تنصيب دونالد ترامب يُحيي العُقدة الروسيّة!
    الجمعة 20 يناير / كانون الثاني 2017 - 21:38
    رعد الحافظ
    كاتب عراقي مغترب مقيم في السويد
    مقدمة :
    رغم كون أغلب الأخبار التي سمعناها بشأن العلاقة الروسيّة وتأثير الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) شخصيّاً في نتائج الإنتخابات الرئاسيّة الأمريكية الأخيرة لإنتخاب الرئيس الأمريكي رقم 45 ,التي فازَ فيها المليادير الأمريكي دونالد ترامب (تسلسهِ 34 بين أثرياء العالَم) بنتيجة دراماتيكيّة غير متوقعة ومثيرة للجدل لدى الغالبية العظمى من المتابعين داخل وخارج الولايات المتحدة.
    (ملاحظة تفصيليّة عن الأرقام الفعليّة):
    القول الفصل يعود لأصوات المجمّع الإنتخابي وهي 538 صوت!
    يحتاج الفائز بالرئاسة الى 270 صوت على الأقل!
    ترامب حصلَ على  306 صوت ,هيلاري حصلت على 232 صوت!
    إنّما في التصويت الشعبي كانت هيلاري هي الفائزة بفارق قليل (وليس كبير كما يظنّ البعض) فحصلت تقريباً على 59 مليون و 299 ألف صوت ,بينما ترامب حصل على 59 مليون و 135 ألف صوت شعبي!
    الفارق أقل من 164 ألف صوت (أهملتُ الآحاد فقط)/ الرابط الأول!
    أعود للموضوع !
    ورغم ما أثاره الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايتهِ (باراك أوباما) حول هذا الموضوع وفتحهِ تحقيقاً حول سلسلة الهجمات والقرصنة الإلكترونيّة الروسيّة التي إستهدفت الحزب الديمقراطي ومرشحتهِ الوزيرة (هيلاري كلينتون) وبريدها ومراسلاتها.
    رغم كلّ ذلك وغيره كثير أقول : إنّ الروس مازالوا واقعين تحت تأثير صدمة تفكيك الإتحاد السوفتي السابق .فكيف ذلك ؟
    ***
    برنامج روسي !
    برنامج رحلة في الذاكرة / قناة روسيا اليوم (العربيّة)!
    شاهدتُ الإعادة في 20 يناير 2017 (أعادوه بمناسبة تنصيب ترامب)!
    يتحدّث خبير  الـ K.G.B. الروسي السيّد (إيگر پنارم) ليكشف (على حدّ تعبيرهِ) مفهوم التأريخ الوهمي(عكس الحقيقي)!
    هو أحد أقدم المُتخصصين في الحرب النَفسيّة والحرب الهَجينة!
    يحمل شهادة دكتوراه دولة في العلوم السياسيّة ,وشهادة أكاديميّة في العلوم العسكريّة .كان من بين الأوائل في لجنة أمن الدولة في الاتحاد السوفيتي!
    شارك في وضع اُسس الحرب النفسية والتأثير على اللاوعي وحرب المعلومات.ومنذ عام 1991 فهو يعمل في الوكالة الحكوميّة الفيدراليّة للإتصالات والمعلومات لدى الرئاسة الروسّية (مش أّي كلام يعني)!
    مَجال نشاطهِ التحليل الإستراتيجي للمعلومات السريّة وإدارة الإعلام في حالات الأزمات ونمذجة (وضع نماذج) العمليّة الشاملة!
    ألّفَ أكثر من 20 كتاباً جُلّها مُكرس لتحليل التقنيات التي سبق وأن إستعملتها بلدان مختلفة في الدعاية المُعاديّة للسوفيت ,وتستعملها الآن في الدعاية المُعادية لروسيا في إطار ما يُعرَف بالحرب الهَجينة!
    ***
    تساؤلات مقدّم البرنامج خالد الرشد!
    بعد ترحيبه بالضيف قال: سأطرح هذا السؤال لأوّل مرّة!
    بعض الشخصيّات الإستخباريّة الكبيرة التي قابلتها في إطار هذا البرنامج
    أمثال الجنرال (يوري دراسدوف) والجنرال (گنادي زايتسف) مثلاً وأنتَ معهم أيضاً ,تستخدمونَ أساليب خاصة في الكتابة وفي طرح المسائل التأريخيّة ,فأنتم تقومون بذلك بصيغة قريبة جداً من (نظرية المؤامرة)!
    لماذا يعتبر هذا الإسلوب من ميزة رجال الإستخبارات عموماً؟
    بينما كانت باقي التساؤلات تصّب فيما يلي: 
    مَنْ وضعَ اللبنة الأولى للحرب الهَجينة؟
    لماذا أضحت روسيا الإمبراطورية الوحيدة التي تفككت مرّتين خلال قرن واحد؟
    ما طبيعة المعلومات التي نتلّقاها عبر كتب التاريخ ووسائل الإعلام؟
    كيف يختلف "التأريخ الحقيقي" عن "التأريخ الوهمي"؟
    هل ثمّة تشابه في هذا الصدد بين "دبلوماسية العلاقات العامة" و"الدبلوماسية السرية"؟
    الرابط الثاني لمن يشاء متابعة التفاصيل!
