الكونفدرالية مصطلح رديف للانفصال ...وهي فكرة يتبناها الانفصاليون ... تحت ظروف مصيرية!!!
    الخميس 12 أكتوبر / تشرين الأول 2017 - 20:27
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    الخائن مسعود برزاني عميل المخابرات الاسرائيلية يحاول تدمير عراقنا الغالي بسبب انه لا يؤمن بالعراق ويعيش بكراهية له حتى أثبت انه لا يؤمن بشيئ حتى بشعبه. فما حدث في شمال العراق من عمران كان بسبب حصة الموازنة الاتحادية الضخمة والمساعدات والمنح التي خصصتها الحكومة الاتحادية للاقليم، لكن السيد مسعود تمادى في فساده وغيه مع جوقته العائلية وعشيرته حتى فاحت "الجيفة" وازكمت انوف العراقيين والمنطقة، عندها سارع السيد مسعود البرزاني الى محاولة ضرب اركان العراق من خلال ما يحمله من ضغائن وسوداوية وحسد في اعلان استفتاءه الفاشل. 
    ما يحدث اليوم هو اخر روايات الزمن المبتذل الذي لا يبالي فيه البعض من الحاقدين المفلسين من مغامرات لا يدركون ابعاد نتائجها ، فالاوضاع التخريبية التي يحاول ان يجعلها رئيس الاقليم الامي والمنتهية ولايته كحقيقة رغم انوف الجميع ، نجدها تلقى انسجاما مع البعض من الفاشلين السياسيين ، ممن جائت بهم اقدار الفساد والمحاصصات وظروف الحياة التائهة في عمق عنف رهيب ساد عراقنا ولسنوات قليلة ماضية ، انتجت تأثيرات عاصفة في عدم استقرار العراق وسمحت لتدخلات خارجية للتحكم بالقرار العراقي بحجج "تهميش السنة" "وحقوق الانسان"، مع ان هذا الانسان الذي يدعون وجوب حماية حقوقه كان من بين هؤلاء الذين وقفوا في ساحات المذلة والهوان لنصرة داعش وممن اولتهم السلطات العراقية وللاسف الثقة وجعلت منهم "اسيادا" لعراقنا الذي نجده منتصر من جانب ، وذبيح من جانب اخر. 
    هؤلاء الفاشلون هم وحدهم الذين يطرحون اليوم قضية الكونفدرالية لاقليم شمال العراق، وهم يعلمون جيدا ان الكونفدرالية فيما اذا اريد لها ان تصبح حقيقة في العراق ، فانما ذلك يعني منح اقليم شمال العراق اعترافا رسميا به "كدولة" اخرى في العراق وعليها بعض المسؤوليات المشتركة تجاه الحكومة العراقية، ولهذا السبب ، نجد ان السياسيين الكرد قد استحبوا الفكرة . فالفيدرالية ستتم تحت شهادة وثائق الامم المتحدة وسلطاتها الرسمية. ألامر الذي سيسهل انفصال اقليم شمال العراق أقرب مما نتوقع وبشكل رسمي وبلا منازعات ، وبذلك ستتحقق امنية مسعود برزاني . 
    بعضا من هؤلاء السياسيين اللؤماء الحاقدون ، ممن اعتقدوا انفسهم "عباقرة زمانهم" ، لم نجد فيهم خيرا لشعبنا سوى تهافتهم على التنافس فيما بينهم من اجل "زعامات" تأتي من خلال مبادرات تتسم باللاشرعية وضياع العقلانية وفساد الضمائر، حيث يتبناها هؤلاء بسبب انهم فقط في مواقع كبيرة في السلطة ، لكنهم لا يستحقونها ولا يشرفونها بنظر شعبنا .  هؤلاء ربما (كبار) في مواقعهم ، لكنهم (صغار) في نفوسهم وفي اهدافهم السياسية التي لا تريد بعراقنا خيرا. فقد برهنوا خلال مسيرة الاربعة عشرسنة  الماضية ومن خلال مواقفهم المعادية والمتناقضة مع كل مفاهيم الوطنية والوطنيات ، الى درجة ان شعبنا قد وصل به القرف والغثيان من سياساتهم بمكيالين من تزلف ومداهنات للانظمة الخارجية حدا جعلهم بعيدون عن ثقة شعبنا مهما بلغت درجة تقواه المعلنة. 
