الأمم المتحدة تنفي الرواية الأميركية بشأن الصواريخ اليمنية
    هايلي تتهم طهران بالتورط وظريف يقارن تصريحاتها بحديث كولن باول في 2003
    السبت 16 ديسمبر / كانون الأول 2017 - 06:02
    [[article_title_text]]
    المندوبة الأمريكية نيكي هايلي تعرض بقايا صاروخ إيراني على اساس انه اطلق من اليمن على السعودية
    نيويورك  (الصباح) وكالات - نفت الأمم المتحدة وجود أدلة قاطعة تحدد مصدر صنع الصاروخين اللذين تم إطلاقهما سابقا على السعودية من اليمن، وذلك خلافا لما ادعته الولايات المتحدة والسعودية وسوقته المندوبة الاميركية هايلي في مجلس الامن من انها صواريخ ايرانية، كما شككت روسيا بالمزاعم بشأن توريد إيران صواريخ بعيدة المدى لحركة "أنصار الله" الحوثيين، في وقت قارن فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات مندوبة واشنطن بحديث وزير خارجية بلادها الأسبق كولن باول أمام مجلس الأمن في 2003 ومزاعمه بوجود أسلحة دمار شامل في العراق.  

    وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك أمس الجمعة: إن "التقرير الذي قدمه الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) إلى مجلس الأمن الدولي هو نصف سنوي بشأن مدى تنفيذ قرار المجلس رقم 2231 (المتعلق ببرنامج طهران النووي)"، وأضاف حق أن "هذا التقرير يقدم تحليلا بشأن الصواريخ التي تم إطلاقها من اليمن على السعودية، ولا أدلة قاطعة تحدد مصدر صنع تلك الصواريخ".

    وردا على أسئلة الصحفيين بشأن موعد إعلان "الأدلة القاطعة لمصدر صنع الصواريخ"، قال حق: "لا تزال لجنة الخبراء تدرس ذلك"، وتعرضت السعودية في 22 تموز و4 تشرين الأول الماضيين لهجومين صاروخين من قبل قوات الحوثيين، وقالت الرياض إن "الصاروخين تم تصنيعهما في إيران".

    ويتناقض موقف الأمم المتحدة مع تصريحات متزامنة للمندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية، نايكي هايلي، خلال مؤتمر صحفي عقدته في واشنطن مساء أمس الأول الخميس وقالت فيه: إن "الصاروخين صنعا في إيران"، ورحبت هايلي بتقرير الأمين العام نصف السنوي بخصوص إيران، وزعمت أنه "تحدث عن تزويد إيران للحوثيين بأسلحة خطيرة"، لكن بحسب نص التقرير، لم يؤكد غوتيريش أن الصاروخين اللذين تم إطلاقهما على السعودية هما من صنع إيران!!. وقال غوتيريش في تقريره: إن "مجموعة من الخبراء التابعين للمنظمة الدولية سافروا بالفعل إلى السعودية لفحص حطام الصاروخين".

    ريبة روسية
    كما أعربت روسيا عن ريبتها في مزاعم بشأن تزويد إيران حركة "أنصار الله" الحوثيين بالصواريخ في ظل السيطرة التامة للتحالف العربي على سواحل البلاد ومناطق حدودية فيها، جاء ذلك على لسان السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، في حديث إلى وكالة "تاس" الروسية أمس الجمعة، في معرض تعليقه على إعلان المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي نايكي هايلي عن نيتها تقديم "أدلة دامغة" على تزويد طهران الحوثيين بالصواريخ.

    وأشار السفير إلى عدم نشر صور لحطام الصاروخ الذي أطلق في أوائل تشرين الثاني على مطار الملك خالد الدولي قرب الرياض، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الصاروخ كان مزودا في الواقع برأس قوي، وتمكن من قطع مسافة نحو ألف كيلومتر مع درجة الدقة العالية، وتابع ديدوشكين: "لكننا نشعر بشكوك جدية في إمكانية تصدير صاروخ كبير كهذا من إيران، في ظل هيمنة قوات التحالف العربي على المجال الجوي والبحري لسواحل اليمن وأراضي البلاد".

