فلسطين أنثى
    الجمعة 15 ديسمبر / كانون الأول 2017 - 21:30
    منير النمر
    شاعر وفنان تشكيلي سعودي
    في بلادي..

    تسكرُ الأنثى بماء الزنجبيلْ

    نسيتْ كل مساحيقِ المرايا والصبايا..

    لم تعدْ ترسمُ حلماً، أو خطايا

    لم تعدْ تؤمنُ بالعطرَ على معطفها

    أصبحَ الدمعُ غناءً وعويلْ


    في بلادي..

    في فلسطينَ بلادي!!

    يُسْرَقُ الزيتونُ والأوطانُ من سيدها

    فيغني سارقُ العشبِ على كل المدائنْ

    ساخراً من وجعِ الظلِّ على حلمِ المآذنْ

    قطعَ العشبةَ والصخرة، حلمي...،.
     

    في بلادي..

    تحمل الأنثى دموعَ الأرصفهْ

    وتُغنِّي قبَّةَ الصخرةِ مثل العاصفهْ
    دمعها قدسٌ.. يداها ألف شمسٍ نازفهْ

    في بلادي..

    يصمتُ القولُ على جثةِ أرضي..

    وينامُ الفجر عن كونٍ عتيقِ الأضرحهْ

    أيها العابرُ بين القدسُ والجلادِ

    أرمِ بيديكَ العاصفهْ

    في بلادي..

    في فلسطينَ بلادي

    يُنبتُ الحلمُ فؤادي، فأغنِّي مثل عطرٍ واقفهْ
     

    في بلادي..

    تهربً الأوطانُ عني..

    وعلى رايةِ قدسي لم أجدْ غير بياناتٍ خجولهْ.

    لم يعدْ يعرفُ حزني غيرُ حزني..

    لم يعدْ يعرف ذاتي غيرُ ظلي..

    لم أعدْ أعرفُ شيئا عن طريقي..

    وطريقُ القدسِ أنثى..

    وفلسطينُ على الحائطِ أنثى

    شرفٌ ماتَ على كل المرايا

    لم يعدْ يعرف حزني غير حزني والطريقْ.

    فطريق القدسِ أنثى..

    وطريقي صار أنثى..

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media