التّحدّي الوجودي!.

       لا يُمكننا ابداً أَن نجد الحلول الحقيقيّة في النَّدوات والمؤتمرات الإعلاميّة والاستعراضيّة التي لا نسمع فيها غير الشِّعارات الرّنّانة والوعود الانتخابيّة الكاذبة، كالذي شهدتهُ أَمس العاصمة بغداد! فالتَّحدي أَكبر من مؤتمرٍ إِستعراضيٍّ وأَخطر من ندوةٍ إعلاميّةٍ فاشلةٍ!.

       إِنّهُ بحاجةٍ الى ندواتٍ حقيقيّةٍ وورش عمل فعليّة يتمُّ فيها مناقشة الأُمور بجديّة بعيداً عن المُزايدات والمُجاملات، يشترك فيها علماء ومفكّرون ومثقّفون وتربويّون وسياسيّون وقادة رأي وغير ذلك، لمناقشة المنهجيّة التي أَنتجت الارهاب والمنهج الذي خلقهُ والعقيدة التي أَرضعتهُ وربَّتهُ وغذَّتهُ!.

       لا تتكرّر نفس الوجوه المحروقة التي لم تجلِب الخير للبلاد والتي كانت السّبب في كلّ الذي وصل اليهِ العراق وشعبهِ من مآسٍ ودمار!.

       نَحْنُ الْيَوْم أَمامَ خطرٍ عظيمٍ، ولطالما قلتُ وأُكرِّر بأَنَّ الارهابَ مهزومٌ عمّا قريب لا محالة، مهزومٌ عسكريّاً وأمنيّاً، وهذا أَسهل الانجازات، ويبقى السّؤال الملحّ والحقيقي هو؛ كيف نقضي على الارهاب العقيدة والارهاب الفِكر والارهاب العقليّة والارهاب السّياسات الخاطِئة والفاشلة؟! والا فسنستنسِخ الارهاب بأسماءٍ ومسمّياتٍ جديدةٍ كما حصل خلال العقد الأَخير عندما مرّت علينا نسخٌ عديدةٌ وبأسماء مُختلفة، امّا المُحتوى والجوهر فواحدٌ لم يتغيّر!.

       انَّ خطابات الفاسدين والفاشلين بمثل هذه النّدوات والمؤتمرات الاستعراضيّة والتي دعَوا فيها الى تناسي دماءَنا دون دمائهِم لا يعبِّر عن حرصِ ايِّ أحدٍ منهم على البلاد وحاضرها ومستقبلها!.

       إِنَّ تسويةً تتناسى دماء وتتاجر بدماءٍ لهي تسويةٌ فاسدةٌ، عارٌ على أَصحابِها! فدماءُ العراقيّين ليست بضاعةً بأَيديكم أَيّها الفاسدون الفاشلون لتُتاجِروا بها فتُزيدوا أَسهمكُم في سوقِ النّخاسة!. 

       ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧

                           لِلتّواصُل؛

    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

    ‏Face Book: Nazar Haidar

    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

    (804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media