الأقوياء ياخذون وياخذون!!
    الخميس 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2017 - 06:30
    د. صادق السامرائي
    الأخذ شيمة الأقوياء والعطاء شيمة الضعفاء , فالأقوياء يأخذون ويأخذون بشراهة وإفتراسية مطلقة فالأخذ يزيد الأقوياء قوة والعطاء يزيد الضعفاء ضعفا.

    وهذا ما يحصل في الواقع التصارعي ما بين القوى الأرضية والأمثلة متكررة عديدة لا تحصى , والأدلة واضحة , فالمجتمعات المتأخرة يستنزفها العطاء , فهي لا تملك القدرة على إيقاف نزيفها ومنع تدفق رحيق الحياة من عروقها , والأقوياء يمتصونها مصا قاسيا.

    ومجتمعاتنا المبتلاة بالنفط تجيد الهدر المفتوح لعائداته المأخوذة منها مسبقا , من قبل الأقوياء ببرامج ومشاريع تدميرية تستثمر بالأخذ الذي لا يعرف الحدود , وهي تعطي وتعطي حتى تتهالك وتتهاوى وتدوسها سنابك الأقوياء  بعد مسيرة إنهاك مروعة.

    فالحروب الدائرة في مجتمعات الدول الثرية غايتها الأساسية هو الأخذ , أو سرقة الثروات والإستثمار في بيع ما يدمرها ويؤهلها لمزيد من العطاء , وتحقيق تجفيف عروقها وإسقاطها على قارعة دروب الويلات والتداعيات التصارعية.

    فهذه المجتمعات تشتري الأسلحة والأعتدة بشراهة غير مسبوقة , وتساهم بدمارات فائقة وإستنزافات دافقة تؤثر على قدرات وعيها وتبصرها وحكمتها , وترمي بها على شفا حفر الوعيد والرعب , مما يؤدي إلى تحقيق ردود الأفعال الإنعكاسية اللازمة لتمرير الخطط والمشاريع (الأخذوية) من الأخذ الأخاذة.

    وهكذا فأن المجتمعات الحلوبة تتدحرج إلى وديان الضعف والخسران , والأقوياء يدفعونها ويفترسونها بإرادة تعبوية صالحة لتوفير المسوغات الكثيرة للأخذ الفتاك.

    ولا يمكن لمجتمعات مدرارة مهدارة أن تتواصل في العطاء , لأن النضوب سيكون حتميا والمصير قاتما  ومأساويا , فهي لا تعرف آليات الأخذ ومأسورة  بآليات العطاء المجردة من الرحمة والرأفة , فهي إرادات متوحشة متأسدة تحسب الهدف فريسة شهية  عليها أن تأكله حتى نخاع العظم!!

     فهل أدركنا كيف يتحقق التوازن بمعادلة الأخذ والعطاء؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media