الفرق بين مكنسة ومكنسة
    السبت 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2017 - 22:00
    حسن الخفاجي
    ثمة فوارق كبيرة، بين بشر وبشر وشجر وشجر بين حجر وحجر وبين موقف وموقف بين مكنسة ومكنسة.

    في العراق كل شيء عرضة للنقد وأشد المواقف ألماً وحرجاً شاهدناها وقد تحولت الى سخرية ولبست لباس الكوميديا السوداء، وهذا ما حصل اثناء وبعد الزلزال الذي ضرب العراق وايران.

    النقد والمديح والسخرية والتأويل رافق نشر صور السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي في زيارته لكربلاء وهو يكنس شوارع المدينة من مخلفات زوار الاربعينية.

    اغلب التعليقات الناقدة والناقمة جاءت من خصوم السيد العبادي، الذين إغاظتهم منجزاته الميدانية، اخف مواقف هؤلاء قالت: ان العبادي ابتدأ حملته الانتخابية مبكراً، اخرون رددوا المقولة الساخرة: (صورني وإني ما ادري) وأعابوا عليه طريقة مسكّه للمكنسة. أنصاره قالوا: قيادة العبادي الناجحة وتواضعه وشعبيته الطاغية إغاظة خصومه..

    المحايدون قالوا: يكنس السيد العبادي الشارع مثل برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق، او  يذهب الى مكتبه في المنطقة الخضراء على دراجة هوائية مثل رئيس وزراء هولندا مارك روتيه. المهم للمستقلين وانا منهم ان يبدأ حربه على الفساد، وان يتخذ خطوات ملموسة تعيد هيبة الدولة وتردع الفاسدين والمتجاوزين.

    بسبب اشتداد الحملات الإعلامية بين الانصار والخصوم غلفت صورة السيد  العبادي وهو يكنس ارض كربلاء غيمة من ضباب حجبت عنهم رؤية رسالة ربما تقصّد ايصالها من ارض كربلاء الثورة على الباطل والفساد. الرسالة تقول: كنست اطهر بقعة من المخلفات لتبقى نقية طاهرة دائما. المكنسة التي استخدمتها لتنظيف ارض كربلاء سأستخدم مثيلتها بقبضة أشد لتنظيف العراق الطاهر من دنس الفاسدين والمفسدين. لنفترض: ان الكنس في كربلاء كان رسالة من السيد العبادي موجهة لخصومه وللفاسدين. 

    ان كانت تلك فعلا مقاصد العبادي مثلما اتمنى ويتمنى كل العراقيين المحايدين وهم الأكثرية فالجميع معه، وان كان قصده ان يفوز بأصواتنا ويضمن ولاية جديدة يكون شعاره الانتخابي فيها: مكنسة محاربة الاٍرهاب ستكنس الفاسدين في الولاية الثانية، فان اجواء عدم الثقة بالوعود الانتخابية التي زرعها  السابقون واللاحقون، ربما ستمنع العراقيين من ان يصدقوا بوعود تؤجل بتر أذرع  فساد اعوام  نهب اموال  العراقيين ورهن مستقبلهم. يضاف الى ذلك ما يقوله الاقتصاديون القريبون من دوائر صنع القرار التي تدعي انها تحارب الفساد. الدكتورة سلام سميسم خبيرة اقتصادية كتبت تغريدة على تويتر: (‬‏من يعش مثلي في مفاصل الاجهزة الاقتصادية العراقية و يرى مابها من فساد و يدفع ثمن رفضه لكل ذلك يصعب عليه ان يصدق ادعاءات الحكومة بمحاربة الفساد).

    العراقيون لا يريدون لمكنسة العبادي ان تصبح  مصيدة انتخابية. يريدونها مكنسة قبضتها فولاذ  وخيوطها سكاكين نصلها يقطع ركام الفساد الصدأ.

    هل ستصبح مكنسة العبادي مكنسة تعمل باتجاهين ؟ هذا ما نتمناه .

    الفساد  أوساخ  نتنه ومستنقع آسن لا ينفع معه الا الكنس والردم


    حسن الخفاجي
    18/11/2017
    Hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - مكنستين لا مكنسة واحدة
    المغترب    19/11/2017 - 13:17:5
    لست من السبابين أو المادحين وأني من المستقلين وهويتي عراقي وأهوائي كرادي وأن السيد العبادي من الكرادة ووالده لعب دورا كبيرا في خدمة الأنسان وهذا ما أعرفه عنه. الفساد بجميع أنواعه ومن جملته الفساد الثقافي والسياسي والأقتصادي والأجتماعي والعسكري،جميعها مخطط لها من الخارج وتفرض على السياسيين المتعاقبين في الساحة العربية وبألأخص العراقية منها وجميعها تهدف الى أفشال هذه الدول وجعلها دول عالة وعار بين ألأمم٠ وذالك الى أستغلال مواردها الطبيعية و السيطرة على جميع منابع الثروة الوطنية٠ أن المخططون يختارون ويضعون السياسيين الفاسدين فقط في المكان المناسب له في هذه الدول، وأن لم يكن فاسدا من الفطرة فسوف يفسدوه عمدا حتى يكون رهينة في أيديهم لكي يستخدموه في المستقبل٠ هذا وأن المحتل جاء هنا من جديد ليبقى في المنطقة الى المئة عام المقبلة. بمساعدة أزلامه ألفاسدين السياسيين الجدد٠ ليس من السهل الى مكنسة العبادي الأولى أن تكنس مفسدين الكتل السياسية جميعها وأكثرهم أجهارا وعلانية بالفساد أشخاص سياسيين المناطق الغربية وكذالك على الصعيد الوطني القيادات الكردية الملتزمة من قبل المحتل وأحزاب مخانيث السياسة في الحكم. وأن المكنسة الثانية للعبادي وهي الأهم في هذا المجال والتي يجب أن تكون أقوى من الفولاذ أو الجرانيت حتى يوقف فيها على الأقل نشاط المحتل وأزلامه و عملائه من التأثير على المقررات السيادية التي تدار في البلد على الصعيدين الداخلي والخارجي منهما. مع خالص التحيات الى أبن العم حسن الخفاجي و الكادر الأعلامي الوطني.
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media