    وأوضح الدبلوماسي الروسي أن "الأقمار الاصطناعية الأميركية والبريطانية تساعد التحالف العربي في متابعة تهريب الأسلحة المحتمل إلى داخل اليمن"، مضيفا أن "عجز التحالف عن رصد صاروخ يتجاوز طوله عدة أمتار أمر مستحيل"، وقال: "يبدو أنه كان من الممكن إدخال مكونات الدوائر الإلكترونية الصغيرة، لكن لا صواريخ".

    وذكر السفير الروسي، أن "وسائل الإعلام تفيد يوميا بإطلاق صواريخ مختلفة الأنواع في اليمن على أهداف داخل البلاد وخارجها، وترسانة هذه الأسلحة كانت ستنقضي خلال 2.5 عام من الحرب، ولا يمكن توريد هذه الصواريخ بشكل دوري وبكميات كافية على مرأى من التحالف"، وقال: "لا ينبغي التقليل من قدرات اليمنيين ومهاراتهم، وهناك العديد من الخبراء في مختلف المجالات، وفي مجال صناعة الصواريخ، كما يبدو، ولن يدهشني إذا تبين أن هذه الصواريخ محلية الصنع".

    معركة هايلي
    وقدمت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نايكي هايلي ما قالت إنه "أدلة على تزويد إيران للحوثيين بالصواريخ"، وعرضت هايلي، أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقدته في واشنطن، صورا قالت إنها حطام الصاروخ الذي أطلق على مطار الملك خالد الدولي قرب الرياض في بداية تشرين الثاني الماضي، وأوضحت هايلي أن "الخبراء العسكريين الأميركيين توصلوا إلى استنتاج بأن هذا الصاروخ إيراني الصنع".

    وشددت هايلي على أن "الولايات المتحدة رفعت السرية عن هذه الوثائق بهدف منع إيران من استمرار تصرفاتها غير الشرعية"، محملة طهران "المسؤولية عن تأجيج أزمات في الشرق الأوسط، وقالت الدبلوماسية الأميركية: إن "الولايات المتحدة تريد تشكيل تحالف دولي بغية التصدي لإيران، لا سيما دبلوماسيا".من جانبها، رفضت البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى الأمم المتحدة قطعيا الأدلة التي قدمتها هايلي، واصفة إياها بـ "المفبركة"، وشددت البعثة في بيان لها على أن الاتهامات الموجهة إلى طهران من قبل الولايات المتحدة "غير مسؤولة واستفزازية ومخربة"، قائلة: إن هدفها تغطية "جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية في اليمن بالتآمر مع أميركا، وصرف الانتباه عن العدوان على اليمنيين الذي وصل إلى طريق مسدود"، بحسب تعبير البعثة الإيرانية.

    رد ظريف
    بدوره، نشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على حسابه في "تويتر" صورتين في إطار واحد، أولهما للمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نايكي هايلي أثناء عرضها صورا قالت إنها حطام الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد بالرياض، وتظهر الصورة الثانية وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باور وهو يهز بأنبوب اختبار زجاجي أمام أعضاء مجلس الأمن قائلا إنه "يحتوي على مادة من ترسانة العراق الكيمياوية"، التي كما تبين لاحقا كانت وهمية، وأرفق ظريف الصورة بتغريدة مفادها: "عندما كنت أعمل في الأمم المتحدة رأيت هذا الاستعراض والأوضاع التي أدى إليها".

    ورفضت جماعة "أنصار الله" الحوثيين الاتهامات الأميركية الموجهة إليها باستيراد صواريخ باليستية من إيران، متهمة بالمقابل واشنطن بتزويد التحالف العربي بالأسلحة المحرمة دوليا، وأعلن رئيس "اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، عبر تغريدة على حسابه في "تويتر" أمس الجمعة: "لو كنا نستورد صواريخ إيرانية، كما يزعم الأميركان، لاستوردنا صواريخ للدفاع الجوي"، ورأى أن "أميركا فشلت سياسيا وعسكريا بمعركة اليمن، وأظهرت المعارك عدم فاعلية أسلحتهم سواء الباتريوت أو غيرها"، بحسب قوله. 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media