    ***
    مقتطفات من إجابات الخبير (إيگر پنارم) !

    يقول :عندما تأخّرَ الإتحاد السوفيتي في مجال الإعلام عن الولايات المتحدة ,خسرَ الحرب العالميّة الإعلاميّة الأولى ,ما أدّى الى تفكيك الإتحاد السوفيتي لاحقاً!
    ثمّ يستشهد بكلام إستخباراتي أمريكي سابق هو (ألان دالاس) ,لكنّه ينقل عن كتاب روسي عنوانه (ليّ ذراع روسيا / كيف طُبّقَ المَبدأ؟)!
    ثمّ يقتبس مقدّم البرنامج شطراً من كتاب ضيفهِ الأخير الذي يقول فيه:
    كمُنظّر للمؤسسة رحتُ أبحث عن وثائق تجيب عن السؤال الأهّم :
    لماذا تفكّكَ الإتحاد السوفيتي؟
    ويجيب :بالتدريج وعبرَ تحليل الوثائق وأوضاع البلد والعالَم توّصلتُ الى إستنتاجٍ مفادهُ أنّ إنهيار الإتحاد السوفيتي كان نتيجةً لحربٍ إعلاميّة نفسيّة سريّة .أيّ (حربٍ هجينة) شُنّت ضدّه وبالتدريج وبشكلٍ مُمنهج!
    ثمّ يضيف:
    روسيا هو البلد الوحيد الذي تفكّكَ مرتين في القرن العشرين!
    وفي تعليقه على ذلك يقول (إيگر پنارم) مايلي:
    لماذا جرى كلّ شيء عندنا وفق سيناريوهات متشابهة؟
    عندما إنهارت روسيا القيصريّة الإمبراطورية الأرثودوكسيّة عام 1917
    ثمّ عندما إنهارت روسيا الشيوعيّة المُختلفة تماماً من الناحية الآيدولوجيّة في عام 1991 ؟
    ألا يُحتَمَل أن تكون القوى المُهَندِسة للإنهيار هي نفسها في الحالتين؟
    ثمّ بعد تحليل طويل (يقول عنه عِلمي) يستنتج أنّ بريطانيا (والماسونيّة) كانت وراء تفكيك روسيا لأوّل مرّة ,بدءً بعام 1914 وإنتهاءً بعام 1917 والقضاء على الإمبراطورية الأرثودوكسيّة الوحيدة في العالَم!
    بينما الولايات المتحدة كانت وراء تفكيك الإتحاد السوفيتي عام 1991 !
    ***
    الخلاصة :
    تحدّث (إيگر پنارم) خلال إجاباته ,عن الماسونيّة و إيفان الرهيب ونقل الذهب من روسيا الى أمريكا بعد الثورة البلشفية .كما تحدّثَ عن ستالين الذي أوقفَ ذلك عندما نفى تروتسكي عام 1929 ,وحلمهِ بروما الثالثة والجواسيس إبّان الحرب العالمية الثانية والنفوذ السوفيتي في أوربا , و(جورج فروست كينن) سفير الولايات المتحدة لدى الإتحاد السوفيتي عقب ح ع 2 ,ومهندس الحرب الباردة ,ومشروع هارفارد ,وتأثير الإعلام الغربي في كسب قلوب الشعب الروسي ,وعشرات العناوين الأخرى!
    بالنسبة لمتابع عادي مثلي سوف يشعر بالتناقضات تنهال عليه من جميع الإتجاهات!
    على الأقل فكرة تفسيخ روسيا عام 1917 عندما كانت الإمبراطوية الأرثودوكسية العظمى في العالم (التي قامت بها بريطانيا والماسونية)
    هي نفسها العمليّة التي أنتجت الإتحاد السوفيتي ذاته!
    المهم عندي في هذه المقابلة التلفازية فكرة (پنارم) التالية:
    غزو الإتحاد السوفيتي لأفغانستان عام 1979 سبق تفكيك الإتحاد السوفيتي بحوالي 12 عام .
    وربّما التدّخل الروسي في سوريا وأوكرانيا ,سوف يسبق تفكيك روسيا من جديد!
    كلّ شيء حسب السيّد (پنارم) ,حتى التأريخ نفسه مؤامرة غربيّة!
    ربّما كثرة عملهِ وتنظيرهِ الإستخباراتي هو المسؤول عن هذه النتيجة!
    لكنّي أتسائل :
    هل الذي يغزو ويقيم الجدار الحديدي ويضعف الإقتصاد ويحرم شعبه من أبسط قواعد الحرية هو المسؤول ,أم مَن يقوم بالتخطيط الرشيد الذكي؟
    ***
    الروابط
    الأول / أرقام الإنتخابات الأمريكية /موقع الديار!
    http://www.addiyar.com/article/1261647
    الثاني /برنامج رجلة في الذاكرة / قناة روسيا اليوم!
    https://ar.rt.com/ie9k

    رعد الحافظ
    20 ناير 2017
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media