أَلرَّئِيس أَلمَهْزُوم!
    الأحد 15 أكتوبر / تشرين الأول 2017 - 03:47
    نزار حيدر
        لِقنواتِ [الكوثر] و [أَلأَهواز] الفَضائِيَّتَين ولإذاعةِ [طَهران]؛
                               
       ١/ في ثاني أَعظم هزيمة مدوِّية في تاريخ الحَرْبِ الشَّعواء التي تشنُّها واشنطن ضد الجمهوريَّة الاسلاميَّة في إِيران والتي استمرَّت لحدِّ الآن قُرابة أَربعة عقودٍ كاملةٍ! رفعَ الرَّئيس ترامْب الرَّاية البيضاء وتراجع عن كلِّ تهديداتهِ وعنتريَّاتهِ وبهلوانيَّاتهِ التي ظلَّ يُطلقها خلال الأَيام الأَخيرة الماضية!.
       هذه الهزيمة الاستثنائيَّة أَعادت إِلى الأَذهان هزيمة الرَّئيس كارتر في صحراء طبس في محافظة خُراسان الإيرانيَّة عندما أَرسل طائراتهِ إِلى هناك لإنقاذِ الرَّهائن الأَميركان في سفارةِ بلادهِ في طهران! ليُعيدهُم أَجساداً مُتفحِّمةً ونُعوشاً خاويةً!.
       ٢/ لقد أَرادَ الرَّئيس ترامْب أَن يُضعف الموقف السِّياسي والديبلوماسي لطهران ويُزعزع ثقة الرَّأي العام بسياساتِها وتوجُّهاتِها! إِلّا أَنَّهُ وكالعادةِ وبسببِ غبائهِ وحماقاتهِ التي لا تنتهي قوَّى موقفِها فلقد رأَينا بالأَمسِ كيفَ أَنَّ العالَم وقفَ إِلى جانبِ طهران يُدافعُ عن الاتِّفاق النَّووي بِمَن فيهم أَقرب حُلفاء واشنطن مثل بريطانيا وفرنسا وأَلمانيا!.
       ٣/ ولو كانَ ترامْب قد إِرتكب حماقتهُ فتبنَّى قرارهُ المُفترض بإلغاء الاتِّفاق النَّووي لكان قد قدَّم خدمةً عظيمةً لمُعسكر روسيا - الصين الذي يتشكَّل بشَكلٍ سريعٍ جدّاً في مواجهةِ أُحاديَّة القُطب في العالَم! والذي يصبُّ في صالحِ طهران ومحورِها في المِنطقة!. 
       ٤/ إِنَّ هزيمتهُ أَثبتت صِحَّة أَلموقف الإيراني وخطأ موقفهُ في كلِّ القضايا التي ذكرها في خطابهِ يومَ أَمس! والذي كانَ وهمٌ كُلُّهُ!.
       ولو حلَّلناهُ لتبيَّنَ لنا أَنَّهُ [زعلان] على الجمهوريَّة الاسلاميَّة لأَنَّها كسبت كلَّ الجَولات في كلِّ الملفَّات السَّاخنة منها، والتي أَشار إِليها الرَّئيس ترامْب في خطابهِ أَمس، الملفِّ السُّوري! فلقد أَفشلت طهران كلَّ خُططهِ حتَّى باتَ البيتُ الأَبيض لا يعرِف ما الذي عليهِ فعلهُ إِزاء هذا الملفِّ! ليسَ من أَجْلِ كسب الجولةِ أَبداً وإِنَّما للانسحابِ مِنْهُ بأَقلِّ الخسائِرِ!.
       كما أَنَّ أَثر نجاحات طهران السِّياسيَّة والديبلوماسيَّة في المعركةِ المفروضةِ عليها في المنطقةِ ومنها اليمن وكذلك مع نِظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة كان حاضراً في خطابِ الرَّئيس! حتَّى أَنَّهُ كذبَ عندما قال بأَنَّهُ سيبحث عن شراكات أَقوى في المِنطقة لمواجهةِ طهران! إِذ أَنَّهُ يعرف جيِّداً قبل غيرهِ بأَنَّهُ لم يدَّخر وِسعاً لبناءِ مثل هذه الشَّراكات لهذا الغرضِ إِلّا أَنَّها مُنيَت جميعَها بالفشلِ!.
