لماذا انقلب الشيعة على الكرد؟
    الجمعة 20 أكتوبر / تشرين الأول 2017 - 04:32
    علي مارد الأسدي
    لم يعش الكرد في نعمة ورفاهية ودلال في الشرق الاوسط وعلى طول تأريخهم كما عاشوا في عهد (حكم) شيعة العراق بعد سقوط نظام صدام.

    اربعة عشر عاما كان الشيعة يقدمون مصلحة الاقليم الكردي على مصالحهم ، فمنحوهم في الدستور امتيازات لم يكونوا يحلمون بها ، وجعلوا منهم اعتباريا وسياسيا واداريا مكونا رئيسا في العراق وسلموهم في سابقة لم تحدث ابدا رئاسة العراق رغم ان نسبتهم لا تتجاوز 12% من العراقيين ، وبالغوا في دلالهم لدرجة ضمنوا لهم حصة في الموازنة تفوق نسبتهم السكانية ، وسكتوا عن طيب خاطر على تجاوزهم واحتلالهم وبسط نفوذهم على اراض تفوق بمساحتها مدن الاقليم مجتمعة ، لكن وكما يقول الشاعر :
    إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ , وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا

    حيث كانت نتيجة هذا الدلال هو ايواء ودعم الارهابيين الذين يقتلون شيعة العراق ، وجعل الاقليم قاعدة ومنطلقا للتآمر على بغداد ، وتحولت اربيل لاكبر بؤرة تجسسية لمخابرات الدول المعادية للعراق ، ولينتهي الوضع بما شهدناه من سقوط محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار واجزاء من محافظة كركوك بيد تنظيم داعش بينما تولت البيشمركة التي كانت تقف متفرجة واحيانا مساهمة وبأوامر من ساسة الاقليم مهمة سرقة وتسليب اسلحة ومعدات ابن الجنوب الذي وجد نفسه مرة اخرى وحيدا فريدا يتلقى رصاصات العدو من الامام وطعنات من كان يظنه صديقا من الخلف.

    وفي الواقع..كل ذلك ظل دينا مؤجلا في رقاب هؤلاء الذين خانوا شيعة العراق وهذا هو السبب الحقيقي الذي جعل الشيعة يتوحدون اليوم كما لم يتوحدوا من قبل لمواجهة وايقاف وانهاء اطماع ودلال (حليفهم الاستراتيجي) ناكر الجميل.

    علي مارد الاسدي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media