كردستان ليست إسرائيل جديدة بل فلسطين جديدة؟
    الأحد 15 أكتوبر / تشرين الأول 2017 - 23:42
    صائب خليل
    هكذا كتب الروائي اللبناني "الياس خوري” على اية حال...
    نشكر الروائي الكبير على توعيتنا، فيبدو ان ما نعرفه عن "ازمة الشرق الأوسط" مقلوب كله على راسه. 
    فكما يبدو أن "الفلسطينيين" هم من احتلوا الأراضي الإسرائيلية واحرقوا القرى الإسرائيلية واصدرت منظمات حقوق الإنسان بياناتها الموثقة بالصور الفضائية تدينهم. 
    ويبدو أنهم يقومون منذ 14 عاماً بتهجير اليهود من قراهم في عملية تعريب شاملة وكنا نتصور ان العكس هو ما يحدث.
    وهم من احتل الأراضي من كل المحافظات التي تحيط بهم في اسرائيل واختاروا منها تلك الغنية بالثروات، ثم أعلنوا الحدود الجديدة بأنها "حدود رسمت بالدم" ولا تراجع عنها!
    وهم من استولى على أسلحة الجيش الإسرائيلي بالقوة أكثر من مرة بمساعدة داعش، ولم تجرؤ حكومة إسرائيل ان تفتح فمها بكلمة لمطالبتهم لا بالأرض ولا بالأسلحة. 
    ويبدو أن الفلسطينيين هم من يملك علاقات مميزة مع اللوبي الإسرائيلي في اميركا ويقوم بالتنسيق معها ضد حكومة إسرائيل. 
    ونسق الفلسطينيون كذلك مع برنارد ليفي الذي كان الأشد حماساً لإعلان استقلال فلسطين عن إسرائيل، كما يبدو. 
    والفلسطينيين على ما يبدو يمنعون الجيش الإسرائيلي من دخول ارضهم وطرقهم، وحتى المواطنين الإسرائيليين لا يدخلون إلا بتزكية من "فلسطيني" 
    ويحصل الفلسطيني على ما يبدو، على ضعف ما يحصل عليه الإسرائيلي من موازنة اسرائيل 
    وهم من استولى على حقول نفط جيرانهم وقاموا بتوقيع الاتفاقيات التجارية المباشرة واتفاقيات التسلح المباشرة مع الخارج وخاصة مع أعداء إسرائيل ويصدرون لهؤلاء ثلاثة ارباع نفطها وإسرائيل ساكتة وارضية. 
    وكانت لهم كما يبدو في كل عملية تشكيل حكومة في إسرائيل غنيمة جديدة، فهي لا تتم إلا بدعمهم، فهم بيضة القبان في تشكيل الحكومات الاسرائيلية ويحصلون دائما على وزارات خطيرة الأهمية فيها. 
    وكل تصويت على ميزانية "أزمة" تنتهي بابتزاز اضافي لهم، وقد احتلوا مداخل إسرائيل واستولوا على الكمارك التي تدخل اليها عنوة، وأن مدنهم هي الأرقى في اسرائيل وتجارتهم هي الاكبر وشركاتهم تسيطر على البنوك والاتصالات.. 
    لم يكن لدي أي علم ان رئيس اركان الجيش الإسرائيلي فلسطيني وأنه ينعم بميزات هائلة رغم عدم اهليته للمنصب وانه شارك في احتلال داعش لأحدى مدن اسرائيل، ويستلم رواتبه وحرسه الكامل وهو جالس في بيته في فلسطين.
    ولم نكن نعلم ابداً أن كل رئيس لإسرائيل منذ 14 عاماً كان فلسطينيا، وأنه كان ومازال يختار المرشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية كما يشاء، حتى إن لم يكن قد فاز بأية اصوات ولم يرشحه حزبه! 
    ..
    يبدو اننا كنا في وهم عظيم في تصورنا للعلاقة بين الفلسطينيين وإسرائيل... عندما يستخدم "المثقف" ثقافته بلا أي أثر لضمير يسأله عن الحقائق، ليجعل من نفسه أضحوكة... وليس الياس خوري وحيدا في هذا. 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media