حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٦]
    الخميس 14 ديسمبر / كانون الأول 2017 - 20:10
    نزار حيدر
             لِموقِع قناة [مِرآة الجَزيرة] الإليكِترُوني؛
                    
       السُّؤَال السَّادِس؛ إِثر زيارة العِبادي للرِّياض تمَّ الاتِّفاق على تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدَين!.
       وبالنَّظر إِلى ما نتج عَنْه فهو يتعلَّق بالقضايا ذات أَلشَّأن الاقتصادي فقط!.
       ماذا عن الملفَّات السياسيَّة وغيرِها؟!.  
       أَلجواب؛ مبدئياً فان العراق يرحِّب بأَيَّة سياسة جديدة تنتهجها أَيَّة دولة من دُوَل المنطقة معهُ خاصَّةً من تلك الدُّول التي ظلَّت تتعامل معهُ بسلبيَّةٍ وعُدوانيَّة سواء على صعيد الحربِ على الإِرهاب التي خاضها العراقيُّون أَو على بقيَّة الأَصعدة الاقتصاديَّة والسياسيَّة والإعلاميَّة وغير ذلك!.
       وتقف الرِّياض على رأس هذه الدُّول التي تقول بأَنَّها تريدُ أَن تفتح صفحةً جديدةً مع العراق! بغضِّ النَّظر عن الأَسباب والمُسبِّبات! ولقد رحَّبت بغداد بهذا التَّغيير فعُقدت لحدِّ الآن عدَّة إِجتماعات بينَ الجانبَين تمخَّضت عنها، كما تفضَّلتَ، تشكيل اللُّجنة المُشتركة العُليا للتَّنسيق بين البلدَين! وهي في الحقيقة لم تشمِل القضايا الاقتصاديَّة فحسب بل شمِلت كَذَلِكَ جوانِبَ أُخرى كالملفِّ الأَمني والسِّياسي وغيرِ ذَلِكَ!.
       كما جرى فتح ملفِّ المُساهمة في إِعادة بناء المناطق المتضرِّرة من الحربِ على الإِرهاب! إِذ أَبدت الرِّياض رغبتها في ذَلِكَ ولَم تُمانع بغداد من ذَلِكَ!.
       طبعاً، حسب معلوماتي ومُتابعتي الدَّقيقة لملفِّ العِلاقة الجديدة بين الرِّياض وبغداد فانَّ العراقييِّن وعلى الرَّغم من ترحيبهِم بذلكَ إِلّا أَنَّهم في نفسِ الوقت يتوجَّسونَ خيفةً من الرِّياض ولذلكَ يتعاملُونَ معها بحذَرٍ لأَنَّ ملفَّ العلاقةِ بين الطَّرفَين مشوبٌ بالمُؤامرات والخِيانات والطَّعن بالظَّهر من قِبل الرِّياض التي لم تكُن لتُمرِّر فُرصةً يُمْكِنُ إِستغلالها للطَّعن بالعراق إِذا لم تستغلَّها أَسوء إِستغلال! خاصَّةً على الصَّعيدَين الاقتصادي [أَسعار البترُول] والأَمني [دعمَها للإِرهابِ]!.
       ولهذا السَّبب نُلاحظُ أَنَّ بغداد لا تستعجِل الخطَوات التطبيعيَّة إِن صحَّ التَّعبير! كما أَنَّها تُراقبُ عن كثبٍ كلَّ خُطوةٍ يخطوها التَّنسيق الثُّنائي إِلى الأَمام! علماً بأَنَّ عدداً لا بأس بهِ من هَذِهِ الخُطوات لم تُنفَّذ حتّى الآن إِذ تسعى الرِّياض لإِيجادِ الحِجج والأَعذار من أَجلِ عرقلتَها خاصَّةً فيما يتعلَّق بالملفِّ الأَمني!.
       أَمّا على صعيد المُشاركة في إِعادة إِعمار المناطق التي دمَّرها الإِرهاب فلقد وضعت بغداد شرطاً لمثلِ هَذِهِ المُساهمة المُحتملة وهو أَن تكونَ حصراً عن طريق بغداد وليس كما تريدُ الرِّياض بأَن تجري المُساهمة بشكلٍ مُباشرٍ مع الإِدارات المحليَّة للمُحافظة التي تريدُ أَن تُساهِمَ بصُندوقِها!.
       السُّؤال السَّابع؛ على ضوء الرُّؤية التي قدَّمها العِبادي في إِجتماع لَجنة التَّنسيق المُشتركة! هل حصلَ على ضماناتٍ مؤَكَّدة من الرِّياض في التوقُّف عن التدخُّل في شؤُونِ بلادهِ الداخليَّة؟!.  
       أَلجواب؛ لقد علَّم العراقيُّون الرِّياض درساً في عدمِ التدخُّل في شؤُون الآخرين لا أَعتقد أَنَّها ستنساهُ أَبداً! فعندما حاولَ سفيرُها السَّابق التدخُّل في شؤُون العراق طردهُ العراقيُّون شرَّ طردةٍ في ظُلمةِ اللَّيل مِن دونِ أَن تتمكَّن الرِّياض مِن أَن تنبس ببنتِ شفةٍ! مع العلم أَنَّ هذه الحالة لم تمرُّ بها الرِّياض أَبداً منذ تأسيس الدَّولة السَّعوديَّة الثَّالثة ولحدِّ الآن، فلأَوَّل مرَّة يتمُّ طرد سفير [سَعودي] مِن دَولةٍ من الدُّوَل من دونِ أَن تتعاملَ الرِّياض بالمِثل!.
       أَعتقد أَنَّ السيِّد رئيس مجلس الوُزراء الدُّكتور العِبادي بنى كلامهُ على هَذِهِ الحادثة فهوَ على يقينٍ من أَنَّ الرِّياض سوف لن تجرُؤ على التدخُّل مرَّةً ثانيةً بالشُّؤُون الداخليَّة للعراقِ بأَيِّ شَكلٍ مِن الأَشكال!.
       فضلاً عن ذلك، فانَّ الرُّؤية التي قدَّمها في الاجتماع المذكُور والتي كرَّرها عدَّة مرَّات في مُناسباتٍ مُختلفةٍ، تُمثِّلُ الرُّؤيةِ الاستراتيجيَّةِ الجديدةِ التي يتبنَّاها العراق لإِعادة الأَمن والاستقرار للمنطقةِ، وهي لا تتوقَّف عِنْدَ موضوع عدم التدخُّل في الشُّؤُون الداخليَّة للآخرين وإِنَّما تتَّسع لتشملَ الكثير من النِّقاط الأَساسيَّة منها التَّعاون من أَجلِ إِنهاء الصِّراعات المُسلَّحة في المنطقةِ والتَّعاون الاقتصادي الذي يعتمد بالاضافةِ إِلى الاستثمار على خلقِ الفُرص للشَّباب للحيلولةِ دُونَ تجنيدهِم في صفوفِ الجماعات الإِرهابيَّة التي تستغلَّ ضَياعهُم بسببِ الجهلِ والبطالةِ والعَوزِ الاقتصادِي!. 
       *...يَتبَعُ
       ١٣ كانُون أَلأَوَّل ٢٠١٧
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920


    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media