خارطة انتخابية وليست عسكرية
    الأثنين 20 نوفمبر / تشرين الثاني 2017 - 22:42
    عباس العزاوي
    الجميع يعرف باني بدأت بنشر الاخبار لمعاركنا ضد الدواعش من يوم17 .6 .2014  ولحد اليوم اي قبل ان تظهر هيئة الاعلام الحربي وهذه ليست ميزة لي عليهم بل بيان موقفي من المعركة قبل النصر وبعده والى يوم يبعثون حتى لايخرج علي من يعلمني دروسا في الولاء وحب الوطن ،علاوه على ذلك انا ايضا اخذت من هئية الاعلام الحربي بعد تشكيلها كل اخبار المعارك الى ان غيروا هم " كَروبهم " بنشر الاخبار لحاجة في نفس يعقوب!!!
    ولكن ان نحاول في وسط هذا الصخب تمرير قضايا واكاذيب او الاعيب مقصودة ربما يراها البعض غير مهمة وتافهة ولكنها لها اثار كبيرة مستقبلا وستبصح يوما ما تاريخ يدرس للاطفال في المناهج وهو ليس دقيقاً تماما ، كما اثبتت الاحزاب الشيعية ( التيار والمجلس الاعلى ) نكاية بخصمهم قضية مفادها ان المالكي عميل لامريكا وتآمر على تسليم ثلث العراق ومازال مئات مايسمى بالمثقفين يرددون هذا الكلام باصرار حتى بعد ظهور عشرات الادلة الجديدة وحجم المؤامرة التي اوصلتنا الى داعش!! ولكن لا احد يريد ان يسمع ، فالجميع سعيد بما لديه كلعبة مسلية لايريد تغييرها! لهذا اريد ان اشير الى هذه القضية الجديدة ايضا قبل ان تصبح من المسلمات وهي ربما لاغراض انتخابية وليست امانة اعلامية اوعسكرية.
    منذ ان رايت الخارطة التي اعلن فيها النصر حتى دق جرس الانذار في راسي بقوة ، ليقول لي بان هناك لعبة مخيفة تقبع خلف تصميم الخارطة ،حتى قبل ان انتبه لعنوانها الغريب والاشارة المقصودة فيه  ـ وهذا لايهمني كثيرا ـ  فمن حقهم  كجهة عسكرية ان يحتفوا باخوانهم في الجيش والحشد الابطال الذين صنعوا النصر لنا ولهم كامل الحق ايضا في الانتصار والفخر علينا الان وغدا والى الابد.
    [[article_title_text]]
    الخارطة على جهة اليمين تبين تواجد داعش سنة 2014  باللون الاسود والجانب الاخر تم تبديلة باللون الاخضر اشارة لتحرير كامل الاراضي وبنظرة سريعة على خطوط التماس مع محافظات الوسط نرى ان مهندس الخارطة نسي او تناسى ان مدينة النخيب مثلا تقع قرب الحدود السعودية شمال غرب كربلاء وهي لم تسقط  بيد داعش ولم يصلوا اليها!!  فكيف اصبح داعش على حدود النجف!!! ، ثم هل سمع احدكم ان الدواعش وصلوا لحدود كربلاء؟ ووضعوا سيطرات كما حصل مع حليفهم مسعود وكلنا شاهدنا صور واعلام الدواعش قرب سيطرات البيشمركه!!!.
     في الخارطة ايضا محافظة كركوك تحت سيطرة داعش وصولا لحدود السليمانية وهذا ايضا غير صحيح باستثناء الحويجة التي خرج جرذان البعث فيها من جحورهم وسيطروا على المدينة حتى جاءهم المدد وبشهادة الهاربين منها ،كما حدث في مدن اخرى وكما ادعى المهوسون ان الدواعش وصلوا الى ابو غريب وهذا ايضا كذب واضح وجُبن فاضح وكان يمكن ان يحدث نفس الامر وبقوة في الطارمية والتاجي فهل يعني هذا انهم دخلوا بغداد ؟، طبعا لا، ولكنها الخلايا النائمة التي تحركت وكانت لحسن الحظ صغيرة وتم اخمادها بسرعة وهناك المزيد من هذه الخلايا حتى هذه اللحظة.
    مدينة سامراء ايضا لم تسقط بيد الدواعش والا  لتم تدمير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام ، لان من دخلوا الموصل مجموعة كبيرة تقدر بعشرة الاف مقاتل قادمة من الرقة لم ترصدهم اجهزة حليفنا المفدى امريكا لانها كانت غاضبة علينا، اي ان عملية انتشارهم بالطريقة التي تم توضيحها في الخارطة يحتاج الى اشهر وليس ايام او حتى اسابيع!!.
    مايخص الجزء الشمالي من البلاد فان هناك مبالغة واضحة في توسيع رقعة السواد حتى كاد ان يصل الى حدود ايران!!! مخترقا بذلك الحد الفاصل مابين اربيل ودهوك فكيف حصل هذا؟ ثم ان اطراف سهل نينوى ايضا لم يكن بايدي الدواعش وتم السيطرة عليه من قبل قوات البيشمركه فور سقوط الموصل، دون ان يستغرب احد طبعا سر اندفاع وانتشار الدواعش جنوبا وغربا وبهذه السرعة واحجامهم عن التمدد شرقا باتجاه كردستان او شمالا باتجاه الحدود التركية واكتفوا بنصب سيطرات قريبة من اربيل!!.
    في البيان الاخير اشار السيد رئيس الوزراء بان هناك مناطق صحراوية بعد مدينة راوه يجب الذهاب اليها لتطهيرها اي المنطقة الواقعة بين الموصل والانبار والحدود السورية !!! وهذا يعني انه مازال في ايدي الدواعش مناطق صحراويه اذا تحدثنا بمنطق مصمم الخارطة ادناه فهذا يعني ان هناك بقعة سوداء مازالت في هذه الصحراء لم يشملها خضار النصر بعد.
    وفي الختام اقول ان النصر كبير وعظيم ولنا حق الفخر بابنائنا الشجعان الذين قدموا ارواحهم اضاحي لحفظ الاهل والوطن ولكن ان يستغل اسمهم وتضحياتهم ودمائهم لاغراض انتخابية او للطعن بجهات معينة لتعميق الفرقة التي اوجدها قادة الكتل بين ابناء الوطن الواحد وحتى المذهب الواحد ،رايت ان من واجبي الاشارة الى هذه الجزئيات الخطيرة في مقاصدها والبسيطة في اطارها العام.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media