       ٥/ لقد كانَ الرَّئيس ترامْب يومَ أَمس أَمامَ خَيارَين فامَّا أَن يُعلن عن قرارهِ المتعلِّق بإلغاء الاتِّفاق النَّووي وإِدراج حرس الثَّورة الاسلاميَّة كمنَّظمة إِرهابيَّة فيُجازف بوحدةِ إِدارتهِ بعد أَن هدَّدهُ إِثنان من أَهمِّ أَعضائِها بالاستقالةِ وهُما وزيرا الدِّفاع والخارجيَّة! وبين أَن يحمي إِدارتهُ من أَن ينفرطَ عقدها ويتراجعَ عن عنتريَّاتهِ! فاختارَ الطَّريق الثَّاني!.
       كما أَنَّهُ كانَ بين خيارَين فامَّا قرارهُ مُقابل أَن يخسرَ حُلفاءهُ الدَّوليِّين الذين كان لهم موقفٌ صارمٌ بهذا الخُصوص! أَو أَن يتراجعَ ويحمي مصداقيَّتهُ لدى حلفائهِ! فآثر الموقف الثَّاني!.
       ٦/ لقد نجحَت طهران يوم أَمس في توسيعِ الهُوَّة بَيْنَ واشنطن وحلفائِها الدَّوليِّين كنتيجةٍ لسياساتِها الحكيمة! بعد أَن كانت قد نجحَت مِن قبلُ في شقِّ الصفِّ في واشنطن نفسَها!.
       ٧/ وأَخيراً؛ فانَّ كلَّ الذي يفعلهُ الرَّئيس ترامْب هو لابتزازِ الرِّياض وتجفيف ضرع البقرة الحَلوب قبل ذبحِها! فهو غير جِدِّي بكلِّ عنتريَّاتهِ وتهديداتهِ البهلوانيَّة! ولذلك فهو مُلتزم بسياسة حافَّة الهاوية بشَكلٍ كاملٍ وبحذافيرِها! فتصعيدهُ تحت السَّيطرة وتهديداتهُ كذلك مُسَيطرٌ عليها لا يتجاوزها إِلى الأَفعال!.
       هذه المرَّة أَتمنَّى على كلِّ مَن يعوِّل عليهِ في المنطقة للدِّفاع عنهُ وحمايتهُ من أَعداء وهميِّين! أَن يفهم الرِّسالة فلقد كانت واضحةً جدّاً هذه المرَّة!.
       أَعرف أَنَّ الرِّياض [إِنجلطَت] أَمس وهي تتفرَّج على هزيمتهِ المدوِّية! فهل تيقَّنت بأَنَّ ترامْب لن ينفعها قيدَ أَنمُلة؟! فهو سيبيعها بقِطميرٍ عندما يحينُ الوقت لحمايةِ مصالحهِ القوميَّة!.
       لن ينفعكُم إِلّا علاقاتكُم الحَسنة مع شعوبِكم ومع بعضِكم البعض! فلقد شاءَ القدَرُ أَن تكونوا جيراناً في هذهِ المنطقة لا يُمكن لأَحدِكم أَن يرحلَ عنها ببلادهِ!.
       ليسَ بوسعِ ترامْب أَن يهبط عليكُم بالأَمن! فَمَن لم يصنع السَّلام بنفسهِ فليسَ بوِسعِ أَحدٌ أَن يصدِّرهُ لَهُ مُعلَّباً عِبر المُحيطات!. 
       فهلْ مِن مُعتبِر؟!.  
       ١٤ تشرينِ أَلأَوَّل ٢٠١٧
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
    (804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media