الحكومة الإسبانية تعلن عن انتخابات محلية في إقليم كاتالونيا خلال ستة أشهر
    السبت 21 أكتوبر / تشرين الأول 2017 - 18:53
    [[article_title_text]]
    رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي
    مدريد (فرانس24/أ ف ب) - أعلن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، السبت، عقب اجتماع للحكومة المركزية في مدريد، أنه سيتم تعليق مهام حكومة إقليم كاتالونيا. ودعا لإجراء انتخابات محلية في الإقليم خلال ستة أشهر. وينتظر أن يقر مجلس الشيوخ الإسباني هذه الإجراءات في تصويت مقرر في 27 أكتوبر.

    طلب رئيس الحكومة الإسبانية المحافظ ماريانو راخوي السبت، من مجلس الشيوخ تعليق مهام حكومة إقليم كاتالونيا. ودعا إلى انتخابات جديدة من أجل منع انفصال المنطقة.

    وبعد اجتماع استثنائي للحكومة الإسبانية، قال راخوي الذي يتمتع حزبه بأغلبية مطلقة في مجلس الشيوخ، إن حكومة كاتالونيا لم تترك لمدريد خيارا آخر. مضيفا أن حكومته "أجبرت على تطبيق المادة 155 من الدستور. هذه لم تكن رغبتنا ولا نيتنا".


    وقال راخوي إن حكومته اتخذت هذا القرار غير المسبوق لإعادة القانون والتأكد من حيادية المؤسسات الإقليمية وضمان توفير الخدمات العامة والأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على الحقوق المدنية لكل المواطنين.

    ويتعين الآن أن يقر مجلس الشيوخ الإسباني هذه الإجراءات في تصويت مقرر في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

    واستنادا إلى المادة 155 في الدستور التي لم تستخدم من قبل، طلب رئيس الحكومة المحافظ من مجلس الشيوخ منحه صلاحية حل برلمان كاتالونيا "للدعوة إلى انتخابات خلال مدة أقصاها ستة أشهر".

    كما طلب إقالة الحكومة الكاتالونية التي يرأسها كارلس بيغديمونت كاملة، على أن تمارس "مهامها من حيث المبدأ الوزارات (الوطنية) طوال المدة التي سيدوم فيها هذا الوضع الاستثنائي".

    لكنه سارع إلى التأكيد على "عدم تعليق الاستقلالية ولا الحكم الذاتي" للإقليم، محاولا طمأنة الكاتالونيين المتمسكين باستقلاليتهم المكتسبة بعد نهاية ديكتاتورية فرانشيسكو فرنكو في 1975.

    وأشار إلى أن الهدف يقتصر على إقالة "الأشخاص الذين دفعوا بهذه الحكومة إلى مخالفة القانون" بالدفع إلى إقرار قوانين مخالفة للدستور الإسباني، ووضع الحكم الذاتي الكاتالوني بحسبه.
    ويتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ، حيث يملك حزب راخوي الأكثرية، قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر على الإجراءات التي طلبها راخوي، خصوصا بعد حصوله على دعم الحزب الاشتراكي، التشكيل الرئيسي للمعارضة، ودعم وسطيي كيودادانوس.

    ويؤكد راخوي أنه يسعى إلى إعادة كاتالونيا إلى سكة القانون وإعادة بناء التعايش في مجتمع مزقته مسألة الاستقلال والحفاظ على مسار النهوض الاقتصادي في إحدى المناطق الأكثر ثراء في إسبانيا.

    تعبئة شعبية واسعة؟

    أعلن متحدث باسم حكومة كاتالونيا أن رئيسها كارلس بيغديمونت سيلقي خطابا عند الساعة 21,00 (19,00 ت غ) السبت.
    ردود الفعل على قرارات حكومة مدريد

    وسط تصعيد التوتر، يستعد مؤيدو الاستقلال للتظاهر في برشلونة في الساعة 17,00 (15,00 ت غ) السبت للمطالبة بإطلاق سراح اثنين من قياديي الدعوة للاستقلال المسجونين منذ الاثنين بتهمة العصيان.

    وتصاعدت احتمالات التعبئة الشعبية والواسعة بعد الإعلان عن إطلاق إجراءات إقالة الحكومة الإقليمية الحاكمة منذ 2016.

    وأضاف راخوي "كل شيء سيعود إلى انتظامه المعهود، من دون مزيد من الإساءة إلى أي كان".

    وأكد ملك إسبانيا فيليبي السادس الجمعة، أن الدولة ستتمكن من مواجهة ما اعتبره "محاولة انفصال غير مقبولة (...) عبر مؤسساتها الديمقراطية الشرعية" وسط أزمة هي الأسوأ في البلاد منذ نهاية نظام فرنكو.

    وقال بيغديمونت إن لديه تفويضا لإعلان الاستقلال بعد تنظيم استفتاء على ذلك حظره القضاء الإسباني، في إطار آلية أطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وتهدف إلى إنشاء جمهورية مستقلة في 2017 على أبعد حد.

    وأكدت إدارته أن أكثر من مليوني كاتالوني شاركوا في الاستفتاء، ما يوازي 43% من الناخبين، أيدوا بنسبة 90% الانفصال، رغم حملات الشرطة التي اتخذت منحى عنيفا أحيانا لمنعهم من ذلك.

    ويدفع الجناح المتشدد في التحالف الحكومي الإقليمي بيغديمونت إلى المضي في عملية الانفصال، لكن الصحافي السابق الذي يبلغ 54 عاما يماطل أمام التداعيات الاقتصادية للأزمة وقلة الدعم الدولي.

    فقد دانت فرنسا وألمانيا بحزم جهوده الانفصالية، فيما يكرر الاتحاد الأوروبي التأكيد على عدم الاعتراف باستقلال كاتالونيا التي ستستبعد تلقائيا من الاتحاد.

    من جهته، ندد رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني الجمعة، بحدة بالذين "يؤججون الخلاف (و)يتعمدون تجاهل القانون".

    ويقول مؤيدو الانفصال إن الإقليم الغني الذي يوفر خمس اقتصاد إسبانيا يقدم الكثير لدعم باقي الاقتصاد الوطني، ويمكن أن يزدهر إذا ما مضى في خطته. لكن المعارضين يقولون إن كاتالونيا أقوى كجزء من إسبانيا وأن الانفصال يمكن أن يؤدي إلى كارثة اقتصادية وسياسية.

    ومنذ الاستفتاء نقلت نحو 1200 شركة مقارها إلى مناطق إسبانية أخرى، وسط تعليق للاستثمارات وتراجع الحجوزات الفندقية في الوجهة المفضلة للسياح في إسبانيا.
     

    فرانس24/ أ ف ب
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media