عندما يلاحظ أحدنا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفض - وبقوة - حضور أمريكا في اجتماع "آستانة"، وأنها لم توجه الدعوة لها وتعارض وجودها، الإجتماع المقرر عقده في الثالث والعشرين من الشهر  الحالي بهدف إجراء محادثات السلام فيما يتعلق بالأزمة السورية، لا يسعنا إلا أن نبارك هذا الموقف الإيراني الشهم والخطوة الشجاعة، والذي يعبر عن موقف كل إنسان حر في أمتنا. فأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك رصيداً يعتد به من الانخراط - الغير البريء – في الأزمة السورية، فضلا عن التدخل في شؤوننا - في لبنان- وشؤون البلدان المحيطة بنا، وأنها الداعم للغدة السرطانية النتنة في الشرق الأوسط المسماة "إسرائيل"، فمن المطلوب، وبشكل ملح وحثيث، أن يتوسع هذا القرار الإيراني ويقوم بتبنيه جميع أحرار منطقتنا ويجعلونه شاملاً لجميع الأطر الحياتية والسياسية والعسكرية ومختلف قطاعات الحاجات البشرية. فكم من الجميل أن نرى الدول العربية والإسلامية، والجامعة العربية، تجتمع جميعاً تحت سقفٍ واحد وتعلن بكل عزيمة وإصرار، عن رفضها التدخل الأمريكي بأي شكلٍ من الأشكال في شتى فروع المتابعات الحياتية، وأنها دولة غير مرحب بها في منطقتنا وعليها نسيانها والركود خلف المحيطات بعيداً عن أنظارنا. وهذه الوحدة الإسلامية العربية - المفترضة - فضلاً عن دورها الإستعزالي للولايات المتحدة، ستشكل سلاح المواجهة تجاه أي ضغوط أمريكية - شيطانية - قد تُشَنّ على بلادنا كردة فعل على القرار الإقصائي الذي يرفع الصوت عالياً "الشيطان خارج اللعبة" ولا خبز له في بلادنا بعد اليوم.
"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" .

أبو تراب كرار العاملي