    كل ذلك فقط هو قدر العراق ان لا نجد في وطننا الغالي من بين هؤلاء السياسيين الكبار في السلطة إلا "من وقد اعترف بنفسه امام التلفزيون مفتخرا انه كان "عميلا" لاربعة عشر دولة"!! أومن سني طائفي متطرف ، أو خائن يعيش على احلام بلهاء ظانا أنه سيأتي يوما ما سيتم فيه "ضم" الموصل الى تركيا وهو يسعى من اجل ذلك...!!! إذ لم ينسى شعبنا تصريحات هذا الرجل المسؤول الحكومي من وقت قريب ، حينما كان ابطالنا العراقيون من القوات المسلحة والشرطة والحشد الشعبي يخوضون معارك التحرير والشرف في الموصل ضد قذارات داعش ونجاسته ، وجدنا هذا السياسي "المسكين" يصرح  وهو يستشيط غيضا وغضبا بسبب الانتصارات الكبرى النتحققة: (يجب عدم السماح لدخول الحشد الشعبي لتحرير الموصل" "أوأن الموصل يجب ان يحكمها ويديرها اهلها"!!! ...لماذا ...؟ لان هذا "السياسي" المجبول على الخيانة ، هو في حقيقته سليل لعائلة الخيانة ، وهو لا يوال يطمح ان تبقى الموصل في انتظار اوردغان ليقوم بضمها الى تركيا !!!!  فهل بهذه التوجهات المريضة يتم التعبير عن الديمقراطية بينما يبقى هذا المسؤول وغيره ممن تم ذكرهم اعلاه ، يجاهرون في ولائاتهم لانظمة السعودية وتركيا وقطر ؟؟؟
     لقد تحرك هؤلاء "الفرسان" الثلاثة ، فوجدناهم يذهبون وبدون تكليف من أي احد اوجهة من السلطات الثلاث ، للقاء وتوجيه مسعود برزاني لشد أزره ، فيقترحون عليه فكرة الكونفدرالية !! فهم كانوا دائما ولا يزالون "الاصدقاء" الاوفياء لمسعود بسبب انه يشاطرهم مقدار حقدهم على عراقنا "فشبيه الشيئ منجذب اليه".  فهم لا يبالون في استثارة استياء وغضب الجماهير العراقية ، من خلال مباركة مسعود برزاني في محاولاته لنسف وحدة عراقنا وابداء النصح له لاستعادته شرعيته على الشعب الكردي بعد ان امسى هذا الرجل اكثر العراقيين جحودا وخذلانا للاكراد. ولكن تصدي الدستور من خلال القرارات الشجاعة للبرلمان العراقي وتبنيها من قبل الدكتور العبادي بجسارة وعدم تهيب ، اثلجت قلوب العراقيين ، فكانت هي الرد الحاسم على طغيان البرزاني ووقفه عند حدوده. فها هم السياسيون الاكراد اليوم يتراجعون مطالبين الحوار مع الحكومة الاتحادية التي جاء قرارها الحاسم ان لا محادثات ولا حوارات إلا من بعد شرط الغاء الاستفتاء. 
    ليس في صدورنا ضغينة شخصية ضد هؤلاء ، فنحن ولله الحمد (لا عرفة ولا ولفة) كما يقول المثل العراقي ، لا معهم ولا مع غيرهم ، ولكننا هنا نتحدث عن الخيانات لعراقيين يتربعون على اعلى المناصب لكنهم يجاهرون بمواقفهم الخيانية . ونحن هنا نتحدث ايضا عن النذالات والخبث واللؤم والكيدية ، فمن اجل بقاء هؤلاء وغيرهم، هل يصح ان يفدي ابطالنا الميامين ارواحهم ...!! فوا أسفاه.... على عراقنا الحر العتيد الذي يحكمه شرذمة من هؤلاء. 
    لقد نجح الرئيس المنتهية ولايته ، السيد مسعود برزاني في ايهام الشعب الكردي ، ان الانفصال سوف ييسر لهم واقع حياة جديدة من السعادة والرفاه عند انفصالهم عن العراق!! ولكن الاخوة الكرد وللاسف الشديد ، لم يسألوا انفسهم كيف يمكن لهم ان يصبحوا اكثر سعادة مما هم عليه الان بينما هم يعيشون في فقر وبؤس بعد استإثار السيد مسعود برزاني بالاموال الطائلة في بيعه نفط كركوك؟ اليس الاجدر بهم أن يتوجهوا بسؤال رئيسهم "النزيه" ، "اين اصبحت عائدات النفط وغيرها؟"  
     ان مسعود برزاني وهو يلفظ انفاسه الاخيرة كطاغية وكلص ، بعد ان استولى على عائدات النفط لحسابه وحساب عائلته, هاهو يفشل في مغامرته السياسية التي يحاول فيها خلق مشكلة كبرى لعراقنا ، فقد عاد منهزما امام شعبنا والعالم ، ولكن ، يبقى البعض من الحاقدين ممن يسمون انفسهم يالسياسيين والذين لا تربطهم روابط حقيقية مع هذا الوطن العزيز، يحاولون لعب ادوار في التعاطف مع الرئيس بلا رئاسة . فنجدهم يسارعون الى مبادرات شخصية ليست حبا بالوطن ، ولكن تعاطفا مع ما وصل اليه "صديقهم" المقهور السيد مسعود من حال يرثى له. وكذلك ، في محاولاتهم خروجهم على الارادة العراقية وعلى القرارات السديدة لحكومة الدكتور العبادي واعضاء البرلمان بعد ان وضعوا الاسس العريضة والحاسمة لمواجهة احلام مسعود برزاني الطوباوية.  
    أن هذه السياسة التي تم اتباعها مع هذه الفئة من الحاقدين على العراق والذين يتمنون فناءه ، يجب التعامل معهم بنفس مستوى احقادهم . فمن خلال منحهم مواقع كبيرة في السلطة كنواب لرئيس الجمهورية او رئاسة البرلمان، ليس لأنهم "عباقرة" ، ولكن ربما كان فقط من اجل قيام السلطة ببعض التوازنات الطائفية. لكن السؤال ، هو هل ان ليس في العراق من خيرين غيرهم؟ فها قد تكشفت نواياهم بعد زياراتهم للبرزاني والتي اعقبتها المنادات بالكونفدرالية. فهم في وجودهم الضار وغير المجدي يخلقون ازمات جديدة. انهم ينتهجون منهجا لوسائل سلبية ويعتقدون انهم قادرون على استغفال شعبنا ، ولكن الحقيقة تؤكد على ان هؤلاء وغيرهم انما يفعلون ذلك واكثر ، بسبب انهم ناجون من كل عقاب. 

    حماك الله يا عراقنا السامق...
    10-12-2017
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media