بقايا دكتاتور...
    الأحد 22 أكتوبر / تشرين الأول 2017 - 05:08
    حسن حاتم المذكور
    1 ـــ مسعود البرزاني يختفى في ظله خجلاً من ماضيه, وكأي دكتاتور وجد نفسه وهماً في حاوية  الأستفتاء, وحيداً بين اصدقاء لا صادق بينهم, جميعهم خذلوه بعد ان رسموا في مخيلته صورة له لا تطابق مضمونه, البعض يطالبه ان يعتذر لشعبه والعراق ثم يستقيل او يرحل دون عودة او ينتحر كالرجال, تلك مواقف لا يليق بها, وكأي مهرب وقاطع طريق مسكوناً بالخوف من المواجهة الفعلية مع القوة, راح يتآكل امام الواقع الجديد الذي فرضته الدولة العراقية بعد اخضاع اقليمه على احترام الدستور وسلطة القوانين.

    2 ـــ  مسعود سليل تاريخه العائلي العشائري المشبع بالغدر والوقيعة, لا ضمير ولا قيم تمنعه من ارتكاب جرائم السلب والأغتصاب لمجرد الأستحواذ على بغلة تحمل مقتنيات وامتعة اصحابها, في تلك البيئة الأخلاقية تشكل حزب عشيرته وتسلحت عصاباته  ثم وضعت خدماتها تحت تصرف المستأجرون بغية انهاك الدولة العراقية ثم الأجهاض عليها, كان هذا كل ارثه العشائري.

    3 ـــ  مسعود مُعلَقاً بماض مزدحم بالمحطات المخجلة, كبقايا دكتاتور استهلكه الأستعمال, يجهش في احضان الذين مضغوه ثم رموه, والأستفتاء ـــ محطته الأخيرة ـــ حتى اسرائيل ايقظته من حلمه وتركته وحيداً يجتره الندم, افراد عائلته ينظرون الى اطراف اقدامهم حتى لا يرون وجهه المنكسر, ثم يتسائلون,
    ـــ اين نحن الآن والى اين ذاهبون؟؟,
    ـــ ما دمت سالماً , فأنا المنتصر (قال المتبقي من دكتاتور كان), ومن يخون غضبي يُحرق حتى ولو كان شعبي, قلت لهم قاتلوا حتى آخر قطرة دم كردي ولم يفعلوا والذي لا يقتدي بحكمتي لا يستحقني.
    ـــ  شعبي العزيز: (قال) انا كردستانكم وكردستانكم انا... انا حلمكم وحلمكم انا... انا القضية والقضية انا.. احتفلوا وابتهجوا واهتفوا بأسم قائدكم, تركت لكم جيلاً من الأولاد والأحفاد سيتصدرون ثورتكم كما كنت, اموال نفط كردستان وكركوك اضفناها الى ارصدة العائلة, هي لكم ولدولتكم التي سيكون الأستفتاء عليها في الألفية الرابعة من القرن الثاني والعشرين واجباً, شدوا احزمتكم على جوع بطونكم وبشروا اجيالكم بنصر اعظم.

    4 ـــ كأي ثرثرة تهذيها بقايا الدكتاتور, يبحث فيها عن شماعة يعلق عليها هزيمته وانهياره, عمن خان وخذل وباع (الكردايتي) ويدفع بالرأي العام الى عبثية الفتنة الداخلية بغية اخذ الثأر من هذا الخائن المفترض, تلك آخر اوراقة الخاسرة, في وقت تركه اللاعبون وانصرفوا ليكمل دورة انهياره, مسعود البرزاني يعوي في هيكل بقاياه, يقاتل نفسه وقد يكون موته بطيئاً او سريعاً, صدام حسين كان ميتاً قبل اعدامه وشاه ايران استعجل السفر بأتجاه قبره في القاهرة.

    5 ـــ مسعود عاهة في المجتمع الكردي وطاعون يتمدد داخل المجتمع العراقي, لا سكينة له في بيئة المحبة والتعايش السلمي ووحدة المشتركات الوطنية, لم يخلع بدلته العسكرية حتى لا يشعر انه خارج دائرة الرصاص ورائحة البارود وان تعذر عليه اشعال حرائق الأقتتال مع الآخر, فسيجد متعته في مجزرة كردية ـــ كردية, الشعب الكردي استوعب الأمر كما نأمل, على العراقيين ان يعلموا ان محنة الأكراد تشبه محنتهم, لهذا عليهم ان يتجنبوا الأساءة اليهم ولا يسمحوا لأي كان ان يجرح مشاعرهم, انها تصرفات دنيئة وعليهم تجنبها واستنكارها, الشعب الكردي طيب مسالم كريم يستحق الأحترام والتعامل معه بمودة ونفس طويل,  نتمنى ان لا يكون لمسعود موقع قدم في مستقبل العلاقات العراقية العراقية.


    21 / 10 / 2017
    Mathcor_h@yahoo.de
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media