الجيل السياسي الجديد..(10) المسؤول المتفاعل..حاجة ماسة
    السبت 21 يناير / كانون الثاني 2017 - 17:20
    أسعد كمال الشبلي
    لعل البعض لا زال معتقدا بالنهج القيادي الخاطئ الذي صنعه النظام الديكتاتوري في العراق حتى أصبح عادة يمارسها كثيرون ممن يتسنمون ادارة مؤسسات سياسية أو منظمات مجتمع مدني، هذا النهج الذي يقوم على الانعزال التام بين الرئيس والمرؤوس لكي يحافظ الرئيس على هيبته واحترامه عند مرؤوسيه لأنهم مجبرين تماما على هذا النهج في ظل سلطة ديكتاتورية شمولية عمادها القوة والجبروت بعيدا عن أدنى اللياقات الادبية والموازين الشرعية والاخلاقية.
    النفس الحاد، احتكار القرار ، عدم تقبل النقد والنصيحة، الاشمئزاز من مخالطة خلايا العمل المؤثرة، تقريب المتزلفين، عدم احتواء المخطئين، الغيرة من الناجح واستبعاده خوفا من أن يبرز أكثر من مسؤوله، صفات تجسدت بشكل فعلي في كثير من خلايا العمل المؤسساتي في العراق على المستويين السياسي والمدني، وهذا هو السبب الرئيس في انعزال الناجحين وأصحاب الخبرة والاختصاص وعدم رغبتهم في العمل مع هكذا نوعيات متخلفة في ادارة العمل المؤسساتي مع ان المؤسسة في أحوج ماتكون لجهود هؤلاء لانهم الرصيد الحقيقي لنجاحها.
    احتكار الفرص والاستحقاقات أو توزيعها على من يرجى منهم منفعة متبادلة، مثلت سمة أخرى أضرت بالعمل المؤسساتي،كذلك حصر الدعم المادي والمعنوي لحلقات تعتمد الوهمية والخداع في العمل لتحقيق المنفعة الشخصية، وفي أيام حصاد ثمار الجهود نرى ساحاتهم خالية من الانتاج، أما المخلصون فاما أن يتركوا العمل أو يبقوا مرغمين للاستمرار خوفا على سمعة وهيبة المؤسسة لكي لا تكون حكرا بيد الانتهازيين في مرحلة ما، وحتى وان انتقدوا وشخصوا الاخطاء ينظر لهم المعنيون كعوامل احباط وتخريب للعمل..!
    المسؤول المرن،المسؤول الاحتوائي، المسؤول المنفتح،المسؤول الشاعر، المسؤول الحساس، المسؤول المندمج، المسؤول العلاقاتي، المسؤول الاجتماعي، حاجة ماسة لتقويم أي عمل مؤسساتي في المرحلة المقبلة، وأما أصحاب العقلية النرجسية، وساكنوا البروج العاجية، وعشاق المتزلفين، فهؤلاء أما أن يندمجوا مع قواعدهم الادارية ويعوا خطورة النهج الذي ينتهجونه، أو يستبعدوا اطلاقا، لمن أراد عملا مؤسساتيا نموذجيا، لان استمرارهم بهذا النهج سيقود الى نهاية المؤسسة بالتقادم، وليعلموا جيدا أن اليوم ليس كالأمس، فالساحة اليوم لمن يتفاعل مع أفراد مؤسسته، هذا هو المحترم والمقبول لديهم فقط.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media