الاسد يقول ان اولوية محادثات استانا حول سوريا هي وقف اطلاق النار
    الخميس 19 يناير / كانون الثاني 2017 - 18:44
    [[article_title_text]]
    دمشق (أ ف ب) - اعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان الاولوية في محادثات استانا المرتقبة الاسبوع المقبل في عاصمة كازاخستان بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة هي لوقف اطلاق النار، بما يتيح لتلك المجموعات تخليها عن اسلحتها والحصول على عفو حكومي.

    وتجري محادثات استانا الاثنين بحضور وفد سياسي سوري وآخر عسكري من الفصائل المعارضة، وهي الاولى التي ستجري برعاية روسية تركية ايرانية بعد استبعاد اي دور لواشنطن، التي ترفض طهران حتى مشاركتها في المؤتمر.

    وتمهيدا لمحادثات استانا، رعت الدول الثلاث في نهاية كانون الاول/ديسمبر اتفاقا شاملا لوقف اطلاق النار في سوريا لا يزال ساريا رغم انتهاكات عدة خصوصا في منطقة وادي بردى قرب دمشق.

    وحول مؤتمر استانا، قال الاسد في مقابلة مع قناة يابانية تبث الجمعة ونشرت صفحة الرئاسة السورية الرسمية على فيسبوك مقتطفات منها "اعتقد انه سيركز في البداية، او سيجعل اولويته، كما نراها، التوصل الى وقف اطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى مختلف المناطق في سوريا".

    واضاف "ليس من الواضح ما اذا كان هذا المؤتمر سيتناول اي حوار سياسي".

    واكد الاسد في المقابلة "حتى الآن، نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".

    واضاف "هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت".

    واعلنت الخارجية الروسية والائتلاف السوري المعارض في وقت سابق ان مؤتمر استانا سيجعل الاولوية "تثبيت وقف اطلاق النار".

    اما تفاصيل العملية السياسية، وفق قيادي في الائتلاف، فمتروكة لمفاوضات جنيف التي تأمل الامم المتحدة استئنافها في الثامن من شباط/فبراير.

    وعبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الخميس عن رغبته في "اعطاء فرصة" لمحادثات استانا مشددا على انها ليست سوى "مرحلة" قبل عملية تتولى الامم المتحدة رعايتها في جنيف الشهر المقبل.

    - الامم المتحدة ستتمثل -

    الى جانب ممثلي الدول الراعية للمحادثات، يشارك المبعوث الاممي الخاص لسوريا ستافان دي مستورا في لقاء استانا.

    وقال المتحدث ستيفان دوجاريك ان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس طلب من دي ميستورا المشاركة في المحادثات "نظرا لتعقيد واهمية القضايا المرجح ان تناقش في استانا".

    وترسل دمشق الى المحادثات وفدا سياسيا رسميا مماثلا للوفد الذي ذهب سابقا الى جنيف، ويترأسه سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، بحسب صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة السورية.

    وتشارك الفصائل المعارضة بدورها عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الاسلام، وهو فصيل نافذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية.

    اما حركة احرار الشام الاسلامية، الاكثر نفوذا بين الفصائل المعارضة، فاعلنت عدم مشاركتها في المؤتمر مؤكدة في الوقت ذاته دعمها للفصائل التي ستحضره.

    وعددت حركة احرار الشام اسباب عدة لرفضها المشاركة بينها "عدم تحقق وقف اطلاق النار" وخصوصا في منطقة وادي بردى.

    - حصار وادي بردى -

    تمكنت قوات النظام السوري وبعد معارك مستمرة منذ شهر من محاصرة منطقة وادي بردى، الخزان الذي يرفد دمشق بالمياه.

    وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "بعد تقدم من الجهة الشمالية الاربعاء، حاصرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها وعلى رأسهم حزب الله اللبناني اليوم منطقة وادي بردى".

    واكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس "حصار منطقة وادي بردى".

    واوضح عبد الرحمن ان "قوات النظام عادة ما تلجأ الى استراتيجية الحصار لتفضي في النهاية الى اتفاقات تسوية مع الفصائل في المناطق المحاصرة، على غرار ما حصل في مناطق عدة قرب دمشق وفي مدينة حلب".

    ورغم اتفاق وقف اطلاق النار الساري في سوريا، لم تتوقف المعارك المستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية في وادي بردى منذ 20 كانون الاول/ديسمبر.

    وتضم منطقة وادي بردى، وخصوصا بلدة عين الفيجة، مصادر المياه الرئيسية التي تزود دمشق بالمياه المنقطعة عن العاصمة بصورة تامة منذ 22 كانون الاول/ديسمبر جراء المعارك.

    واكد المصدر العسكري ان "الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية في مزارع بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى"، مشيرا في الوقت ذاته الى "استمرار المساعي لخروج المسلحين من البلدة دون عمل عسكري لتجنيب منطقة النبع (داخلها) المزيد من الدمار".

    وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الذي تشهده سوريا منذ العام 2011 الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الاطراف المتنازعة. ويعيش مئات الآلاف في مناطق محاصرة في سوريا غالبيتها من قبل قوات النظام.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media