أُحمُوا النَّصرَ مِنَ السِّياسيِّين!
    الثلاثاء 12 ديسمبر / كانون الأول 2017 - 18:27
    نزار حيدر
        لفضائِيَّات [بِلادِي] [الثَّقلَين] [أَلوَلاء] بــ [سكايْب]؛
              
       ١/ إِذا أَردنا أَن نصِفَ عوامل النَّصر النَّاجز على الاٍرهاب حسبَ التَّسلسُل فهيَ كالتَّالي؛
       أَلف؛ فتوى المرجِع الأَعلى بالجهادِ الكِفائي التي نبَّهت العراقيِّين إِلى حجمِ الخطر المُحدق بالبلادِ عندما احتلَّ الارهابيُّون نصفَ العِراق ووقفُوا على أَبواب العاصِمة بغداد يهدِّدون كربلاء المقدَّسة والنَّجف الأَشرف! فمِنَ المعروف تاريخيّاً فانَّ المرجعيَّة الدينيَّة لا تلجأ إِلى الفتوى إِلَّا عندما يَكُونُ الخطرُ الدَّاهِم كبيراً جدّاً وحقيقيّاً يُعرِّض بَيضَة الإسلامِ للخطرِ!.
       فضلاً عن أَنَّ الفتوى حوَّلت لحظة الهزيمة النفسيَّة وحالة اليأس والإِحباط التي خيَّمت على العراقيِّين إِلى عزيمةٍ وروحٍ معنويَّةٍ عظيمةٍ وإِقدامٍ وثَباتٍ واقتحامٍ!.
       باء؛ التَّلبية الشعبيَّة الواسِعة للفتوى عندما اندفعَ الجميع، كلٌّ مِن موقعهِ وحسْبَ قُدرتهِ وطاقتهِ، إِلى ساحاتِ الجهاد على الرَّغمِ من قلَّة السِّلاح وضَعف الاستعداد البدني والتَّدريب وغيرِ ذَلِكَ!.
       لأَوَّل مرَّة رُبما في التَّاريخ يهبُّ شعبٌ للدِّفاع عن بلادهِ يتدرَّب ويستعدَّ ويُقاتل ويستشهِد في آنٍ واحدٍ! فلم ينتظر شيئاً!.
       إِنَّ التَّلبية الشعبيَّة الواسِعة لنِداءِ الفتوى التي جسَّدت نِداء الوطن هي التي فعَّلتها وبثَّت فيها الرُّوح لتحوِّلها مِن مجرَّدِ كَلِمَاتٍ إِلى حِمَمٍ وبراكينَ وصواعِقَ نزلت على رؤُوس الإِرهابييِّن فأَحرقتهُم! فحوَّلتها إِلى تاريخٍ يُميِّزُ بَين مرحلتَين! مرحلة الهزيمة ومرحلة النَّصر، مرحلة أَلإِحجام ومرحلة أَلإِقدام!.
       جيم؛ القيادة الشُّجاعة والحكيمة التي نجحت في تعبِئةِ كلِّ الطَّاقات لصالحِ الحربِ على الإِرهابِ من جهةٍ! كما نجحت في ترحيلِ كلِّ الأَزمات السِّياسيَّة بين الفُرقاء إِلى إِشعار آخر للانشغالِ فقط بالمعركةِ ومستلزماتِها!.
       كما نجحت في صدِّ تقاطُعات القِوى الإِقليميَّة والدوليَّة التي كانت مشغولةً بتصفيةِ حساباتِها في العراق! لتستفيدَ من دعمِها وعلى مُختلفِ الأَصعدةِ في الحربِ على الإِرهابِ!.
       لقد أَثبتت هذه القيادة قدرةً خارِقةً في إِستيعابِ ضربات [الفُرقاء والشُّركاء] وعدمِ الإِنجرارِ وراءَ أَيَّة صراعاتٍ جانبيَّةٍ على السُّلطةِ والنُّفوذِ! لتصُبَّ كلَّ الجُهودِ لصالحِ المعركةِ الحقيقيَّةِ والمصيريَّةِ!.
       دال؛ وهو الشَّيءُ الأَهمِّ في كلِّ هَذِهِ الحربِ الوطنيَّةِ المُقدَّسةِ، التَّضحيات الجِسام التي أَرخصها العراقيُّون في سوحِ القتالِ وفِي الجبَهاتِ الخلفيَّةِ! فالأُسَرُ الكريمةِ بفَلِذاتِ أَكبادِها والشُّهداءُ بأَرواحهِم والمقاتِلونَ بإِصاباتهِم! وهكذا!.
