سياسيون يستنكرون تصريحات بارزاني ربط فيها إعلان الانفصال بعودة المالكي.. أسموها دولة رد الفعل الكردية
    الأربعاء 25 يناير / كانون الثاني 2017 - 08:25
    [[article_title_text]]
    السليمانية: عباس كاريزي (الصباح الجديد) - التصريحات التي ادلى بها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على هامش منتدى دافوس وربطه موعد اعلان الدولة الكردية بعودة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الى الحكم في البلاد ولدت استهجاناً واستياءً واسعاً، لدى سياسيين ونخب، الذين اكدوا ان بناء الدولة الكردية لا يتم بردود الفعل والخلافات الشخصية والحزبية.
    سياسيون قالوا ان مسألة الاستفتاء وبناء الدولة الكردية باتت لعبة بيد الاحزاب السياسية، تستعملها متى ما احتاجت لذلك لتمرير صفقات سياسية والحصول على امتيازات ومكاسب حزبية وشخصية.
    ابو بكر كارواني القيادي في الاتحاد الاسلامي اكد في تصريح للصباح الجديد ان حديث بارزاني الذي تشهد تجديد ولايته خلافاً بين القوى السياسية، لاتمثل سياسة موزونة ثابتة لاقليم كردستان.
    وكان رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني قد هدد مجدداً باعلان استقلال الاقليم في حال عودة المالكي الى رئاسة الحكومة الاتحادية في بغداد، وقال في تصريح لجريدة الشرق الاوسط «سأعلن استقلال كردستان في اللحظة التي يتولى فيها المالكي رئاسة الوزراء، وليكن ما يكون ومن دون الرجوع إلى أحد، لا يمكن أن أقبل البقاء في عراق يحكمه المالكي».
    واضاف كارواني ان سياسة بارزاني والحزب الديمقراطي واقليم كردستان لا يمكن بناؤها على ضوء حديث رئيسه، لان تلك التصريحات لاتعبر عن سياسة متزنة للاقليم بقدر ما هي رد فعل من بارزاني، واضاف ان المعطيات على ارض الواقع تبين ان التوجه نحو مسألة الاستفتاء على استقلال الاقليم يحتاج الى مجموعة من العوامل والشروط والتوافقات والاتفاقات وتمهيد الارضية الملائمة، وان ربط هذه المسألة بوصول او عدم وصول شخص بعينه الى سدة الحكم في العراق، لا يعكس تفكيراً سديداً لدى بارزاني ولا ارادة حزبه.
    الى ذلك وصف رئيس كتلة حركة التغيير في مجلس النواب العراقي كاوة محمد تصريحات بارزاني بانها الاسوأ ولكنها الاصدق، حول شكل ونوع الدولة الكردية التي يعتزم بناءها.
    محمد عد في مقال بعنوان (بارزاني ودولة رد الفعل) كلام بارزاني بانها اجابة غير سياسية ولاتعكس تقديراً لدى شخص قضى اغلب عمره في العمل السياسي بكنف عائلة سياسة كبيرة، وانما هي اجابة لسياسي حديث النشأة تتحكم اهواؤه ومزاجه الشخصي ووضعه السايكولوجي بكلامة وقرارته.
    واضاف محمد ان تصريحات بارزاني تثبت انه يأخذ الخلافات السياسية بمنحى شخصي ويصدر قراراته على هذا الاساس، وليس على اساس مصالح المواطنين والمعطيات السياسية.
    واشار محمد الى ان مسألة الدولة الكردية التي تعد املا وهدفاً لدى ملايين الكرد، ليست مشروعاً يخطط له بارزاني وانما هي رد فعل يعتمد على الاحداث والتطورات السياسية اليومية، لذا فأننا نرى بأن رفع شعار الاستقلال عند الحاجة وليس مبدءاً وغاية، مضيفاً ان قول بارزاني بان سيعلن الاستقلال من دون العودة الى أي شخص اصدق كلمة يقولها، لانه ليس فقط في القرارات السياسية الاعتيادية وانما في مسألة اعلان الدولة ايضاً لا يعير اهتماماً لأي شخص او جهة او مؤسسة رسمية في الاقليم.
    بدوره عد العضو السابق في برلمان الاقليم القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عبد السلام برواري تصريحات بارزاني لجريدة الشرق الاوسط انها تذكره بالمواقف ذاتها التي اتخذها الملا مصطفى بارزاني في ستينيات القرن الماضي، عندما سأله احد الصحفيين (لقد حاربتم اغلب الحكومات العراقية في بغداد ما الذي تريدونه بالتحديد) فأجابه بارزاني وفقاً لعبد السلام برواري ( اريد ان اعيش في عراق لايحق لاحد فيه ان يقول قررنا) وكان يقصد هنا عراق بعيد عن التفرد والهيمنة.
    واوضح برواري ان موقف رئيس الاقليم مسعود بارزاني من عودة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ،هو امتداد لسياسية سلفه البارزاني الاب المناوئة لعودة أي نوع من التفرد والقهر والدكتاتورية.
    وكان عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني سعدي احمد بيرة قد اعلن ان الاجتماع المرتقب بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، سيحسم مسألة تشكيل وفد لزيارة العاصمة الاتحادية بغداد.
    بيره اوضح ان الاتحاد الوطني والديمقراطي سيحسمان في الاجتماع المقبل لهما، مسألة تشكيل وفد لزيارة بغداد لبحث موضوع الاستقلال والمادة 140 من الدستور العراقي.
    واضاف بيره، بعد اقرار تشكيل وفد، سيتم التواصل مع الاحزاب والاطراف السياسية الكردستانية الاخرى، لتسمية ممثليها ضمن الوفد.
    واوضح بيره، ان زيارة الوفد الكردي الى بغداد، ستكون للقاء المسؤولين العراقيين وبحث مسألة تنفيذ المادة 140 من الدستور، واجراء الاستفتاء على الاستقلال في اقليم كردستان، مشدداً على ضرورة ان يكون الوفد مؤلفاً من جميع الاطراف والكتل والمكونات في اقليم كردستان، وان يمتلك صلاحيات كاملة للحوار مع كبار المسؤولين في بغداد بشأن المسائل العالقة وشكل ونوع العلاقة بين بغداد واربيل.

    رابط ذو صلة
    بارزاني: وضع العرب السنة صعب جدًا ومشكلتهم غياب المرجعية الدينية والسياسية
    سأعلن استقلال كردستان إذا عاد المالكي للحكم
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media