فصائل المقومة الإسلامية وفتوى الجهاد الكفائي
    الأربعاء 13 ديسمبر / كانون الأول 2017 - 15:49
    أياد السماوي
    ترّددت في الأيام القليلة الماضية ونقلا عن مصادر من داخل مجلس محافظة النجف تسريبات مفادها أنّ المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ستصدر بيانا بشأن انتهاء العمل بفتوى الجهاد الكفائي , وذلك بعد إعلان القائد العام للقوّات المسلّحة عن انتهاء الحرب ضد داعش , ويذهب بعض المحللين والمراقبين السياسيين إلى القول أنّه في حالة صدور مثل هذا البيان من قبل المرجعية الدينية العليا , فهذا يلزم فصائل المقاومة الإسلامية في العراق إلى أن تبادر بحل نفسها كما فعل لواء أبي الفضل العباس وتسليم سلاحها إلى الدولة , ومما لا شّك فيه أنّ فتوى الجهاد الكفائي قد غيرّت مجرى التأريخ وأوقفت زحف أكبر هجمة إرهابية يتعرّض له بلد في العالم , ولولا هذه الفتوى التاريخية الخالدة لكانت داعش قد احتلت كلّ محافظات ومدن العراق , وأقامت المجازر وحوّلت الساحات والشوارع إلى مسالخ بشرية لم يشهد التاريخ مثيلا  لوحشيتها , وبموجب هذا الفتوى اندفع مئات الآلاف من المتطوعين الذين لبّوا نداء المرجعية للدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته , وبفضل بطولات وتضحيات هؤلاء المتطوعين سحقت داعش وهزمت وأزيل خطرها عن العاصمة بغداد والمدن المقدّسة , وهذه حقائق لا أحد يستطيع انكارها , وإذا ما أصدرت المرجعية الدينية العليا بيانا بانتفاء العمل بفتوى الجهاد الكفائي , فهذا البيان سيجيز للمتبقين من المتطوعين الذين لا يزالون يقاتلون ضمن ألوية الحشد الشعبي والذين التحقوا بموجب فتوى الجهاد الكفائي أن يرجعوا إلى بيوتهم وعوائلهم وأعمالهم , باعتبار انتفاء الحاجة لهم بعد إعلان تحرير البلد بالكامل .

    أمّا بالنسبة لفصائل المقاومة الإسلامية والتي تشّكل العمود الفقري للحشد الشعبي المقدّس , فهذه الفصائل كانت موجودة في الساحة السياسية العراقية قبل صدور الفتوى الشريفة بعدة سنين , وتشّكلّت معظمها بدافع مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق , والبعض الآخر كمنظمة بدر موجودة قبل سقوط النظام الديكتاتوري وكان لها دورا رياديا في مقارعة نظام البعث الفاشي , ووجود هذه الفصائل الجهادية لا يتّعلق فقط بقتال داعش , بل يرتبط بالوضع السياسي والأمني للمنطقة ككل , فليس من المعقول ولا من الحكمة أن تحلّ هذه الفصائل نفسها في ظل هذا الاستقطاب السياسي والأمني الذي تمرّ به المنطقة ولا يزال المشروع الأمريكي الصهيوني الوهابي يستهدف العراق وإيران وسوريا ولبنان واليمن والبحرين , وعندما تعلن أمريكا وإسرائيل والسعودية إنّ إيران وحزب الله وانصار الله يمّثلون رأس الإرهاب في العالم ويشّكلون تهديدا للأمن والسلم العالمي , فهذا يعني أنّ الاستكبار العالمي الذي أوجد داعش لا زال يستهدف وجودنا ويخطط لتدميرنا , وبالتأكيد أنّ شيعة العراق ليسوا بمعزل عن المشروع الأمريكي الصهيوني الوهابي وليسوا خارج دائرة هذا المشروع الشيطاني الذي تتزعمه أمريكا

    والسعودية , ومن يعتبر أنّ لا ضرورة لاستمرار وجود فصائل المقاومة الإسلامية ويجب حلّها وتسليم سلاحها, فهو أمّا موتور من هذه الفصائل وثقلها والدور السياسي الذي ينتظرها أو عدو يرى في وجود هذه الفصائل المجاهدة حاجز لتنفيذ مشروعه ومخططاته الشيطانية .

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media