اخرجوا من ارواحنا...
    الثلاثاء 12 ديسمبر / كانون الأول 2017 - 18:51
    حسن حاتم المذكور
    ـــ يارب اقلبها عليهم وعلينا ان شئت, لم يتبق لدينا من علف الصبر ما يكفي ـــ

    1 ـــ اشتهر القادة الموسميين للعملية السياسية بأستثمار الفرص للمزايدات على بعضهم وعلى الرأي العام, من بينهم يظهر وزراء للعوائل والقبائل في استعراضات مضحكة, صورة  يرفع فيها اصبعه في حالة غضب وحزم او فيلسوف يفكر في شؤون الأمة, او خطيب متمرس في فبركة النصوص ليتقمص فيها مهام الحكماء, هكذا يمسرحون ادوارهم متناسون بأنهم صناعة وصنيعة امريكية, في افضل حالاتهم اخرجت بعضهم ايران من ملل التسكع وتوجتهم رؤساء احزاب وكتل في مجمع اغلبية السلطتين التشريعية والتنفيذية "ولله في خلقه شؤون".

    2 ـــ اعتراف امريكا, بأن القدس عاصمة لآسرائيل حرك لحى وشوارب النظام العربي, واشدهم انفعالية كانت رموز احزاب الأسلام السياسي العراقية, وكأن امريكا قد حوصرت بالمليشيات المجاهدة   والتصريحات المهاجمة وتجاهلوا ان اسرائيل تقف ومنذ عشرات السنين على ارض فلسطينة مغتصبة, انه موسم التصريحات الهابطة, جهابذة النظام العراقي وكأنهم لا يعلمون ان مليارات الدولارات قد هُربت ثروات نفطية ولا زالت تهرب لأسرائيل من الشمال العراقي, لم يذكر التاريخ كيانات اشد نفاقاً من الأسلاميين, بضعة امتار عليها مقدس اهم في نظرهم من وطن قد لا  يعود وشعب في الشتات.

    3 ـــ نموذجنا العراقي من الأسلامويين, يعانون الشك بما هم عليه, كيف سقطت في احضانهم كل هذه الثروات والسلطات والقاب الوجاهة, وهم يفتقرون الى النزاهة والكفائة وقيم الشجاعة والثقة في النفس وفقدان التوازن الأخلاقي, انهم يهيئون الآن من سيبتلع مرحلتهم وبأشارة امريكية, ما ارخصهم ادوات سهلة الأستهلاك والتفكيك واعادة التركيب في ورشات التبعية.

    4 ـــ لكنهم وجدوا مرحلتهم على فوهة الغضب العراقي ولا يملكون من ادوات المواجهة غير الساذج من التصريحات النافقة, كانت معجزة تجاوزت قدرهم, ان يصبحوا بطرفة عين فخامات وسعادات وسماحات والقاب ما انزل الله بها من سلطان, ليس لدينا ما يُقنعنا, ان الشرائع  التي تعذب ارواحنا قد هبطت من السماء, انها من تحت عمائم الوسطاء الذين جندوا اسم الله الكريم لدنياهم وامطرونا الشعوذات, ان روح الله فينا لا تغتال الفرح والأبتسامة وعذوبة الأغنيات.

    5 ـــ أتمر تلك الكيانت على ظهر اصواتنا مرة اخرى, أيلدغنا ويدمينا جحرها المسكون بالأفاعي, او يسوقنا ظلامهم خارج اضواء حريتنا, وهل ستجعلنا هلوساتهم ان نصدق, اننا لا نصلح الا لهم, هم الذين لا يصلحون الا لأدارة شؤون مؤسسات التزوير في (سوگ مريدي)؟؟؟, لا يا عراق, ان الذي تحت العمامة لا صلة له في تاريخك المعرفي والعراقيون لا تمسك بوعيهم شرائع يفبركها وسطاء لا شرعية لوساطتهم, الا تعتقد يا عراق ان صمتك استغرق اكثر مما ينبغي وقد آن أوان اللحظة التي نقول فيها معك (لا) والف (لا) للزاحفون الينا من مواخير التبعية, (نعم) والف (نعم) لك ولنا ولتاريخنا ما قبل تاريخهم, (نعم) لروح الله في صميمك الصقيل.

    13 / 12 / 2017
    Mathcor_h@yahoo.de
     

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media