       ٢/ إِنَّ على العراقيِّينَ أَن يحمُوا النَّصر بأَيِّ شَكلٍ مِن الأَشكالِ، فلا أَحدَ سِواهُم قادر ٌعلى حمايتهِ! أَمّا السياسيُّون [تُجَّار الدَّم] فحذارِ أَن ننتظِرَ مِنْهُم شيئاً من ذلك! بل العكس هو الصَّحيح! فإِنَّ أَخوَفَ ما أَخافهُ على النَّصرِ هم [العِصابةِ الحاكِمةِ] لأَنَّهم لم يفهمُوا معنى النَّصر إِلّا مِن خلالِ السُّلطة والامتيازات التي يحصلُون عليها بهذا النَّصر!.
       إِنَّ مَن لا يفهم معنى النَّصر [وطنِيّاً] كيفَ لَهُ أَن يحمي التَّضحيات التي صنعتهُ؟!.
       إِنَّهم لم يشترِكُوا بالتَّضحيات فعوائل جلَّهُم تعيش خارج البلاد، زوجاتهُم وأَبناءهُم وبناتهُم! ومَن تعيشُ أُسرتهُ في بغداد فهي محصَّنة في المنطقةِ الخَضراء أَو تراهُ يعبث بالسُّلطة وامتيازاتها في ظلِّ سلطةِ أَبيهِ مثلاً! كما كان يفعلُ نجل القائد العام السَّابق للقوَّات المُسلَّحة الذي كان يتحكَّم بمكتبِ القائدِ العام وبمواقعِ المسؤُوليَّة العُليا في المنظومةِ العسكريَّةِ والأَمنيَّة التي نخرها الفسادُ المالي والإِداري وقتَها!.
       إِنَّ أَبناء السياسيِّين لم يشمُّوا رائحةَ البارود في جبهاتِ القتالِ، ولَم يسمعُوا أَزيز الرَّصاص وأَصوات القذائِف، ولَم يشمُّوا عِطرَ الشَّهادة في سوحِ الجهادِ التي لم يزُرها السياسيُّون إِلَّا لإِلتقاط الصُّوَر لتوظيفِها في الدِّعايةِ الانتخابيَّةِ القادمةِ! ولذلك فهُم لم ولن يفهمُوا معنى النَّصر والتَّضحية! ولذلك لا ينبغي أَن ننتظرَ منهم ونعوِّل عليهم أَن يحمُوا لنا النَّصر ويحفَظُوا لنا التَّضحيات! ومن يفعل ذَلِكَ فهوَ مخبولٌ  أَصابهُ طائفٌ مِن الجِنِّ!.
       ٤/ على العراقيِّينَ جميعاً أَن يستوعبُوا درُوسَ الأَزمة التي انتهت بثمنٍ غالٍ جدّاً جدّاً!.
       ليس عاقلٌ مَن يعتقد بأَنَّ الاٍرهاب سينتهي في العراق بهذهِ السُّرعة مازال هناك من لازالَ يعتقدُ بأَنَّ الإِرهابَ أَداةٌ من أَدواتِ العمل السِّياسي سواءً مِن [الشُّركاء] أَو مِن دُوَلِ الجِوارِ!.
       كما أَنَّ الإِرهابَ سيظلُّ واقفاً على الأَبوابِ إِذا لم نكنُسَ البلادِ ونُنظِّفها من أَسبابهِ وأَدواتهِ؛
       أَلف؛ العقيدة الفاسِدة التي تعتمد ثقافة التَّكفير وإِلغاء الآخر واحتكارِ الحقيقة المُطلقة والكُفر بالتعدديَّة والتنوُّع والتَّعايُش.
       باء؛ الفساد المالي والإِداري! إِذ يلزم رمي [عجلٍ سمينٍ]واحدٍ على الأَقلِّ فوراً وبالسُّرعةِ القُصوى خلفَ القُضبان لنطمئِنَّ بأَنَّ الحرب الثَّالِثة قد بدأَت فعلاً وأَنَّ هُناكَ عزيمةً وطنيَّةً لخَوضِها لا تأخذها لَومةَ لائِمٍ وبِلا خَوفٍ أَو تردُّدٍ أَو مُجاملَةٍ!.
       جيم؛ السِّياسات والمناهِج الفاسِدة، وعلى مُختلفِ الأَصعدةِ، التي حشَّت العُقُول بالطائفيَّة والعنصريَّة والتَّمييز والمُحاصصة المَقيتة!.
       ١١ كانُون أَلأَوَّل ٢٠١٧
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media